علي ابو عراق
كشفت هيئة تشغيل حقل الرميلة في البصرة، عن تحديث البنية التحتية والمعدات الموجودة وتنفيذ بعض الإصلاحات والتجديدات وإدخال تقنيات حديثة لضمان تشغيل الحقل بأقصى قدر من الكفاءة، مشيرة الى انه تم استثمار ما يزيد عن 5.5 مليار دولار حتى الآن في هذا المجال.
وفيما اشارت الى انها قامت في الآونة الاخيرة بحفر أكثر من 100 بئر جديد في الحقل، للوصول إلى احتياطات الحقل غير المكتشفة، تمهيدا لرفع الإنتاج اليومية، الى 1.4 مليون برميل، بدلا عن 400 الف برميل في الوقت الحالي، نوهت الى ان الإيرادات الإضافية المتوقع ان يحصل عليها العراق من الحقل تصل الى 40 مليون دولار يوميا.
وقال مسؤول رفيع في هيئة تشغيل حقل الرميلة، رفض الكشف عن اسمه، لـ"طريق الشعب"، "يجري حاليا تطوير حقل الرميلة وعبر فعاليات مختلفة. فقد تم استثمار ما يزيد عن 5.5 مليار دولار حتى الآن في عملية تحديث الحقل لزيادة معدل الإنتاج"، مضيفا "كما يجري حاليا تحديث البنية التحتية والمعدات الموجودة وتنفيذ بعض الإصلاحات والتجديدات وإدخال تقنيات حديثة لضمان تشغيل الحقل بأقصى قدر من الكفاءة، وذلك في إطار برنامج التجديد الرئيسي".
وبين المسؤول، انه "ينصب التركيز الرئيسي حاليا على الوصول إلى احتياطات الحقل واستخراج النفط الموجود فيه عبر استخدام تقنيات متطورة لتحسين عملية استخراج النفط في الوقت الذي يجري فيه تنفيذ برنامج ضخم لحفر الآبار النفطية من اجل الوصول إلى المزيد من الاحتياطات"، لافتا "كما تزايدت أهمية حقن المياه المعالجة في المكامن، لانه لا تزال هناك كميات كبيرة من النفط غير مستغلة في الرميلة والتي يعتمد عليها مستقبل الحقل على المدى الطويل. كما يعد الوصول إلى الماء من اجل حقنه في المكامن وبالتالي دفع النفط إلى أعلى من الأمور الضرورية لاستخراج تلك الاحتياطات النفطية".
واشار الى أنه "نتيجة هذا العمل تم رفع معدلات الإنتاج اليومية، بمقدار 400,000 برميل يومياً لتصل إلى 1.4 مليون برميل. وستوفر هذه الزيادة إيرادات إضافية بقيمة 40 مليون دولار يوميا للعراق . وهكذا فقد تم قلب اتجاه الإنتاج رأسا على عقب في الحقل الذي كان يشهد انخفاضا في الإنتاج بمعدل 5 بالمئة في 2009 ويجري حاليا وضع خطط لمرحلة التطوير التالية"، موضحا انه "يمكن إن يمد هذا الأمر في حياة الحقل لأكثر من 20 عاما وسيتضمن استثمارات جديدة مهمة في مجال إقامة مشاريع جديدة عندما نقوم بزيادة الإنتاج من مكمن (مشرف) ونواصل تحسين مستويات السلامة والاعتمادية. وستكون هناك حاجة الى البنى التحتية المتكاملة مثلا شبكات الطرق الجديدة ووحدات عزل الغاز ومنظومات معالجة النفط والماء وشبكات تقنية المعلومات ومحطات توليد الطاقة ناهيك عن منشآت الحفر وحقن الماء".
وزاد "يجري الآن تنفيذ برنامج حفر آبار نفطية جديدة واسع النطاق يسمح بالوصول إلى المكمن الرئيسي ومكمن مشرف وطبقة السجيل العلوي حيث يبلغ عدد الآبار الجديدة 100 بئر مجتمعة تنتج ما معدله 700.000 برميل يومياً"، منوها الى "إدخال نظام حفر الآبار عالية الزاوية وهو ما سيسمح بالحفر الأفقي خلال التكوين الأمر الذي سيترتب عليه تحقيق تحسن كبير في النتائج، كما يسمح لنا نظام الحفر الجانبي بالوصول إلى الآبار المعطلة وإصلاحها"، مسترسلا بالقول "تساعد المضخات الكهربائية الغاطسة على إعادة الآبار التي كانت ميتة في الماضي إلى الإنتاج، حيث يتم حاليا إنتاج مابين 500 و2,500 برميل يومياً من كل بئر من الآبار التي كانت ميتة في الماضي. ويمكن ايضاً المساعدة على الإنتاج باستخدام تقنيات حقن النيتروجين وتقنيات التثقيب، وقد تم استخدام هذه التقنيات في أكثر من 150 بئر حتى ألان".
وعن حقن الماء وإطلاق احتياطات مكمن مشرف قال "تركز الإنتاج بشكل كبير على استخراج النفط من تكوين الزبير ولكن نظرا لاستنزاف هذا المكمن شيئاً فشيئاً, أصبحت هناك أهمية كبيرة للوصول إلى احتياطيات مكمن مشرف بشكل اكبر"، مستدركا "لم يتم حتى ألآن استخراج سوى نسبة 3 بالمئة من النفط الموجود في تكوين مشرف، الا إن تكوين مشرف, على عكس تكوين الزبير لا يحتوي على اي مصدر جوفي للمياه الطبيعية مما يجعل حقن الماء امراً ضرورياً لدفع النفط إلى أعلى ولجعل هذا الأمر ممكنا, يتم حاليا إجراء عملية تجديد كبرى لتحديث منشآت معالجة الماء في كرمة علي"،
وختم حديثه مع "طريق الشعب" قائلا ان "هيئة تشغيل الرميلة تقوم حاليا بإدارة هذا المشروع نيابة عن شركة نفط الجنوب".