الشعر والموسيقى والغاز.. في المنتدى الثقافي بالكاظمية! / ريسان الخزعلي

كانت استضافة كريمة، تلك التي كرمني فيها المنتدى الثقافي والفكري في الكاظمية يوم الجمعة االتاسع من الشهر الجاري، للحديث عن تجربتي الشعرية. (وقد تأخرت هذه الاستضافة اكثر من ثلاثة اشهر لاسباب ذاتية واخرى موضوعية. رافقني الى المنتدى اصدقاء اعزاء من المثقفين والادباء والكتاب ستار الناصر، علاء الماجد، غالي العطواني، حبيب الاسدي، صباح الفريجي).
كان المكان بسيطاً ومؤهلاً بالامكانات الذاتية التي تشير الى عمق الاصرار من اجل التواصل الثقافي والفكري. طالعتنا الوجوه من الاقدمين والاحدثين نساءً ورجالاً وهي تقطر طيبة ومحبة وقد دثرتنا بالدفء اللذيذ في مساء شتائي بارد:
وجوه
سحناتها خيطاً فخيطاً
يحلها ضوء المصابيح التي لم تبدل
بعضها
يوصل الرمل من (السلمان) الى القاعة
والاغاني لم تبدل
بعضها
يوصل القاعة الى السلمان رملاً
والاغاني لم تبدل
وبعضها
يتدلى زينة للستارة
وما بين الستارة والرمل
رأيت وجهي خيوطاً تعلق المصابيح
التي لم تبدل
والاغاني التي لا تتبدل
كان الانصات للشعر ولحديث الشعر مذهلا وحميمياً ويشير الى العلامة التي تمسك اصابع كاتب النصوص باتجاه الانحياز الى الناس وتاريخها وتطلعاتها في الحرية والمستقبل.
لم تكن امسية، بل كانت جلسة عائلية دافئة، حيث الحوارات والمداخلات الصادقة التي قادت الى استحضار الشاعر الكبير مظفر النواب ضمن سياق الامسية، وكذلك ذكريات الاقدمين وصولاتها في العظام، هذه العظام التي ارجفتها معزوفات واغاني ستار الناصر التي توازت مع رجفة الشعر.
ومن الهوامش الجميلة، ما تداخلت به سيدة جليلة حول معاناتها مع قناني الغاز الايرانية التي يرفض الباعة استلامها بعد الاستخدام، في الوقت الذي وزعوها ، هم انفسهم على السيدة وجاراتها، وهكذا اضاءت نار الشعر بالنار الازلية.
وهكذا ايضاً كان الشعر والنوّاب والغاز وكانت الموسيقى والاغاني في المنتدى الثقافي والفكري في الكاظمية في لهيب واحد.
وبالعراقي نقول للقائمين على المنتدى والسيدة الجليلة:
«تره انتم النار الأزلية.. مو اليوم .. من سنة 1934 الى ما شاء الوطن الحر والشعب السعيد».