- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الخميس, 27 نيسان/أبريل 2017 13:11

تعليقات على القصيدة وردود من الشاعرنشرت في موقع "المثقف" الالكتروني
تخطيطات جمال العتابي
أحفاد عروة بن الورد / يحيى السماوي
الى الحزب الشيوعي العراقي
في الذكرى السنوية الثالثة والثمانين
لانفلاق حبة القمح التي غدت بيدرا على سعة الوطن
بـسـطـاءٌ
كـثـيـابِ أبـي ذرٍّ الـغـفـاري
خِـفـافٌ
كـحـصـانِ عـروةَ بـن الـورد
يـكـرهـون الإسـتـغـلالَ
كـراهـة الـشـجـرةِ لـلـفـأس
يُـحـبُّـون الـعـدالـة
حـبَّ الـعـشـبِ لـلـربـيـع
وحـيـثـمـا سـاروا
تـنـهـضُ الـمـحـبـةُ مـن سُـبـاتِـهـا
عِـطـرُهـم عَـرقُ الـجـبـاهْ ..
ومـثـلَ تـنُّـورٍ يـمـنـحُ خـبـزَهُ لـلـجـيـاع
مُـكـتـفـيـاً بـرمـادِه
يـقـولـون خـذوا ..
كـأنَّ قـامـوسـهـم يـخـلـو مـن كـلـمـة
« أعـطـنـي « !
لـهـم مـن الـمـطـرقـةَ صَـلابـتُـهـا ..
مـن الـمـنـجـلِ حِـدَّتُـه ..
ومـن الـحـمـامـةِ هـديـلُ الـدولاب
مـنـذ ثـلاثٍ وثـمـانـيـن دورةِ شـمـسٍ
وهـم
يُـعَـبِّـدون بـأضـلاعِـهـم طـريـقَ الـقـافـلـة
نـحـو مـديـنـةِ الـمـحـبَّـةِ الـكـونـيـة ..
سـيـمـاؤهـم فـي أيـديـهـم
مـن كـثـرةِ الـعـمـل !
***********
صالح الرزوق:
قصيدة دافئة وعاطفية، لا اعلم ان الشاعر الأستاذ يحيى السماوي كان شيوعيا، وعدم الانتماء الحزبي في الواقع افضل للتجليات الذهنية، فقيود التنظيم غالبا تعمل بعكس القدرة على الحلم، ونحن بحاجة لاحلام اوسع من واقعنا المتخلف والمتدهور، لولا القدرة على الحلم لما امتلكنا المستقبل،
يحيى السماوي:
أخي وصديقي الأديب الكبير د. صالح الرزوق: محبتي ومحبتي..
أصدِقك القول سيدي أنني لم أقضِ من عمري كشيوعي غير سنين قليلة لا تتعدى الثلاثين سنة، لكنها تبقى أثرى وأهم وأجمل وأنقى وأعذب سنوات عمري على رغم أنني نلت بسبب انتمائي للحزب الشيوعي من التعذيب والعذاب ما يكفي لإصابة حصان سليم البنية بالشلل.. فأنا لم أعتقل مرات ومرات ولم أطرد من وظيفتي كمدرّس ولم أطارد ولم تتعرض عائلتي وأخوتي للمضايقات والتعسف الكيدي إلآ بسبب انتمائي هذا سيدي. وكان لي شرف العمل في صحيفته المركزية ـ طريق الشعب ـ منذ مقتبل شبابي وأنا طالب في كلية الاداب..
لا أزعم أنني شيوعي الان ـ أعني بالمعنى التنظيمي ـ فهذا شرف لا أراني جديرا به ـ لكن الذي أنا متأكد منه، هو أن الحزب الشيوعي هو الذي هذّبني ونقلني من طور الآدمي الى طور الإنساني ـ ولو عدت شاباً لما اخترت سواه... أما وقد بلغت من الكبر عتيّا، فقد نصحت بماتي وابني أن يتخذوا منه هوية في حال فكروا بالعمل الحزبي.
شكرا وتبجيلا.
يحيى السماوي:
أعتذر لوجود سهو طباعي في جملة " فقد نصحت بماتي وابني "
الصواب: فقد نصحت بناتي وابني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
********
مصطفى معروفي
تحية طيبة لك شاعرنا الكبير يحيى،
هذه القصيدة الرائعة لا تتحدث لنا عن حزب فقط، وإنما هي تتحدث عن جزء أساسي من تاريخ العراق الحديث، فالمرء عندما يذكر هذا الحزب يتذكر التضحيات العظام التي قام بها، كما يتذكر الاضطهادات والمضايقات التي تعرض لها خلال العهد السابق.
