تحية إلى بقاع النور في الوطن العراقي../ جاسم المطير

إلى الخلايا الشيوعية المواجهة لمياه الخليج في الفاو،

إلى الخلايا الشيوعية المبتهجة بالطيور المحلقة في جبال زاخو،

إلى كل شيوعي عراقي تعلـّم بالعلم والقلم أن واجبه التنقيب في أرض الرافدين كلها من زاخو حتى الفاو..

إلى أعضاء اللجنة المركزية،

إلى المكتب السياسي ،

إلى سكرتير الحزب.

إلى كل شيوعي عراقي انفق عمره بين أهله وأبناء شعبه.. إلى كل شيوعي احترق قلبه بنار النضال اليومي في السجون والمعتقلات.. إلى كل شيوعي استشهد في ساحات النضال.. إلى كل من امتطى صهوات الجياد مناضلاً من اجل وطن حر وشعب سعيد ،منذ ثمانين عاماً، صانعاً فيها، لنا ولشعبنا، قرميداً احمر لبناء حصن الوطن العراقي وجدرانه.

أحييكم جميعاً: يا من عبرتم بحيرات الدماء في كانون عام 1949 وفي تشرين عام 1952 وفي تشرين 1956 وفي شباط عام 1963 .. يا من تخطيتم سهام الدكتاتورية البشعة 1968 – 2003 ..يا من ترتقون مع شعبكم ، يوما بعد يوم، إلى الأرض الديمقراطية المرتفعة في ما بين النهرين بفكركم وعرق جهدكم ونور حروفكم الخضراء .

أحييكم بمناسبة العيد الثمانين لميلاد قوس قزح الحزب الشيوعي العراقي، الذي أتقن الإبحار الأمين، عابراً كل التيارات الصعبة، التي أحاطت مسيرته بقوى ظالمة واجهت الخيبة والخسران في كل حينٍ أرادتْ فيه طعن الوجود الشيوعي في أرض العراق. لقد انهار أعداء الشيوعية ، ساقطين في مزابل التاريخ وعفونته، بينما ظل حزبكم شامخاً ، قوياً، فتياً، مندفعاً خلال 80 عاما بأشرعة لم تستطع أن تطويها الفاشية العراقية ورياحها المسمومة. ظل حزبكم العظيم وسيبقى في المستقبل ، أيضاً ، قادراً على الارتفاع، شاهقاً، أكثر وأكثر، لأنه حزب الشعب المناضل وحزب الوطنية الصادقة. سيكون له دور في المستقبل على تغيير المناخ الوطني ، كله، لكي تنتصر الديمقراطية في وطننا مهما اضطربت أمواجها ومهما اشتدت رياحها.

يغمرني الحب لحزبكم وتغمرني السكينة ، بهذه المناسبة العظمى، حين أراكم جميعاً، في قيادة الحزب وقاعدته، تتألقون كما كنتم ، دائماً ،نجوماً ساطعة في سماء وطننا الغالي ليسترد مكانته وقدراته ولكي يحقق شعبنا أفراحه في تحقيق أمله الكبير بوطن حر وشعب سعيد.

أيها الشيوعيون العراقيون، أساتذتي منذ 60 عاماً ، يا أداة الصلابة والنضال، لسوف تشدو الجماهير العراقية الكادحة تحت رايتكم و تمضي إلى أمام.

سيظل الزرع ينمو بعرق جبينكم ،

سيظل مجرى الرافدين معكم وبكم يتسع،

ستظل ورود الشيوعية العراقية تتحدى الموت، بل تواصل ميلادها ،كل عام،

وأنكم دوما ناهضون على الضفاف في آذار الربيع ..

صديقكم

جاسم محمد المطير

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 9 – 3 - 2014