رشيد غويلب
يشير آخر استطلاع للرأي التي نشرته جريدة "البايس" الاسبانية واسعة الانتشار الى امكانية فوز حزب "نحن قادرون" اليساري حديث التكوين في الانتخابات البرلمانية المقبلة في اسبانيا. والحزب ولد من قلب حركة "الغاضبون" الاحتجاجية، التي اجتاحت اسبانيا ضد الليبرالية الجديدة وسياسات التقشف القاسية، التي اتبعها اليمين الحاكم وحلفاؤه لمواجهة تداعيات الازمة.
وبموجب نتائج الاستطلاع المنشورة سيحصل حزب "نحن قادرون" على 27.2 في المائة، متقدما على الحزب الاشتراكي "الاشتراكية الدولية" 26.2 في المائة، وحزب الشعب اليميني المحافظ الحاكم 20.7 في المائة. ومن المفترض أن يحصل اليسار الاسباني المتحد، الذي يعتبر الحزب الشيوعي الأسباني قوته الرئيسية، بموجب نتائج الاستطلاع، على 3.8 في المائة.
وارتباطا بالصعود غير المسبوق لحظوظ الحزب اليساري الجديد، حذر "كايو لارو" المنسق العام لليسار المتحد من الأوهام التي قد تخلقها مثل هذه الاستطلاعات، ودعا قوى اليسار للتعامل بواقعية تستند الى تجارب اليسار الملموسة لتحقيق التحول المطلوب "هناك الكثير من الأوهام في ما يتعلق بالتحول، ولكن الأمل يحتاج الى ضمانات، لكي لا يتحول منذ اليوم الاول الى بيت للمجانين.. منذ اليوم الاول يتحتم على الحكومة ان تفتح صنبور المياه ليتدفق الماء الصالح للشرب"، ولتحقيق التغيير الحقيقي "يجب الجمع بين التجربة والشباب، بين الوضوح والتأمل".
وفي كلمة له ألقاها الاثنين الفائت، شدد لارو على دور والتزام اليسار المتحد تجاه الحركة الاحتجاجية في الشارع، ومسؤوليته في المؤسسات، حيت اثبت اليسار المتحد قدرته على التأثير الملموس في السياسات".
ان صعود حزب "نحن قادرون" يمثل تحديا بالنسبة لليسار المتحد، ليكون جزءا من البديل لنظام الحزبين المهمين في الحياة البرلمانية الاسبانية منذ العودة للديمقراطية بعد وفاة "فرانكو" في عام 1975. وان بامكان اليسار المتحد ان يوظف خبرته لتحقيق التحول في البلاد. وبهذا الخصوص قال القائد اليساري "لا ينحصر الامر في الفوز بالانتخابات، بل يجب في اليوم التالي ممارسة الحكم"، واضاف في اشارة منه للحزب الجديد "نتمنى ان يستطيعوا تنظيم انفسهم بشكل جيد، ويكونوا بديلا".
وعلى الرغم من نتائج الاستفتاء، فان اليسار المتحد سيواصل نهجه، المتمثل في الدفاع عن الخدمات العامة، وفق ما يرى "لارو"."سنكون هناك، حيث كنا دائما، في الشارع والمؤسسات، اي في المكان الذي نقدم فيه مقترحات حقيقية".
وأشار المنسق العام لليسار المتحدإلى اتفاق حزبه مع الحزب الاشتراكي في ولاية الأندلس، باعتباره مثالا لكيفية التأثير في سياسة الحكومة، لإقرار القوانين الهامة بهدف تحقيق التحولات. وعلى سبيل المثال أشار إلىبقانون السكن في الولاية، الذي قدمت ضده حكومة اليمين المركزية نقضا في المحكمة الدستورية، أو القوانين المطروحة الآن للنقاش ، والرامية لتأسيس مصرف عام في الولاية.
وسيعمل اليسار المتحد مع كل الذين يتبنون برنامج مضاد لليبرالية الجديدة، شريطة ان لا يفقد الحزب ثوابته. ويستنج لارو بالقول ان "حجر الزاوية هو هزيمة سياسة حزب الشعب الحاكم، لأنها دمرت الديمقراطية". وشدد لارو، ينبغي ان يكون أساس التقارب هو برنامج عمل واضح يجمع بين الأفكار القابلة للتطبيق، والاماني. وفسر هذا الطرح بمثابة رسالة لحزب "نحن قادرون" حديث العهد.