تبدو لي هذه القصيدة عربون وفاء منك لهذا الحزب أكثر منها تحية في ذكراه.
تحية لك شاعرنا وأخانا المحترم
يحيى السماوي:
صديقي الشاعر المبدع مصطفى معروفي: لك من قلبي بتلة ورد من حديقة نبضه..
الحزب الشيوعي العراقي هو الحزب الوحيد في تاريخ الحركة الشيوعية العربية ـ وربما العالمية ـ الذي تعرض لإعدام سكرتيره الأول وأعضاء المكتب السياسي مرتين، وبقيَ حيّاً: قيادة مؤسسه الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف، فهد ـ ورفاقه أعضاء المكتب السياسي، ـ وقيادة البطل الخالد الشهيد سلام عادل ومعظم رفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية... هو مثل طائر العنقاء: كلما أحرقه الفاشيون، نهض من رماده حيّاً فتيا..
أنحني لك محبة وودا.
*********
جمعة عبدالله:
السماوي الكبير
قصيدة حرثت ثمارها في ابداع شعري، متكامل بالاغراض الجمالية الخلاقة، في صورها الشعرية البليغة في التعبير والبلاغة. هذه الصور الشعرية الباذخة، اختصرت الف ميل في جملة شعرية بليغة، في ابداع وخلق الصورة الملهمة، التي تستغني عن السرد الشعري الطويل، حتى تكتمل الصورة التصويرية المعبرة. ان السرد الشعري يختزل في جملة شعرية بليغة ودامغة في التعبير، وكذلك في جمال صورتها، كأنها قصيدة شعرية كاملة. هذا التجسيد يعطي قيمة جمالية، في قوة وطاقة وابداع، في الالهام المتكامل، من الحسنات اللغوية، الى المحسنات التعبيرية، في مجسداتها وابعادها، المرئية والبصرية والناطقة والحسية. هذه الامكانيات في بلاغة الجملة الشعرية، التي هي بمثابة قصيدة كاملة، استطيع ان اطلق عليها دون حرج، ابداع عبقري. والسماوي الكبير قامة شعرية سامقة، كنخلة الله في العراق، في كل معاني الفخر والتباهي.
لنأخذ هذه الجملة الشعرية البليغة، حتى لا يكون هذا الكلام جزافاً دون دليل ومنطق: ( بسطاء / كثياب ابي ذر الغفاري ) صورة ناطقة ومعبرة بالف تعبير وتعبير، والف مغزى ومغزى. للذين يتنعمون في ابراجهم العاجية، وتجري من تحتهم انهار من الدولارات الخضراء. ومن الناحية المرادفة الاخرى، للفقراء، هذا الفرق الصارخ، حتى الشياطين والابالسة ترفضه جملة وتفصيلاً، فكيف في اهل الدين والمذهب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!!!. وكذلك في: ( خفاف / كحصان عروة بن الورد ) بن الورد الملقب بصعلوك الفقراء، او روبن هود الفقراء، من اجل اخذ حقهم الحياتي. ولكن ما قيمة اسعاد الفقير برغيف الخبز ؟ هل هناك مقابل او مقايضة متبادلة، كما عودتنا عليها احزاب المحاصصة الطائفية، بأنها تأخذ ولا تعطي، او لغف ولغف حتى تنفجر الكروش الفاسدة،
عـطـرُهـم عَـرقُ الـجـبـاه..
ومـثـل تـنُّـورٍ يـمـنـحُ خـبـزَهُ لـلـجـيـاع
مُـكـتـفـيـاً بـرمـادِه
يـقـولـون خـذوا..
كـأنَّ قـامـوسـهـم يـخـلـو مـن كـلـمـة
" أعـطـنـي " !
او النزاهة في الزمن الارعن الذي شطب النزاهة
يـكـرهـون الإسـتـغـلالَ
كـراهـةَ الـشـجـرةِ لـلـفـأس
قصيدة اختصرت مئات القصائد والمقالات السياسية والادبية. وعبرت عنها بجمل شعرية بليغة، في قوتها التأثيرية التصويرية المؤثرة، التي تخترق حواس الوجدان، لتصل الى هدفها بصورة مباشرة، دون لف ودوران. هذه هي قيمة الانسيابية والتدفق الشعري الملهم وخلقه وتجسيده. وما احلى هذا التصوير البانورامي المتكامل..
