الأغذية الفاسدة.. أمواج موت مجاني للعراقيين!

لويس فؤاد العمار

يبدو أن بلدنا ومنذ سقوط النظام المباد وحتى اللحظة الراهنة يتعرض إلى أنواع عديدة من الإرهاب تسعى جميعها إلى قتل المواطن، وسط لامبالاة الجهات المعنية وعجزها عن إيقاف أمواج الموت المجاني التي تضرب العراقيين. وبسبب الحدود المشرعة، وضعف الإجراءات الكفيلة بحمايتها جعلها بوابات لتوريد بضائع الموت لآلاف العراقيين سواء عبر القتلة والانتحاريين أو عبر سموم معلبة على شكل أغذية فاسدة تفتك بالأبرياء كما تفتك بهم قنابل الإرهابيين المجرمين.
آخر بشائر الموت المجاني زفتها إلينا وزارة الصحة العراقية قبل نحو أسبوعين عندما اكتشفت أن أكثر من سبعة أنواع من العلامات التجارية للدجاج المستورد من مصر وإيران وتركيا ملوثة ببكتيريا السالمونيلا القاتلة وهي بكتيريا مجهرية تنتقل من أمعاء الحيوان المصاب إلى أمعاء الإنسان الذي يتناول الدواجن الملوثة بها وتسبب له مضاعفات صحية خطيرة جدا تنتهي بالموت.
وعلى الرغم من أهمية التحذير الذي أطلقته وزارة الصحة إلا انه يبقى بلا جدوى ولا يحد من الخطر كونه ببساطة شديدة جاء على شكل تحذير لايحمل بين طياته غير العموميات وتعداد مخاطر الجرثومة وشرح فسلجتها وطريقة انتقالها من الحيوان المصاب إلى الإنسان فقط . إذ اكتفت الوزارة بهذا الشرح ( العلمي ) دون أن تتخذ خطوات عملية لدرء الخطر تتمثل على الأقل بذكر أسماء العلامات التجارية للمنتجات الحيوانية الملوثة بالبكتيريا ليسهل على الناس تلافي شرائها من الأسواق والامتناع عن استهلاكها حفاظا على صحتهم وحياتهم .
العجيب والغريب بالامر والذي يتكرر بشكل دائم هو أن تحذيرات الجهات الصحية تأتي عادة بفترة متأخرة وبعد غزو المنتج الملوث الأسواق واستهلاكه من قبل المواطنين. ولا تعمد تلك الجهات ولو لمرة واحدة إلى إعلانها عن اكتشاف منتجات ملوثة وقامت بإتلافها قبل أن تغزو الأسواق ويكون عدد من المواطنين قد استهلكوها.
الواجب الأخلاقي والوظيفي يحتم على الجهات ذات العلاقة انتهاج سياسة أكثر جدوى. إذ لايمكن القبول بمثل هذه الإجراءات العقيمة في حماية أرواح الناس من مخاطر الأغذية الفاسدة والتي من الممكن تلافيها لو أن الجهات المعنية انتهجت طرقا أخرى أكثر فاعلية من مجرد إطلاق التحذيرات بشكل عام دون ذكر تفاصيل أكثر تشكل حجر الزاوية بالنسبة للمواطن لتلافي الخطر.
طبقا لهذا الحال فان أمام المواطن إذا ما أراد السلامة من الموت المجاني الذي يحمله له هذه المرة الإرهاب الغذائي أن يتحول إلى كائن نباتي لا يقتات على لحوم المنتجات الحيوانية المستوردة المليئة بالسموم في ظل الإجراءات الوقائية العقيمة من قبل الجهات المسؤولة!