بعد تقدم ملحوظ في العمليات.. القوات العراقية تعتزم شن هجوم على مدينة الموصل

رويدة اموري

شهدت العمليات العسكرية ضد عصابات "داعش"، خلال اليومين الماضيين تقدما نسبيا، واستعادة السيطرة على مواقع مهمة وإستراتيجية كمنطقة سد الموصل.
يأتي ذلك في وقت قال المتحدث باسم وحدة مكافحة الارهاب في العراق صباح نوري إن القوات العراقية تعتزم شن هجوم على مدينة الموصل في الشمال لاستعادتها من ارهابيي داعش.
وأضاف في تصريح لوكالة "رويترز" اطلعت عليه "طريق الشعب" إن التكتيك الجديد بشن هجوم سريع تكتنفه السرية أثبت نجاحه.
وأشار إلى أن القوات مصرة على مواصلة هذه الطريقة بمساعدة معلومات المخابرات التي يقدمها الأمريكيون.
ويبدو ان القوات العراقية وضعت هذا الهدف الكبير نصب أعينها بعد التقدم الذي أحرزته قوات البيشمركة في الأيام القليلة الماضية. وكانت البيشمركة قد شنت هجوما مضادا هذا الأسبوع لاستعادة مناطق خسرتها قبل نحو أسبوعين وبسطت سيطرتها على مدن وبلدات متاخمة لمحافظة اربيل وسهل نينوى.
وبحسب التلفزيون العراقي فإن قوات البيشمركة وقوات مكافحة الارهاب العراقية حاربت معا وطردت الارهابيين من سد الموصل.
ونقل التلفزيون عن المتحدث العسكري الفريق قاسم عطا قوله إن القوات تدعمها دورية جوية مشتركة.
ويبدو أن أية عملية كبرى لاقتحام الموصل ستشارك فيها القوات المشتركة تحت غطاء جوي أمريكي وعراقي لإخراج الارهابيين من ثاني أكبر مدن العراق.
من جانبه، أكد نائب سابق في لجنة الامن والدفاع النيابية، أن الضربات الامريكية أتاحت غطاء قويا سمح بتقدم قوات البيشمركة باتجاه القرى و الأرياف في مناطق سهل نينوى التي استولى عليها تنظيم داعش الارهابي في وقت سابق.
وفيما بين أن التعاون بين البيشمركة وطيران الجيش ضعيف جدا وبحاجة الى تفعيل أكثر، عزا أسباب ذلك إلى انشغال القوى السياسية التي في السلطة بتشكيل الحكومة.
وفي حين، أكدت نائبة عن محافظة الموصل أن البيشمركة او الجيش العراقي بمفردهم لا يمكنهم طرد إرهاب داعش من أراضي البلاد، شددت على التعاون الدولي والقوات الأمريكية و استخبارات دول أخرى.
إلا أن متخصصا في شؤون الجماعات الارهابية، رأى أن الضربات الجوية الأمريكية هي التي كانت وراء هذا التقدم وتحرير بعض المناطق من داعش الإرهابي ، مشددا على ضرورة مسك الارض من قبل القوات الأمنية والحفاظ عليها من السقوط بيد تنظيم داعش الارهابي.
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس الاثنين، قال شوان محمد طه عضو لجنة الأمن والدفاع السابق، انه "بعد الضربات الجوية الأمريكية حصل تقدم لقوات البيشمركة باتجاه القرى والأرياف التي يقطنها أبناء المكون المسيحي القريبة من سد الموصل"، مشيرا الى ان "تحركات داعش بات محدودة في مناطق تواجدهم بسبب الضربات الموجعة التي تلقوها من البيشمركة".
وأضاف طه ان "التعاون بين البيشمركة وطيران الجيش العراقي ضعيف جدا وبحاجة الى تفعيل أكثر"، معللاً هذا الضعف في التنسيق "بسبب انشغال القوى السياسية التي في السلطة بتشكيل الحكومة الجديدة ".
بدورها، قالت انتصار الجبوري النائبة عن محافظة الموصل ان "البيشمركة او الجيش العراقي بمفردهم لا يمكنهم طرد إرهاب داعش من أراضي البلاد، ولابد من التعاون الدولي، لان العراق يواجه داعش بالنيابة عن العالم وعلى الجميع مساندة العراق"، موضحة ان "الضربات الأمريكية الأخيرة لأوكار عصابات داعش كان تأثيرها واضحا في زعزعة مواقع داعش والبدء بالهروب من أماكن تواجدهم بالموصل" .
وأضافت في حديث الى "طريق الشعب"، امس، ان "على الجميع في داخل العراق وخارجه التكاتف وزيادة الضربات على داعش لكسب الوقت والتخلص من هذا المرض الخبيث، لا سيما و ان لدينا آلاف العائلات المهجرة التي تريد العودة الى مناطقها والى حياتها الطبيعية"، مؤكدة ان "هناك الكثير من المناطق حررت من سيطرة داعش مثل سد الموصل والحمدانية وباب زايه وغيرها من المناطق الأخرى المجاورة لها".
إلى ذلك، رأى هشام الهاشمي المتخصص في شؤون الجماعات الارهابية، انه "حتى الآن فان هزيمة داعش من الموصل تقتصر على مناطق شمال شرق المحافظة ومناطق البحيرات اما في مناطق جنوب سد الموصل فلا تزال هناك عمليات قتال بين البيشمركة وعصابات داعش الإرهابي"، مبينا ان "الضربات الجوية الأمريكية هي التي كانت وراء هذا التقدم وتحرير بعض المناطق من داعش الإرهابي ".
وأضاف الهاشمي في حديث مع "طريق الشعب" امس، ان "هزيمة داعش من الموصل تحتاج الى زخم جوي وعمليات نوعية تستهدف الهيكل التنظيمي، وحتى الآن الضربات الجوية لم تعالج الا القوات البرية لداعش ولا تزال ضربات محدودة"، مستبعدا "في الوقت الحالي تأثير الضربات الجوية الأمريكية لإزاحة داعش الى مناطق أخرى يتواجدون فيها كمناطق صلاح الدين و ديالى و حتى شمال بابل".
وحذر المتخصص في شؤون الجماعات الارهابية القوات الأمنية " من لملمة داعش لنفسها والعودة بهجمة أخرى على المناطق التي طردوا منها، ولا بد من ان تأتي القوات الأمنية بتكتيك لمسك الأرض لانه اهم من تحريرها"، موضحا ان "العمليات المشتركة بين البيشمركة والقوات الجيش امر ضروري ويحقق نتائج طيبة على ارض الواقع في دحر عصابات داعش".