ودمتم في صحة وخير وعافية والعمر الطويل، لنشبع من هذا الابهار في البذخ الشعري الجميل
يحيى السماوي
أخي وصديقي الناقد الفذ جمعة عبد الله: أحيي فيك نفسي، وأحبّ نفسي بمحبتك..
كان والدي رحمه متديّناً جدا، وبخاصة بعدما منّ الله بمال وفير، فأضحى موسراً بعد طول فقر وفاقة... وعلى ما أتذكّر أنه حج ست أو سبع مرات، وله يد بيضاء في مساعدة كثيرين، وكان كثير التردد على الإمام الخوئي رحمه الله، حيناً ليحمل إليه أموال الخمس والزكاة، وحيناً ليستفتيه أو للسلام عليه... هذا الوالد المتديّن جداً، حدث في أيام فقره الشديد، أيام كان يعمل بقّالاً قبل أن يصبح مقاولا ومجهّزا لشركة سمنت السماوة بالحصى والرمل والسبّيس ـ اكتشف أنني منتمٍ للحزب الشيوعي، فضاعف من مصروفي اليومي، وكنت وقتذاك في الصف الرابع الثانوي وحزتُ عضوية الحزب... سألته: لماذا زدت من مصروفي اليومي ؟ أجابني: لأن عليك دفع مئة فلس شهريا للحزب !
أقسم بالله ياصديقي أنني ارتبكت وحاولت التكتّم وإنكار انتمائي، فلم ينفع نكراني وتكتمي مما اضطرني للإعتراف له، قلت له: ظننتك ستوبّخني وتنهرني... ولكن لماذا يا أبي تتعاطف مع الشيوعيين مع أنك شديد التديّن ؟
أجابني ـ وأنا صادق والله ـ بلهجته الجنوبية العذبة: وليدي، الشيوعيين شرفاء يريدون الخير للناس، ما يبحثون عن مناصب وسلطة، أصحاب غِيرةْ وضمير، لو يبحثون عن مناصب ووظائف، كان انتموا لحزب الحكومة بدل تعرضهم للضيم والمعتقلات والسجون !
يومها عرفتُ أنّ والدي رحمه الله وافق على خطبة ابراهيم الحساني لشقيقتي، ليس لأنه كان شابا وسيما وشجاعا ورياضيا ومعلماً وابن عائلة معروفة، إنما: لأنه كان أحد أبرز شيوعيي المدينة... ( ابراهيم الحساني ـ ابو نوفل ـ أصبح مسؤول الحزب الشيوعي في السماوة ومن ثم أحد مسؤولي منطقة الرصافة في بغداد، وقد تمّ اختطافه من قبل أجهزة نظام صدام مع الدكتور صفاء الحافظ واستشهد خلال التعذيب، ويُقال إنه من بين الذين تمّ فرمهم أو إذابتهم في حامض الكبريتيك المركز. إستشهد مخلّفاً ستة أطفال، لم نعثر له على رفات أو جثة حتى الآن، ولي عنه قصيدة منها:
(حين يئسنا من العثور ولو على قلامة ظفر منه
دفنتُ قميصه في مقبرتنا العائلية
وكتبت على شاهدة قبره:
هنا يرقد قميص المناضل الشهيد ابراهيم الحساني)
لا زالت حتى الان ترنّ في مسمعي جملته: " أصحاب غِيرةْ وضمير "
قبلة لجبينك نقية نقاء سلام عادل صديقي الحبيب.
*-*********
د. سعد الصالحي
إنحناءة إجلال لكل الرفاق حيثما وجدوا في العالم. وما نحن (عشاق العروبة والإنسانية) إلا في ركابكم منذ انبثق الفكر العربي النهضوي غصنا من أغصان الفكر الإشتراكي الخالد.
أقبل جبينك ويديك ياسيدي وشيخي وأستاذي... ورفيقي شاعر العراق ( يحيى السماوي ).
يحيى السماوي:
صديقي الشاعر القدير والقاص الكبير د. سعد الصالحي: محبتي وشوقي..
