- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 18 أيار 2015 19:45

يكدحون لتكون السماء أكثر اخضرارا.. والأرض تتماوج الزرقة فيها.. فترى كتبا برفقة المفردة التي تتكشف عن رجل يقرأ كتبا ويسقيها الشاي وسنوات عمره.. يتحول الشيوعي شجرة سياجها محبة، تأخذ هيئة رجال ونساء وفتيان وفتيات... المحبة شجرته والأزقة الشعبية حصونه التي لا تترك أثرا، يكون خريطة لأعدائه.. الذين لا يكرههم.. الشيوعية لا تنجر الكتب: نافذة للتأمل.. أو كرسيا هزازا فهي لا تجيد التفرج على ما يجري.. لذا تتحول الكتب وسائل الانتاج.. وهكذا يكون الانتاج المعرفي رغيفا ساخنا للجميع، وأجنحة تحرث السماء بالبشائر دوما..
والشيوعيون يصعدون على أكتاف الآخرين لينوشوا الربطة الخشنة جدا والمشدودة بالمقلوب، دفاعا عن الشمس والورد والخبز.. ولهم وظيفة مانعة الصواعق.. بحسب المناضل المخضرم زكي خيري...
منذ أوائل القرن العشرين تألق اسم "حسين الرحال" كمثقف عراقي. وسيعرف كمؤسس للحلقات الماركسية العراقية، وللرحال فضائل الحراثة الاولى للمفاهيم في أرض بكر.. من أجل هندسة اجتماعية.. تسهم بإجابة عراقية عن أسئلة القرن العشرين.. لقد وعى القادم من ألمانيا، أعني المثقف حسين الرحال، ان أي تغير يبقى جزئيا إن لم يتفعل في البنية المجتمعية. وكيف يكون ذلك؟ والدولة كمفهوم تعود إنتاجيته للغرب الرأسمالي وهو الآن في مرحلة الامبريالية، والدولة كسلطة تشترط أمة تتواءم مع شكلها السياسي.. إذا كانت في اللغة تسكن الكينونة، حسب الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر، فهذه الكينونة لا تسكن وحدها بل يتشارك معها طاقم من البنية الفكرية، المشتمل على الايدلوجي/ التاريخي/ الثقافي.. وسوف يسهم المثقف العراقي بإجابة عراقية، وستكون الرواية هي التي تسهم في الاجابة عن مؤثرات المرحلة وصداها في الذات العراقية، رغم ما اعتورت تلك الاجابة من نواقص، يمكن اعتبارها نواقص تحقيبية..
في روايته "جلال خالد"، يبث القاص والروائي الرائد محمود أحمد السيد، نزعته التقدمية، ولا يكتفي حماس أحمد السيد بالشكل القصصي، فهو يستخدم المقالة في الرد على المفكر المصري سلامة موسى، في مقالة عنوانها:" سلامة موسى والسوبرمان"..
في "النخلة والجيران" ستكون الشخصية الشيوعية، هامشا مضيئا، من خلال تلك الرسالة القادمة من "نقرة السلمان".. لكن قبل "النخلة والجيران".. عانت الاهمال رواية جريئة لكاتب لم ينصفه النقد العراقي، أعني الدكتور شاكر خصباك مؤلف رواية "الحقد الأسود".. التي تناولت جرائم 8 شباط 1963 من خلال مجموعة من السجناء الشيوعيين..