عادل محمد
ضيفت العاصمة اليونانية أثينا في بداية الشهر الحالي اجتماع قيادة حزب اليسار الأوربي. واكد الحزب في هذا الاجتماع على بذل كل الجهود لتعزيز التقارب بين قوى اليسار في النضال ضد سياسات التقشف. وسبق اعمال الاجتماع حوار مفتوح مع شخصيات قيادية من حزب اليسار اليوناني. وشارك في المناقشات، التي حضرها السفير الفنزويلي في اثينا، كوادر ونشطاء من الحزب المضيف.
وفي بداية الحوار عرض السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، ورئيس حزب اليسار الاوربي، ونائبته القيادية في الحزب الشيوعي الاسباني ماتي مولا، عرضا جملة من مبادرات ومقترحات حزب اليسار الأوربي لتعزيز العمل المشترك مع الحزب المضيف. وأكدا على كثرة المؤشرات القوية، التي تؤشر امكانية اجراء انتخابات برلمانية عامة مبكرة في نيسان المقبل في اليونان. وتشير آخر استطلاعات للرأي الى تقدم حزب اليسار اليوناني بفارق كبير على حزب "الديمقراطية الجديدة" المحافظ الحاكم. وان حليفه في الحكومة الحالية حزب "باسوك"، مهدد بالبقاء خارج قبة البرلمان. وقال " لوران" ان دعم حزب اليسار اليوناني ضروري"لان انتصاره سيكون انتصارا لجميع قوى اليسار، وسيحفز النضال في جميع انحاء اوربا".
ودعمت مولا ما ذهب اليه لوران: "على اليسار النزول للشارع لدعم زعيم المعارضة اليونانية الكسيس تسبراس. ولكن هذا ممكن فقط على ارضية العمل والنضال المشترك". ولهذا سيدعو حزب اليسار الأوربي الى لقاء قوى اليسار في بلدان جنوب اوربا، التي تناضل ضد سياسات التقشف الجائر. واكدت مولا ان الهدف هو انشاء منتديات لتعزيز القرارات الجماعية. لقد "حان الوقت لتحقيق وحدة جميع القوى التي تناضل ضد اليمين، وقوى الاشتراكية الدولية التي تتبنى سياسات الليبرالية الجديدة".
وعد بيير لوران الهدف الاول لحزب اليسار الأوربي العمل على تحقيق التقارب والاتفاق السياسي، لانه يشكل الشرط الاساسي لوجود برنامج بديل" الاتفاق للانتقال الى مرحلة جديدة" على حد تعبيره. وعلى اساس ما تقدم سينظم "منتدى البدائل في ايار المقبل في باريس.واهتم اجتماع قيادة حزب اليسار بالموضوعات التي طرحت في الحوار المفتوح. وبعد 6 سنوات على اندلاع الازمة الاقتصادية المالية، تغرق أوربا في حالة من الجمود والركود والانكماش الاقتصادي. وفاقم التقشف الجائر البطالة، والفقر، والظلم الاجتماعي. وحتى السلام اصبح في خطر. وان هذا الوضع، كما اكدت المناقشات، يهيء ارضية صالحة لنمو الشعبوية، واليمين المتطرف. وتنمو ارتباطا بذلك مسؤولية اليسار الاوربي في وضع حلول تمهد إلى طريق تقدمي واجتماعي للخروج من الازمة.
وعلى اساس هذا التحليل أقرت قيادة الحزب تركيز عمل الحزب في السنوات القادمة في اربعة محاور:
1 برنامج عمل لتجاوز سياسات التقشف، والغاء "الاتفاق المالي"، ومن اجل الازدهار الاجتماعي والبيئي، وتوفير فرص عمل مفيدة للشبيبة، واستعادة وتقوية قطاع الخدمات العامة.
2توسيع وتعميق الحملات المضادة لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة، وبين الاتحاد الاوربي وكندا وجميع إشكال اتفاقات التجارة الحرة.
3لقد ادى نجاح الحركة النسوية الاسبانية الى تحفيز نضالات الحزب من اجل حق النساء في الاجهاض، وفي تحديد عدد الولادات. وسينظم حزب اليسار حملة للمطالبة بحقوق النساء العاملات للتصدي لاتساع عقود العمل المؤقتة.
4المؤتمر العالمي، الذي تنظمه الامم المتحدة في باريس، القادم والموسوم COP21 .
5الدفاع عن السلام والتضامن العالميين ، وخصوصا في اوكرانيا وكوباني. ولخلق فضاءات للاتفاق، وتعزيز العمل المشترك بدء الحزب العمل لتنظيم ثلاثة لقاءات عالمية مركزية:
1الاول سيكون منتدى بلدان الجنوب الاوربي، الذي سيعقد في برشلونة في 24 كانون الثاني المقبل، يناقش العمل المشترك نحو طريق اجتماعي للخروج من الازمة.
2وفي نهاية ايار المقبل سيعقد "المنتدى الاوربي للبدائل، والذي سيصادف الذكرى العاشرة لرفض الفرنسيين لمعاهدة الدستور الاوربي.
3وأخيرا سيعقد اجتماع النواب الأوربيين على الاصعدة، الوطنية، والمحلية، ومجالس البلديات في خريف 2015 في العاصمة الفلندية هلسنكي في خريف عام 2015 ، والذي يتيح فرصة للتفكير المشترك بالبدائل لسياسات التقشف الجائر.