أول من أمس، أكملتُ تنضيد نصّ نثري سيكون من بين نصوص مجموعتي " حديقة من زهور الكلمات " التي ستصدر الشهر بعد القادم.. إليك به:
مـنـطـق
" الى صديقي الشاعر / الروائي د. سعد الصالحي "
عـنـدي عـصـا
أحـتـاجُ قـطـيـعاً ومـرعـىً
لأغـدو الـراعـي
//
عـنـدي مـجـداف
أحـتـاجُ زورقـاً ونـهـراً
لأعـرفَ
مُـتـعـةَ الـنـزهـة
//
عـنـدي خـيـمـة
أحـتـاجُ وطـنـاً آمـنـاً
لأنـصـبَـهـا فـيـه
//
عـنـدي بـذور
أحـتـاجُ أرضـاً لأنـثـرهـا
فـيـهـا
//
لـكـنْ يـا سـعـد الـصـالـحي
عـنـدي أنـتَ
فـلـتـخـسَـرْ عـيـنـايَ مـا تـقـدّمَ أعلاه
مادام قـلـبـي قـد
ربـحـك
***
(هل ثمة ضرورة لأخبرك عن منزلتك في قلبي؟)
د. سعد الصالحي:
ألجمتَ لساني يا أستاذي وشيخي
وواللهِ وهو الشاهد
أعجز عن الرد بما يليق بك.
(ألتمس من لدنك اعتذاري.. فقد ردت عيناي إليك في وحدتي ووحشتي بما يليق).
**********
حسين السوداني:
صدقت والله يا أبا الشيماء
أيها الشاعر الكبير والمعلم والعلم.
فأحفاد عروة بن الورد البسطاء كثياب أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر الذي قتلته الفئة الباغية، كتنور منح خبزه واكتفى بالرماد.
إكتفينا بالرماد يا أبا الشيماء.
أنا سعيد جدا لأن عنوان القصيدة خاص بأحفاد عروة بن الورد (...)
سيفرح كثيرا الأحياء من أحفاد عروة بن الورد بقصيدتك الرائعة هذه وأنت تحييهم بميلاد حزبهم، وسينهض الشهداء من قبورهم وينزل الأبطال من أعواد مشانقهم، ليشاركوك الفرحة ويقبلوا جبينك الطاهر أيها الطيب إبن الطيبين.
سيفرح كثيرا فهد ورفاقه الشهداء الذين إعتلوا أعواد المشانق ببطولة نادرة، لأن حبة القمح التي بذروها صارت بيدرا.
سيفرح البطل سلام عادل الذي عذبته وقتلته الفئة الباغية مجرمي إنقلاب شباط الأسود من بعثيين وعملاء ورجعيين.
أقسم لك يا أبا الشيماء أني الآن أكتب وابكي، علما أني غادرت بيداء عروة بن الورد منذ ربع قرن. إلا أني أحن لتلك الأيام وأشعر بالأسى والألم لأن هؤلاء الأحفاد وعوائلهم وأطفالهم تشردوا وقاسوا وعانوا من الأذى، ولحق بهم الظلم الكثير من الأقربين والبعيدين. إنها محنة ومأساة كبيرة.
أنظر يا أخي وصديقي الحبيب إلى منافي العالم تجدها حبلى بهؤلاء الأحفاد، تكاثروا وصار لهم أحفاد، حين تسأل أحفادهم يقولون لك نحن عراقيون ونحب العراق.
سلاما لك أيها السائر في درب المحبة والكادحين.
سلاما لينابيع الصدق والطهر في روحك وقلبك الطيب الكبير.
لك من قلبي محبتي ومودتي.
وأعذر لي عاطفتي التي إنطلقت كفرس جامح في مناسبة كان الأولى أن أفرح بها لا أن أبكي.
دمت كبيرا ومعلما وعلما وضميرا لهذه الأمة.
يحيى السماوي:
صديقي الحميم الشاعر والمترجم المبدع الجميل حسين السوداني: لك من قلبي ما يليق بمنزلتك فيه من المحبة والود والتبجيل..
أنا مثلك ياسيدي، غادرت بيت أحفاد عروة بن الورد منذ عقود.. لكنه ـ ومثلك أيضا ـ لم يغادرني ـ ولن يغادرني..
أنا وأنت ـ وكل أحفاد عروة بن الورد الحقيقيين ـ لنا طبع ظلال الشجرة ياسيدي... فالظلال مهما ابتعدت عن الشجرة، فإنها لا بد وأن تعود إليها لتتحد بها اتّحاد العطر بالوردة.
(...)
بوسة عراقية بيضاء كحمامة بيكاسو لجبينك الأغر.
