متابعة "طريق الشعب"
بدأ طيران الجيش العراقي، بعد ظهر أمس، بقصف المناطق المحيطة بناحية الضلوعية جنوب تكريت، وذلك استجابة للمناشدات التي أطلقها أهالي الضلوعية المحاصرة منذ أيام من قبل عصابات داعش.
وتأتي الضربات الجوية، بعد ساعات من هجمات إرهابية على الناحية، خلفت العشرات من الضحايا بين سكانها.
وشهدت الضلوعية بحسب مصدر أمني، صباح امس، تفجير خمس سيارات نوع "همر" وآلية جرافة (شفل) وزوارق مفخخة واشتباكات مع تنظيم "داعش" الارهابي في محيطها.
وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة ان " 18 شخصا بينهم عدد من عناصر الامن (الشرطة والجيش) قتلوا وأصيب 56 شخصا بجروح خلال الاشتباكات المسلحة والهجمات الانتحارية". واكد طبيب في مستشفى الضلوعية حصيلة الضحايا.
واوضح الضابط ان "مسلحين هاجموا في ساعة مبكرة ناحية الضلوعية وتصدت لهم قوات الامن وابناء العشائر وقام انتحاري يقود سيارة مفخخة بتفجير نفسه عند ساتر ترابي ثم اقتحم انتحاري ثان المدخل وفجر نفسه".
واستهدف الهجوم منطقة الجبور الواقعة في القسم الجنوبي من الضلوعية، وفقا للمصدر.
وكان مصدر امني في محافظة صلاح الدين، قد اعلن صباح أمس، إن القوات الامنية وابناء العشائر تمكنوا من اعتقال امير "داعش" في الضلوعية وسبعة من عناصر التنظيم، فيما اشارإلى أن القوات الامنية وابناء العشائر قتلوا 12 مسلحا من تنظيم "داعش" بينهم انتحاريون باشتباكات ناحية الضلوعية جنوب تكريت.
وطالب محافظ صلاح الدين رائد إبراهيم الجبوري، أمس الاثنين، الحكومة المركزية وطيران الجيش بالتدخل العاجل لوقف الهجوم الذي نفذه تنظيم "داعش" على ناحية الضلوعية جنوب تكريت.
كما طالب مجلس شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين، أمس، الحكومة بالتدخل الفوري عبر ارسال قوات عسكرية بمساندة طيران الجيش لانقاذ ناحية الضلوعية، جنوب تكريت بعد هجوم مسلحي "داعش" على الناحية، محذرا من تعرض الناحية الى مجزرة دامية بحق ابنائها الذين صمدوا بوجه "داعش" منذ أكثر من 80 يوما.
وتمكنت قوات الامن وابناء العشائر من صد هجمات متكررة نفذها تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي خلال الاسابيع الماضية للسيطرة على الضلوعية بشكل كامل بعد اقتحام بعض مناطقها باستثناء منطقة الجبور، وفقا لمصادر امنية ومحلية.
وتقع الضلوعية على الطريق بين بغداد ومدينة سامراء شمال بغداد، ما يعني انه في حال سقوطها في ايدي المسلحين فسيكونون على بعد 90 كلم فقط من شمال بغداد، وقد يفتح امامهم ممرا نحو جنوب سامراء.
وما تزال أغلب مناطق محافظة صلاح الدين تشهد عمليات عسكرية، وذلك عقب سيطرة مسلحين على محافظة نينوى بالكامل منذ (10 حزيران 2014)، كما لم تكن محافظة الانبار بمعزل عن تلك الأحداث إذ تشهد أيضاً عمليات لقتال المسلحين المنتشرين في بعض مناطقها.
إلى ذلك، أعلن الجيش العراقي، أمس الاثنين، أنه تمكن من إخراج مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" من المناطق الواقعة حول سد "حديثة" الاستراتيجي، اثر هجمات مدعومة بغارات جوية شنتها المقاتلات الأمريكية.
وتعتبر هذه الضربة بمثابة بداية توسع للطيران الأمريكي في أعماله العسكرية التي اقتصرت في السابق على شمالي غربي العراق.
وحاول إرهابيو تنظيم داعش مرارا فرض سيطرتهم على السد، لكن القوات العراقية ومقاتلي العشائر صدوا الهجمات ببسالة.
وقال مصدر محلي في محافظة الانبار، إن 24 جنديا وعنصرا في "الحشد الشعبي" قتلوا وأصيب أكثر من 40 آخرين في مواجهات مع المسلحين.
من جانبه، أفاد أحمد أبوريشة زعيم مجالس الصحوة، أن الضربات الجوية تمكنت من سحق دورية تابعة للتنظيم كانت تحاول مهاجمة السد.
وقال أبو ريشة، "كانت الضربات دقيقة للغاية، بحيث لم يقع هناك أي ضرر جانبي".
وتابع، "لو تمكن التنظيم من السيطرة على السد لأصبحت العديد من المناطق العراقية مهددة بشكل كبير، بما في ذلك العاصمة العراقية بغداد".
واستهدفت القوات الأمنية بعد ذلك مسلحي التنظيم في منطقة "حديثة" وتمكنت من استعادة سيطرتها على الأرض.