"طريق الشعب".. مدرسة صحفية ثقافية عريقة

بغداد – طريق الشعب

افتتح اليوم الاول من مهرجان "طريق الشعب" بندوة عامة في الهواء الطلق، عنوانها "طريق الشعب في ثماني عقود"، تحدث فيها الرفيق مفيد الجزائري رئيس تحرير الجريدة، والشخصية السياسية والاعلامية الاستاذ معاذ عبد الرحيم، وادارها الكاتب رشيد غويلب.
تناول الجزائري في حديثه محورين مهمين شكلا مركز اهتمام الصحيفة: المحور الاول "هو النضال الوطني"، والمحور الثاني هو دور الجريدة في اشاعة "التنوير والتحديث في المجتمع العراقي".
وتحدث معاذ عبد الرحيم قائلا: إن جريدة طريق الشعب ليست محصورة بالحزب الشيوعي العراقي بل هي ملك لمسيرة الحركة الوطنية. وتطرق في مداخلته إلى بدايات صدور الجريدة وعن صدى الحركة اليسارية في الناصرية، مؤكداً على اهمية التقارب والتحالف بين الحزب الشيوعي وباقي الاحزاب الوطنية والديمقراطية في اطار التحالف المدني الديمقراطي.
بعد ذلك شارك في الحوار عدد من الوجوه الصحفية الهامة، فتحدثوا عن "طريق الشعب"، وعملهم فيها، معبرين عن سعادتهم للمشاركة في فعاليات المهرجان، معتبرين الجريدة مدرستهم الحقيقية التي نقلتهم الى عالم الصحافة الفسيح، مذكرين بابرز التجارب، ساردين مواقف ومواجهات مع مؤسسات النظام الاعلامية والامنية حينها.
فقد عبر الصحفي والكاتب عدنان حسين عن اعتزازه بتجربته في "طريق الشعب"، التي كتب عنها اكثر من مرة، باعتبارها مدرسته الصحفية الحقيقية، عادا نفسه ابن "طريق الشعب".
وذكر ابراهيم الحريري انه بدأ حياته في جريدة "اتحاد الشعب" عام 1959، والتي تدرج فيها من ملخص لشكاوى المواطنين الى عضو في هيئة التحرير، التي لم يبق من اعضائها بيننا سواه والباحث المعروف عزيز سباهي.
ودعا الزميل رضا الظاهر في مساهمته الى تدوين تاريخ تجربة "طريق الشعب" بشكل علمي، والبحث في تاريخها، وشدد على ان صحافة الحزب منذ انطلاقتها الاولى ارست اسس منهجية لنقد الثقافة السائدة، وهي المساهم الاساسي في ذلك سياسيا واجتماعيا وجماليا. وذكّر بالضجة السياسية التي احدثها العدد الألف من طريق الشعب العلنية في السبعينيات.
اما الشاعر والصحفي جمعة الحلفي فاكد على الاحتفاظ بعلاقة ودية واحيانا حماسية مع الجريدة، "لانها مدرستنا الاولى ليس مهنيا فقط، بل اخلاقيا وانسانيا، وان العمل فيها حولنا الى صحفيين قادرين على العمل في جميع الصفحات، وهي تجربة انفردت بها الجريدة".
وعرض الزميل داود الامين تجربتين رائدتين عاشها مع الجريدة هي تجربة المكاتب الصحفية في سنوات 1974 -1977، ولاحقا تجربة اعلام حركة الانصار الشيوعيين في كردستان العراق عارضا هيكلية واهداف واسباب نجاح كلا التجربتين.
وساهم في الحوار فنان الكاريكاتير المعروف سلمان عبد، الذي ذكر بدور الفنان الكبير الفقيد مؤيد نعمة، الذي وجد في طريق الشعب منبرا هاما، لإرساء أسس فن الكاريكاتير العراقي، ودعا الجريدة للاهتمام بفن الكاريكاتير، واعتماد فنانين محترفين.
اما رئيس تحرير مجلتي والمزمار الاستاذ صلاح محمد علي، وبعد ان أشاد بالجريدة والدور الذي لعبته عبر عقودها الثمانية، اكد ضرورة ان تعود الجريدة الى الاهتمام بصحافة الطفل.
وقدم الرفيق رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي مداخلة مكثفة وهامة، شدد فيها على ان طريق الشعب ليست تاريخا فقط، وانما حاضر فاعل ومستقبل واعد، ودعا الى التوقف عند التغييرات العميقة التي شهدها الواقع العراقي واجراء مناقشة معمقة حول سبل تطوير عمل الجريدة والنهوض بما يتلاءم مع الظروف التي نعيشها.
وكان آخر المتحدثين الزميل ابراهيم المشهداني، الذي تناول جانبا اخر من تأثير الجريدة، فقد "كانت مدرسة للصحفيين اليساريين العرب اثناء فترة دراستهم في بغداد، وذكر بالشهيد البحراني سعيد العويناتي الذي تعلم الكتابة في الجريدة وتحول الى كاتب ومبدع معروف، واستشهد ببطولة فائقة، ليس بعيدا عن الموقف البطولي الذي تعلمه في طريق الشعب".