*********
جمال مصطفى:
سـيـمـاؤهـم فـي أيـديـهـم
السماوي يحيى الشاعر الشاعر
ودّاً ودّا
نعم سيماؤهم في ايديهم، فهم فقراء لم يسرقوا.
إذا أدخل احدهم يده في جيبه
تخرج بيضاء من غير سوء، لا أطيان ولا مدخرات في الغرب من أموال السرقة.
دمت في صحة وإبداع أيها الشاعر
وتحية للشيوعيين وأصدقائهم ومحبة واعتزاز وإجلال لشهداء الحزب
من الشهيد فهد حتى آخر شهيد شيوعي.
خبز، حرية، ودولة مدنية
يحيى السماوي:
صديقي الغارس المبهر لشجر الإبداع في بستان الأبجدية جمال مصطفى: محبتي وودي وشوقي..
الصديقان رائد فهمي ـ سكرتير اللجنة المركزية حاليا ـ ومفيد الجزائري ـ عضو المكتب السياسي ـ سبق وشغلا منصبين وزاريين... وحين غادرا منصبيهما بعد سنوات، لم تجد عليهما لجنة النزاهة ولو اختلاس قلم جاف وليس حفنة دولارات ـ في الوقت الذي أصبح فيه بقية الوزراء أباطرة أموال وعقارات ـ بما فيهم أصحاب الجباه الموشومة بقشور الباذنجان واللحى المشذبة ـ فأي بياض يد كبياض أحفاد عروة بن الورد يا سيدي !
شكرا وشكرا.. ومحبتي ومحبتي.
دمت للشعر والإنسان والبياض.
******
لطفي شفيق سعيد:
أيها السماوي الباذخ عمرا شبابا وشيبا من أجل الإنسانية المعذبة، صناع الحياة واصحاب الأرض التي ثمارها من ذهب هو العراق.
كلماتك أهاجت استذكاري ارض السماوة وليست الخضراء منها وباسقات النخيل، بل ذلك الجزء الصحراوي الذي يحتوي على الأقبية والزنزانات التي لا زالت تحمل آثار تأوهات آلاف البشر من خيرة أبناء الوطن الذي اسمه العراق، والذين هم انفسهم ممن تعلم كيف ينشد في ساعات صبرهم خلال اضرابهم عن الطعام نشيد الجواهري الكبير، وهم يستمعون بسرية تامة من راديو الترانسستر إلى قصيدته "أمين لا تغضب":
أمين صبرا فالخطوب الجسام تعلق حبا بالهموم الضخام
صبرا فقد نصبر كي نلتقي بالجزء من ثانية طول عام
وهكذا يا مدركي التقينا وكل راح إلى غايته نحمل هموم الغرباء
أقول لمن يرى أن هذا الانتماء قد يبطل وهج الشعراء، بأن هذا الوجيب هو الذي خلق الشعراء والأدباء والفنانين والبنائين والكادحين الذين لا زالوا يرنون إلى بناء وطن حر وشعب سعيد. ومنهم من تغنى وهو في عز شبابه وقبل أكثر من نصف قرن بمقطع البياتي الخالد:
الله والأفق المنور والعبيد
يتحسسون قيودهم
شيد مدائنك بالقرب من فيزوف
ولا تقبل بما دون النجوم
دمت أخي شاعر القضية وحب الحياة رغم الصعاب السماوي يحيى بحب الأحرار
يحيى السماوي:
صديقي الشاعر المبدع لطفي شفيق سعيد: أنيخ بين يديك قافلة تحاياي المثقلة الهوادج بيواقيت المحبة والود.
