المربد والثقافة.. عطاء متبادل

حوار شاكر مجيد الشاهين
اختتمت مساء السبت الماضي، في البصرة فعاليات مهرجان المربد الشعري الثاني عشر الذي حمل اسم الشاعر الراحل رشدي العامل وانعقد تحت شعار "الشعر يحتشد للعراق".
وجاء في البيان الختامي للمهرجان: ان أعمال الدورة الثانية عشرة انتظمت بمشاركة أكثر من مائة وعشرين أديباً من العراق والبلاد العربية، وعبر ست جلسات شعرية شارك فيها خمسة وسبعون شاعراً، وأربع جلسات نقدية شارك في أوراق محاورها النقدية أثنا عشر ناقداً من العراق والبلاد العربية.
وزير الثقافة
سألنا وزير الثقافة السيد فرياد رواندوزي، ما هو دور الوزارة في هذه الدورة؟
اجاب: نحن حاولنا أن يكون تدخلنا أقل ما يكون كوزارة للثقافة حيث أعطينا الصلاحية الكاملة لاتحاد الأدباء واللجنة العليا المشرفة على المهرجان من أجل إنجاح المهرجان واتخاذ الخطوات الممكنة لإظهار هذا المهرجان بأبهى صورة، وأود القول في الدورة القادمة ستكون هناك استعدادات مبكرة سنبدؤها من الشهر السابع كي يعقد في موعده.
- وهل هناك تأثير للتقشف على المهرجان؟
* في هذه الدورة لا.
رئيس اتحاد الادباء
وتوجهنا بالسؤال الى شخصية اخرى:
- هل تحققت قفزة نوعية في الثقافة من خلال اقامة هذا المهرجان.
اجاب الناقد فاضل ثامر، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، قائلاً:
* بداية أعبر عن سعادتي لانعقاد المهرجان في مدينة البصرة العامرة بعد تجاوز الكثير من التعقيدات وعبور عام 2015 الى 2016. نحن متفائلون لأننا استطعنا أن نتجاوز الكثير من العقبات المادية والمعنوية واللوجستية لانعقاد هذه الدورة ونعتبر ذلك نصراً كبيراً للثقافة لأن المربد اصبح شأناً رمزياً كبيراً للثقافة والمثقفين وللشارع العراقي ايضاً. والاحتفاء بمناسبة انعقاده كل عام هو تظاهرة ثقافية وجمالية وتوكيد على مدنية المجتمع العراقي وعلى حب الثقافة، كما هو فرصة للقاء الأفكار والحوار ولمراجعة مسيرة الثقافة العربية والعراقية بشكل عام.
في هذا العام حصلنا على دعم من وزارة الثقافة ومن الحكومة المحلية في محافظة البصرة ومن اتحاد الأدباء الذي أتشرف برئاسته بما يضمن نجاح المهرجان الذي هو ثمرة جهود مشتركة بين الوزارة واتحاد الأدباء المركز العام واتحاد الأدباء في البصرة وحكومتها المحلية. أتمنى أن نكون قد حققنا قفزة نوعية في الثقافة.
الكاتب محمد خضير
وسألنا الأديب محمد خضير: كيف تنظر الى دور مهرجان المربد في تعزيز الثقافة العراقية؟
نأمل أن تكون هذه الدورة قد نجحت في تعزيز مكانة الأديب والمثقف في مجمل الأمور الأدبية والثقافية والسياسية، كما نأمل أن يخرج المهرجان بتوصيات نافعة ومفيدة لدورته المقبلة لا سيما وأن هناك الكثير من الأوهام والشكوك حول هذا المهرجان. ونأمل أن تكون هذه أوهاماً وليست حقائق، كما نأمل أن يتجدد المربد ويقدم نفسه جديداً في كل دورة.
الشاعر كاظم الحجاج
وماذا قدم المربد الثاني عشر للحركة الثقافية في البصرة وللعراق بشكل عام؟ هل هناك إسهامات مادية ومعنوية من قبل المسؤولين في الدولة في المهرجان؟
سألنا الشاعر الكبير كاظم الحجاج، فأجاب:
نحن جميعاً لا نتوقع أن يقدم أي مهرجان ثقافي شيئاً للثقافة، وهذا شيء ليس سلبياً، فمهرجاناتنا اجتماعية أكثر مما هي ثقافية أو سياسية، أنا أرى المهم أن نلتقي، أن نتزاور، أن نتحدث. تطوير الثقافة يحتاج الى ورش أكاديمية مختصة تحت اشراف مختصين، أما المهرجانات فهي لقاءات محبة لا ينتظر منها الجديد.
