بوليفيا ..الرئيس موراليس يكتسح الانتخابات الرئاسية مجددا

رشيد غويلب

جددت اكثرية الناخبون البوليفيون ثقتها للمرة الثالثة على التوالي، برئيس الجمهورية، ومرشح "حركة من اجل الاشتراكية" اليسارية "ايفو موراليس". وحصل موراليس في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد الاحد الفائت، كما كان متوقعا، على 61 في المائة من اصوات الناخبين، بعد عد 94 في المائة من مجموع المصوتين، وبهذا حسم الزعيم الاشتراكي الانتخابات في جولتها الاولى، وسيستمر في ادارة البلاد الى عام 2020.
ولإول مرة يشارك المهاجرون البليفيون، البالغ عددهم 272.058 الف، والذين يتوزعون على 33 بلدا، في عملية التصويت.
وانتخب موراليس لإول مرة في عام 2006 ، وهو اول رئيس للبلاد ينتمي الى الهنود الحمر سكان امريكا اللاتينية الاصليين. ومن ابرز انجازاته، ضمن امور اخرى، تأميم ثروات النفط والغاز، وتوسيع الخدمات والبرامج الاجتماعية، واعتماد سياسة خارجية تقدمية، مضادة للامبريالية.
واحتفل بفوزه الثالث، عشرات الآلاف من انصاره مساء الاحد في العاصمة "لاباز". وحيا الرئيس من شرفة القصر الرئاسي الجموع المحتفلة بالقول "نعم للوطن"، ولا للاستعمار. هنا تواجه نموذجان، التاميم، والخصخصة، وفاز انصار التأميم بأكثر من 61 في المائة".
واهدى موراليس انتصاره الى قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو، والرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، والى "جميع القادة، الذين يعتمدون نهج مواجهة الامبريالية والرأسمالية".
وحل ثانيا بفارق كبير أقوى خصومه صاحب شركات الإسمنت، مرشح، اهم احزاب المعارضة، حزب "الوحدة الديمقراطي" اليميني، بحصوله على 25.1 في المائة، وحل رئيس البلاد السابق "خورخي توتو كوير" ثالثا بحصوله على 9.6 في المائة فقط. وجاء رابعا مرشح "حركة بلا خوف" الاجتماعية الديمقراطية، والمحافظ السابق للعاصمة بحصوله على 2.9 في المائة، وحل خامسا مرشح الخضر بحصوله على 2.7 في المائة. وحصدت "الحركة من اجل الاشتراكية"، وفق وكالة الانباء الرسمية، ثلثي مقاعد السلطة التنفيذية ايضا، اذ حصلت على 24 مقعدا، من اصل 36، في مجلس الشيوخ، وفي البرلمان احتلت الحركة 80 مقعدا من اصل 130.
وأكد مراقبون عالميون ان سير العملية الانتخابية كان طبيعيا. وقال رئيس احد مجموعات المراقبة" يسرني ان اهنأ محكمة الانتخابات على جهدها التنظيمي". واكد على اتساع الفضاء الديمقراطي في بوليفيا البلد الذي شهد اكبر عدد من الانقلابات العسكرية في العالم. واكدت شهدات منظمات مراقبة أخرى على "حرية، واستقلالية، والطريقة الواعية، التي جرت فيها الانتخابات". وقال البرازيلي" أليخاندرو توليو"، رئيس لجنة مراقبة "إتحاد دول أمريكا الجنوبية": "بوليفيا كتبت صفحة جديدة في تاريخها الديمقراطي". وامتدح رئيس اللجنة الانتخابية في البلد الجار الارجنتين سير عمليات التصويت بالقول "لقد كان وعي المواطنين عاليا بأهمية التصويت".
ومن المعروف ان بوليفيا تعيش حالة استقرار لم تعرفها في تاريخها الحديث، فليس غريبا ان يسمى مقر رئيس الجمهورية "القصر المحروق"، نسبة الى قيام المنتفضين في عام 1875 باشعال النار في المبنى، الذي كان مقرا لاحد ادارات الاستعمار الهامة حينها. و ياتي الثناء، حتى من الولايات المتحدة، فلقد اطلقت جريدة "نيويورك تايمز" على الرئيس البوليفي، البالغ من العمر 54 عاما، نوصيف "الرئيس الصلب". ويعود ذلك لان موراليس هو الرئيس البوليفي، الذي قاد بلاده لاطول فترة زمنية، مقارنة بتاريخها الحديث، الذي شهد 83 حكومة، منها 36 لم تعش لاكثر من عام واحد، و37 سلطة دكتاتورية.
وتلقى الرئيس البوليفي التهاني، بمناسبة انتخابه مجددا، من العديد من زعماء الحكومات التقدمية واليسارية في امريكا اللاتينية. وقال رئيس الأورغواي "خوسيه موخيكا" مهنئا، هذا زمن "الثوار والمقاومين"، ونيابة عن الشعب الارجنتيني قدمت رئيسة البلاد "كريستينا كرنشنر" التهاني بهذا "الانتصار الرائع"، ووصف الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورا" على صفحته في التويتر نتائج الانتخابات البوليفية بـ"انه انتصار رائع لبلدنا الأم امريكا الجنوبية". وبعث الرئيس نيكاراغوا "دانيل اورديغا" بتهانيه القلبية، وكذلك الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، الذي اعتبر النتائج اعترافا بقيمة التنمية الجارية في بوليفيا، وتلقى موراليس تهاني مماثلة من بقية قادة الحكومات التقدمية واليسارية في القارة.