لا أدري هل كان من سوء حظي ـ أم من حسن حظي ـ أنني لم أكن من بين نزلاء سجن نقرة السلمان... فأنا دخلته زائرا بعد إخلائه من نزلائه ـ لكنني أتذكر جيدا كيف هرعت مع رجال وشباب وفتيان ونساء السماوة لإنقاذ ضحايا نظام البعث، الذي كان يقوده انقلابيو شباط عام 1963 أمثال عبدالغني الراوي وأحمد حسن البكر وعمار علوش ورشيد مصلح التكريتي وطاهر يحيى وسعدون شاكر، الذين ابتكروا طريقة لإعدام نحو 500 شيوعي عراقي كانوا نزلاء معتقلاته في بغداد... ها أنت ياسيدي ترجع بي إلى الربع الأول من عام 1963... كنت أنذاك صبيا في الصفوف الأولى من دراسة مرحلة المتوسطة.. فوجئت بعمي بائع اللبن المرحوم " عبد الأمير الطوبجي " وأبي الحاج عباس يحملان سطلين من اللبن الشنين والماء يطلبان مني مساعدتهما بحمل " رقية " كبيرة اختارها أبي من كومة الرقي في دكانه الصغير الواقع في سوق السماوة المسقوف.. أتذكر أن المرحوم " عبد الحسين افليسْ / وكان أحد أشهر الشيوعيين في السماوة " كان يصيح في السوق وهو يهرول: " يا أهل الغيرةْ والشرفْ ساعدوا إخوانكم الأحرار في المحطة "... وصلنا المحطة لنجد أهل السماوة قد حطموا أبواب عربات قطار الشحن، وثمة نحو 500 رجل كانوا منهكين على أرصفة المحطة يحيط بهم أهل السماوة ويحرسونهم حاملين " التواثي " والسكاكين والعصي... النسوة يحملن الخبز والمتيسر من الطعام، والصبية ـ وأنا منهم ـ نوزع الماء... أتذكر أن شابا وسيما ـ اتضح فيما بعد أنه الطبيب الجراح الشهير رافد أديب ـ طلب منا عدم تقديم الماء قبل أن يضع فيه قليلا من الملح أو الدواء، لا أدري بالضبط... فاتني القول إن المناضل المهندس عبد العال صاحب البقال ـ وهو من أهل السماوة ـ كان من بين السجناء الذين حملهم قطار الموت هذا... في المحطة رأيت خالي رسول وجارنا المعلم مكي كريم الجضعان يمارسون دور الممرضين بإشراف الشاب الوسيم الطبيب رافد.. ( بعد سنوات عديدة شاءت المصادفة أن أراجع طبيبا جراحا تقع عيادته قريبا من ساحة الطيران فعقدت الدهشة لساني... كان نفس ذلك الشاب الوسيم.. عالجني ورفض استلام أجور الفحص واكتفى بأن طلب مني نقل تحياته إلى أهالي السماوة)
قد لا أكون مبالغا في قولي إنّ التعذيب في زنازين ومعتقلات الشعبتين الرابعة والخامسة في الإستخبارات العسكرية كان أبشع من البشاعة نفسها سيدي ـ وقد نشرت جانبا منها في " مذكرات الجندي المرقم 195635 " والتي سبق ونشرتُ سبعة أجزاء منها في "موقع النور" ومواقع أخرى لعل من بينها "المثقف" الغراء قبل سنين عديدة ـ وربما أجمعها ـ وبقية الأجزاء ـ لنشرها في كتاب.
لك شكري وامتناني سيدي الأخ والصديق الجليل.
*******
الشاعرة التونسية رجاء محمد زروقي:
هناك مقولة أذكرها تقول: الكتاب هو النور الذي يرشد إلى الحضارة، وعلى غرار هذا القول أؤكد أن هذا الكتاب كتاب معلمنا جبل الشعر ونخل الأدب والفكر والضياء الكبير يحيي السماوي..
فحيثما وكيفما وأينما دخلت كتابات معلمنا إلا ووجدتها مترعة بالنحن والوطن، بالتاريخ والتأريخ، ترشدك وتدلك وتشرع نوافذ الربيع وتسكن بالقرب منك، وتسلم عليك سلاما سلسبيلا..
فدمتم أيها النخل العراقي العربي الأصيل كتابَ إرشاد يستقى منه.. إحترامي ثم إحترامي..
يحيى السماوي:
سيدتي الأخت / الصديقة الشاعرة المبدعة رجاء محمد زروقي: طابت أيامك، وتطيّبت بشاعريتك الأيام.
في وطن ـ كالعراق ـ حيث تبدأ الشيخوخة فيه قبل سن العشرين، يتعيّن على المرء أن يحمل صليبه على ظهره أو يرتدي كفنه تحت ملابسه إستعداد للموت ـ إنْ لم يكن بسبب التعذيب، أو بحبال المشانق ورصاص الإعدام ـ كما كان شأن المعارضين في ظل النظام الديكتاتوري السابق ـ فبسبب السيارات المفخخة وسواطير الملثمين ـ كما هو الحال راهنا / وإذا لم يمت بأحد هذه الأسباب، فربما سيموت كمداً وقهراً وهو يرى الفساد المالي والإداري والسياسي في ظل " إمارة الفرهود.. " التي أقامها بريمر قبل تسليمه السلطة الى (..) وساسة الصدفة يا سيدتي !