وهل نحتاج الى تشريعات كي نطور العمل الثقافي؟
نحن نحتاج الى تقاليد ثقافية لأننا بدأنا في زمن دكتاتوري كانت الثقافة فيه رسمية واعلامية أكثر مما هي ثقافية، لذا يجب أن نبدأ من جديد: شعراء، كتاب، أدباء، تكنوقراط أيضاً، كي نصنع ما يشبه القانون الذي يمكن أن نسير عليه بشكل صحيح.
الشاعر كريم جخيور
وسألنا الشاعر كريم جخيور، رئيس اتحاد أدباء وكتاب البصرة، هل هناك في المربد الثاني عشر جهود معينة حصلت لدفع الحركة الثقافية في البصرة الى الامام؟ وهل هناك جهود مادية أو معنوية تقوم بها المحافظة في هذا الاتجاه؟
* بالتأكيد، هذا المربد يختلف عن المرابد السابقة. هناك جهود قامت بها الوزارة واتحاد الأدباء المركز العام واللجنة العليا للمهرجان. هناك قراءات شعرية وجلسات نقدية ومعارض تشكيلية وصور فوتوغرافية وأوبريت من تقديم الفرقة البصرية للفنون من اعداد الشاعر طاهر سلمان واخراج كاظم الزاهر.
قنصل مصر
وقلنا السيد أشرف عقل، قنصل عام مصر في البصرة: نعتز بوجودك وأنت واحد من العراقيين الآن، ما هو رأيك برسالة المربد الثقافية؟
* رسالة مهمة. الثقافة أداة مهمة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للدول، ومثل هذه المؤتمرات والمهرجانات مطلوبة للتواصل والحوار وإلقاء الضوء على ما تزخر به بلادنا من امكانات وخبرات وكفاءات. وكما تعلم بلادنا تمتلك موروثاً ثقافياً يمتد الى ما قبل التاريخ. وبالتالي لا بد أن نعزز هذا الأمر مع الثقافات الأخرى الغربية والأوربية، والتأكيد بأننا نحب التواصل والتسامح جزء لا يتجزأ من تراثنا العربي والإسلامي بصفة عامة. وأتمنى أن تكون المشاركة دائما على أعلى مستوى لتؤتي ثمارها وتكون نبراساً لكفاءاتنا في المجالات الأخرى.
د. الجواهري
وسألنا الدكتورة خيال الجواهري، ما الذي قدمه مهرجان المربد الثاني عشر للثقافة العراقية؟
* المهرجان يقدم الكثير، خصوصاً أن العراق يمر بأزمات كثيرة اقتصادية وأمنية وتحديات داعش. وفي الفترة القريبة الماضية تكللت جهود القوات الأمنية بانتصار كبير حيث تم تحرير مدينة الرمادي. والمهرجان أضاف رقياً للحركة الثقافية من خلال لقاءات الأدباء والشعراء والقادمين من الخارج.
البرلمانية عهود الفضلي
ما العطاء الذي قدمه مهرجان المربد؟ سألنا السيدة عهود الفضلي، نائب رئيس لجنة الثقافة، فأجابت:
بدا المهرجان بحلة جديدة، وكلماته تحتشد للعراق من خلال الشعر والفن وقامت هذه الفعاليات بنقل صورة لمدينة البصرة وليس لشخوص معينين. والمربد هو تظاهرة ثقافية ويتوجب على محافظة البصرة ووزارة الثقافة أن تعده بأحسن صورة ليعبر عن وجه البصرة.
واخيراً سألنا هالة المنصور (فنانة تشكيلية): كيف هي مشاركة المرأة في المربد؟
للمرأة دور كبير في المهرجان، ونتمنى أن يفتح لها المجال في الرسم والشعر والقصة وغير ذلك من الفنون والآداب التي يزخر بها الشارع العراقي.
المرأة العراقية مثقفة جداً ولكن أرى أن دورها محجم ويجب أن تأخذ دورها الطبيعي الكامل.