- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 28 آذار/مارس 2015 21:29

في كل مرة، عندما يحتفل العالم بيوم المسرح، يتجدد التفاؤل بشحذ الهمم وتحفيز الامكانات الكامنة من اجل منح هذا الكائن الجميل طاقة اكبر ومساحة اوسع لكي ينطلق ويتحرك في فضاء ابداعي رحب من دون حواجز ولا عراقيل، وذلك من اجل خلق ما هو جديد وجميل، اضافة الى بعث التراث بما يختزنه من انجازات مهمة على صعيد المسرح، انّ العالم المتحضر يسعى دائما الى تقليص حلقات التاريخ، في سبيل ان لا تكون عملية خلق الصورة الجمالية عملية صعبة واسطورية، وانما نجد هناك سعيا متواصلا من اجل الوصول بالمسرح الى حالة متطورة وافضل، كل ذلك يجري بسبب الفهم الصحيح لرسالة العمل المسرحي، فالمسرح هو حياة تزخر بالحب والعطاء والجمال ، كما انه يلامس هموم الناس ومعاناتهم اليومية، وانّ الاسئلة التي يطرحها المسرح تحفز المتلقي على البحث عن حلول جدية لمصاعب الحياة وقسوتها.
فى هذا اليوم ، لابد من الاشارة ، الى حالة التراجع التي مرّ ويمر بها مسرحنا العراقي، فمنذ منتصف السبعينيات بدأ التراجع فى الابداع المسرحي وعلى الصعد كافة، وذلك بسبب سياسة النظام الدكتاتوري وقمعه الحريات ، بالاضافة الى حروبه الطويلة، التي جعلت المواطن العراقي مشغول الذهن بأمنه وأمن عائلته، راكضاً وراء خبزه وما يسد رمقه، كل هذه العوامل مجتمعة ساهمت في تأخر المسرح في بلادنا.
اما اليوم، وبعد ان ولىّ النظام الذي حكم العراق عشرات السنين، فأن مسرحنا دخل مرة اخرى في دهاليز مظلمة، لانعرف متى يعمّ في داخلها النور، فالعقول التي تدير دفة الثقافة ما زالت غير قادرة على فهم رسالة المسرح ودوره في تطوير المجتمع ومساهمته الكبيرة في رفع الوعي، بالاضافة الى التدهور الامني الذي يجتاح الوطن، والفساد المنتشر بكل اشكاله وانواعه، لذلك ارى من الواجب على كل الشرفاء المهتمين بالشأن الثقافي بشكل عام والمسرح بشكل خاص، ان يقفوا وقفة جدية من اجل استعادة الروح الى مسرحنا العراقي.
ولابد ان اشير هنا وبفخر، الى الدور الذي لعبه الشيوعيون العراقيون فى تطوير ودعم المسرح العراقى، وان انحني الى اولئك المبدعين الذين استشهدوا بسبب معارضتهم لسياسة النظام السابق، واذكر منهم الشهيد دريد ابراهيم، وعادل الشعر بأف، وصالح الموسوي، والشهيد عبد الرضا وغيرهم الكثير.. فالمجد للشهداء، وليتجدد العزم على بناء مسرح تقدمي في عراقنا الحبيب.