شكرا ومحبتي مع تمنياتي لحقول أبجديتك ببيادر إبداع على سعة الأفق.
(....)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
********
لطفي شفيق سعيد:
اعود اليك مرة ثانية يابن انتفاضة السماوة الصامتة في الخامس من تموز اللهاب عام 1963 وبعد حركة الشهيد الاسطوري حسن سريع. كان عمري بينهم أنذاك 29 عاما ولم ابكي حينذاك وها انت تبكيني وانا بعمر الثالثة والثمانين، حين تعيد علي صور ذاك اليوم القيامة عندما تقوم. لقد دونتها بثلاثين حلقة لا زالت بحضن "مركز النور" وكم تمنيت ان تلتأم بكتاب مع ذكريات مرة اخرى ليلقي عليها الجيل الحالي نظرة فاحصة كي يتعرفوا على مدى ظلم وفضاعة الحرس الاسود الفاشست. هنيئا لك يابن السماوة الاخيار تلك المشاركة التي علمتك لماذا يسلك هذا الطريق الاحرار وجعلت منك شاعرا يقف في صفوف حملة راية الوطن الحر والشعب السعيد وبالمقام الاول دمت اخي بصحة ووئام
واستميحك العذر حيث اقف امام استاذي الضليع بالعربية لسقوط بعض الاخطاء ان كانت مطبعية او لغوية بسبب العجالة والكتابة على الموبايل وحروفه الناعمة وبعين واحدة وشكرا
يحيى السماوي:
ياسيدي كلنا في الهمّ شرقُ / على رأي أحمد شوقي... مَنْ منا لا يخونه الحاسوب أو ينزلق إصبعه سهواً على لوح الأبجدية !
صديقي الجليل، ها أنت تذكّرني بالبطل الخالد الشهيد حسن سريع..
حسناً، سأذكر الان شيئا ـ ولم يكن في نيتي الحديث عنه والله:
في زيارتي الأخيرة الى السماوة، فوجئتُ بمشروع تبنّاه مثقفو السماوة وأعضاء في المجلس البلدي وهو: إطلاق اسمي واسم الشاعر المناضل المرحوم كاظم السماوي ـ الملقب بشيخ المنفيين ـ على شارعين مهمين من شوارع المدينة... فكان موقفي: لا أوافق على تسمية أحد شوارع المدينة باسمي لأن الشهيد البطل حسن سريع هو الأجدر والأهمّ... أنا أطالب بإطلاق اسم الشاعر كاظم السماوي على أحد الشوارع الرئيسة في المدينة، وأما بالنسبة لي فلا أوافق، وعلينا إطلاق أسماء عشرات المناضلين الشهداء على شوارع المدينة أيّاً كانت انتماءاتهم الحزبية ( وسجلتُ هذا الموقف خطيّاً في وثيقة المشروع ).
محبتي وشكري سيدي.
*********
الدكتور ابراهيم الخزعلي:
سلام لآذار والميلاد
والشهداء
سلام الى وطني الجريح
المستباح
من كل سمسار
وجزار وسفاح
ودعي
سلام المحبة والوفاء
سلام الأخاء
سلام للرافعين رؤسهم
سلام للحاملين قلوبهم
على الأكف..
في حربهم، ضد الجناة
وأشباح الظلام
سلام سلام
لكل نسمة حب من زاخو
الى الفاو..
والبصرة الفيحاء
سلام لغرب العراق
واحراره وحرائره
وسلام لشرقه الخلاق والمبدع
سلام لكل عزيز نفس
وحُرٍّ وأبي
سلام ليحيى العراق
السماوي صديقي وحبيبي
ورفيقي وأخي
سلام على الصبح المضئ بقلبه
وسلام على القلب الودود
بالحب المقدس يهتدي
سلام على نخل السماوة شامخاً
وسط الرياح العاتيات
لا يميل ولا ينحني..
سلام على القمم الشماء
في الزمن المحدودب
سلام على المعطين نبض جراحهم
حروف آيات الأباء
ونجوما
للسالكين دروب النضال
في ظلمة الليل الطويل
سلام للمعتلين سلم الخلد
بيقين المهتدي
وكل جلاد قمئ
غدّار وخوّان
في الدرك الأسفلِ
تحيتي لك ايها الأخ الأخ
والأنسان الأنسان
والى كل الأحرار في العالم
مودتي ومودتي ومودتي
اخوك ابراهيم
يحيى السماوي:
أخي وصديقي الشاعر الإنسان والإنسان الشاعر د. ابراهيم الخزعلي: السلام على نهر إبداعك، والسلام على بستان مكارم أخلاقك / والسلام على حديقة محبتك ورحمة رب المحبة الذي آخى بين قلبي وقلبك كما آخى بين المهاجرين والأنصار.
