الثقافة وصور تطورها وفق رؤية مهنية / امير ابراهيم

عبر رؤية مهنية انطلقوا منها، أكد عدد من اعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب عن وجهة نظرهم للصورة التي يجدون بانها مناسبة لتنعكس ايجابا على الواقع الثقافي العراقي، وينسحب ذلك على مستوى الثقافة العامة في المجتمع استنادا الى فرضية تحويل الثقافة الى سلوك عام يحكم المجتمع وبالتالي التأثير الايجابي لذلك على مجمل الحياة.
فالأمين العام لاتحاد الادباء، الكتاب الشاعر ابراهيم الخياط اكد "ان ما يحتاج اليه البلد هو ان يكون هناك مجلس اعلى للثقافة، اذ ان مهمة وزارة الثقافة تقديم الدعم اللوجستي للمثقفين، في حين سيكون المجلس الأعلى للثقافة المسؤول عن النتاج الثقافي في البلد وتطويره والمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والنشاطات الخارجية المختلفة واطلاق جوائز عراقية للمبدعين واخرى للهواة، ودور وزارة الثقافة هو دعم هذا المجلس، ولدينا تجارب في مجالات اخرى اثبتت نجاحها".
وعبَّر عن تفاؤله بالمشهد الثقافي، طالما هناك حضور عراقي ملفت في الكثير من المسابقات العربية، مشددا على ضرورة انتهاج الخطط لتحقيق التقدم الثقافي بدل التقلبات الآنية.
أما الروائي حميد الربيعي فقد أكد "بان هناك فرقا كبيرا بين الآمال والطموحات وبين الواقع، فعلى مستوى الطموحات نحن كأدباء نتمنى دائما للحراك الثقافي الاستمرار والازدهار في العراق كي يسمح بترسيخ الثقافة داخل وجدان الانسان العراقي، وفي داخل المجتمع العراقي بحيث يصبح واحدا من القوى المؤثرة ليس على المستوى السياسي وانما على الموضوع الثقافي وعلى مستوى وعي المواطن، ونأمل ونتمنى ان تكون التشكيلة الجديدة للاتحاد ناجحة وتقود خطوات النجاح للثقافة العراقية. والاتحاد يختلف عن اية منظمة اخرى من المنظمات المهنية للمجتمع المدني لتخصصه في المجال الثقافي فقط، وما اقصده ان الاتحاد ليس بالمستوى الذي يسمح له بان يكون مؤثرا في حركة المجتمع، واعتقد ان الثقافة في العراق على مستوى السلوك سواء اكانت على مستوى مؤسسات االدولة او الافراد او الهيئات او المنظمات المجتمعية او التشكيلات التنفيذية الحاكمة، اجد بان هناك بونا شاسعا ما بينهم وبين الثقافة".
من جانبه قال الناقد والكاتب بشير حاجم "ان اتحاد الادباء والكتاب في العراق واحد من انشط الاتحادات العربية على المستوى الثقافي والمهني وغيرها من المستويات، واعتقد ان الانتخابات الاخيرة وما تمخض عنها من اسماء سوف تعطي دفعة جديدة للاتحاد كما اعطت الدورات السابقة، وفي تقديري ان قضية فك الارتباط الرسمي بين الاتحاد ووزارة الثقافة يصب في مصلحة الادباء والكتاب جميعا لان وزارة الثقافة ركن مهم من اركان الثقافة العراقية وهي السلطة التنفيذية التي تمثل الثقافة العراقية، لكنها لوحدها لا تستطيع ان تواكب المنجز الثقافي العراقي بمختلف مستوياته الثقافية والفنية والادبية والفكرية والمعرفية وغيرها من الابواب الابداعية، ولهذا ارى ان الاتحاد العام للادباء والكتاب هو الذي يقوم بالدور الاساسي في انجاز وانضاج المشروع الثقافي العراقي وهذا يعني اننا لسنا بحاجة الى وزارة الثقافة".
وأضاف "ان الثقافة العراقية بعد 2003 حتى الان تخطو خطوات الى الامام ونشعر باننا نعيش دائما في جو ثقافي ذهبي، ودائما اقول ان الثقافة العراقية منذ اكثر من عقد تعيش المرحلة الذهبية التي لم تعشها سابقا حتى اننا عندما نتحدث عن المرحلة الستينية والسبعينية فاعتقد ان المرحلة الحالية للثقافة العراقية تعيش الفترة الذهبية التي لم تصل اليها سابقا وتخطو خطوات متقدمة والسبب هو هامش الحريات الذي اتيح لها، ومن هذا الهامش هو ان الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق لم يعد تابعا لوزارة الثقافة".