كنتُ حتى وقت قريب، أظنّ أنّ لي قدرة على ترويض اللغة فتقف بين يديّ ملبية طلب قلمي ـ فإذا بي أصغر من أن أقف بين يديها ـ فكيف إذن تركض غزالة قلمي في براري الأبجدية وواحاتها لأضارع بلاغتك وقد شلَّ الذهول بياني ؟
قبل دقائق قطفت رمّانتين من شجرة الحديقة، نثرتُ ثمار حبوبهما في الأرض على مرأى من الطيور التي كانت تراقبني من على شجرة التين... وددتُ لو أن في حديقة بيتي نخلة فأنثر رُطباً وتمراً عملاً بوصية خاتم الأنبياء " ص " القائل: تصدّقوا ولو بشقِّ تمرة... ولو كان التين ناضجاً لنثرت فوق الأرض تيناً ـ فعسى أن تشفع لي نيّتي فتُقبل صدقتي بثمار الرمّان عملاً بقوله " ص ": إنما الأعمال بالنيّات " فيُستجاب دعائي وأنا أبسط قلبي قبل يديّ، متضرّعا لله أن يملأ نهر حياتك بكوثر الرغد والسرور كما ملأت قلبي برحيق المسرة في هذا الصباح الأسترالي الوحشيّ الغربة سيدي..
محبتي المترامية التبجيل، الشاسعة الشوق، وقبلة بفم الإخاء لرأسك الأشم.
*************
الدكتور ابراهيم الخزعلي:
أخي الأخ الغالي، يا أبا الشيماء، أقولها بصدق ومن قلبي وعمق احاسيسي، شكرا لك سيدي وشكرا وشكرا وشكرا على محبتك وصدقك وعطائك. فما اجملك وانت ترسم بأنامل قلبك أيقونتين مقدستين، ايقونة تنثر بعطاء يد محبّتك حبات الرمان للطيور.. والأيقونة المقدسة الثانية وانت بنبضات قلبك الشعرية تجمع قلوبنا المتناثرت هنا وهناك، في كل بقاع المنفى، وتلملم القلوب حبة حبة، فتتفتح القلوب على سعة عطر محبتها في بستان روحك، أزاهير بمنظرها الخلاّب وعطر محبتها الجذاب، فتمتزج عطور أزاهير القلوب، لترسم لوحة الحب والعطاء. واقولها لك اخي الأخ ابا شيما ء، ولكل الحضور الكريم، ان عطر أزاهير قلوبكم المفعمة بالود والمحبة للآخرين، اسعدتني بكل معنى السعادة، وانهالت دموعي، لما فيها من صدق المشاعر في التعبير، وحملتني عطور محبتكم الزكية الى عالم أسمى من الواقع المر الذي يعيشه كل منا، في داخل محنة الوطن الجريح، أو من يعيش على أرصفة المنفى، ومحطات التشرد، وغياهب الغربة الظلماء الموحشة !
أحبتي، ان كل حرف منكم تفتح زهرة في قلبي، لترسم كل اسم منكم على جدران قلبي.
(...)
واريد ان اقول لأخي الأخ الودود الأستاذ يحيى السماوي، ومن دون طلب السماح، وتعليقا على ما تفضل به في الرد على مداخلتي ( وددتُ لو أن في حديقة بيتي نخلة فأنثر رُطباً وتمراً عملاً بوصية خاتم الأنبياء " ص " القائل: تصدّقوا ولو بشقِر تمرة...) فاقول هنا سيدي، ألست انت النخلة في ربوع فضاءات محبتنا ؟ أليست جذور هذه النخلة في قلوب محبيك في كل بقاع معمورة المحبة للطييبين؟ أليس هذا العطاء الذي تكرمنا به من بستان عطائك، هو صدقة لنا وللأنسانية؟ اليس الرسول الأكرم محمد (ص) قال: (الكلمة الطيبة صدقة)؟ فالأجابة على كل تساؤلات قلبي الطفل، واحسبك انت موافق معي، ان صدق محبتك هي اكبر صدقة لنا وللأنسانية، واختم حديثي بقبلاتي لكم جميعا..
مودتي لكم مع فائق إحترامي
أخوكم ابراهيم