- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 06 كانون2/يناير 2015 18:51
طريق الشعب
تحل الذكرى الرابعة والتسعون لتأسيس الجيش العراقي وسط وضع أمني استثنائي لم يشهد العراق مثيلاً له، ومعارك طاحنة يخوضها الجيش مع التنظيمات المتطرفة التي تسعى لفرض إرادتها تغيير وجه البلد وفقا لعقليتها. واجتمعت جميع أراء السياسيين على أهمية الجيش في الحفاظ على وحدة البلد ودفع أي اعتداء يريد السوء به، في حين تنتظر الجيش مهام صعاب من أجل تظهير البلد بالكامل من التنظيمات الإرهابية وضبط حدود البلد.
وزير الدفاع: حرب كبرى للتطهير
وكشف وزير الدفاع خالد العبيدي، ان الوزارة بصدد استبدال بعض قيادات الجيش العراقي بأخرى تتسم بالمهنية والكفاءة، مبينا انه بالرغم من الفترة القصيرة والتركة الثقيلة التي ورثتها الوزارة الا انها تعد الشعب العراقي بغد افضل وتطهير جميع اراضيه.
واكد العبيدي، ان القوات الامنية ستخوض حربا كبرى لتطهير جميع المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، فيما بين ان محافظة نينوى ستشهد معركة الفصل بين الجيش العراقي والتنظيم تحت شعار "قادمون يا نينوى".
فيما برر وزير الدفاع، "نكسة" الجيش في الموصل الى ضعف الاداء وترهل القيادات وتولي العناصر غير الكفوءة سلم القيادة وقلة الانضباط وضعف التدريب للقوات الأمنية بالإضافة إلى الفساد.
وقال العبيدي خلال كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الـ94 لتأسيس الجيش العراقي وتابعتها "طريق الشعب"، إن "وزارة الدفاع ستعمل بإرادة جسدها العمل على بناء جيش قوي ومؤسسة عسكرية مهنية"، مبينا ان "الوزارة ستستبدل بعض القيادات باخرى تتسم بالمهنية والوطنية والكفاءة".
واضاف العبيدي أن "الوزارة بالرغم من الفترة القصيرة والتركة الثقيلة التي ورثتها، الا انها تعد الشعب العراقي بغد أفضل وتطهير جميع أراضيه من دنس العصابات الإرهابية"، لافتا الى ان "الوزارة اتخذت سلسلة من الإجراءات للإصلاح وإعادة البناء شملت كل مفاصل الجيش في القيادة والسيطرة".
وقال إن "قواتنا المسلحة ستخوض حروبا كبرى لتحرير ما تبقى من تراب الوطن من رجس الدواعش"، مخاطبا القوات الأمنية "ليكن شعاركم النصر لا سواه والأمل والعمل لا غيره".
وقال العبيدي، إن "الجيش العراقي البطل لم يكن يوما من الأيام جيشا بلا هوية ولم ينقصه الولاء، بل كان من اكثر الجيوش التزاما وصرامة في الانضباط".
واضاف العبيدي أن "ما حدث بعد الغزو الداعشي البربري لمدينة الموصل وتداعياتها المرة، حدث غير مقروء ومسموع وفق السياقات المهنية والمفاهيم العسكرية، وهو صدمة رجت أركان الوطن من أقصاه الى أقصاه وجعلته على مفترق لحظات تاريخية حاسمة".
وتابع العبيدي أن "ضعف الأداء وترهل القيادات وتولي العناصر غير الكفوءة سلم القيادة، وقلة الانضباط وضعف التدريب وسوء الاداء، كانت اسبابا حقيقية لحدوث هذه النكسة، كما كان الفساد معولا ثقيلا نخر جسد المؤسسة العسكرية العراقية وبدد الكثير من ثرواتها واهدر فرصها في البناء السليم على شتى المستويات".
وأشار إلى أن "الانبار رئة العراق وقد طال انتظارها، وصلاح الدين تقترب من نصر مؤزر، وتبقى نينوى معركة منتظرة سنخوضها بعون الله مستندين على قدرة قواتنا وذخيرة شعبنا من شماله الى جنوبه ودعم أصدقائنا وحلفائنا"، مبينا ان "محافظة نينوى ستشهد معركة الفصل والفيصل بين عدالة قضية العراق وعدوان وظلم الدواعش، تحت شعار قادمون يا نينوى".
وبين العبيدي، إن "المؤسسة العسكرية استطاعت ان تضع الجيش على عتبة مرحلة جديدة لإعادة الهيبة له وإدامة الثقة الشعبية فيه"، مبينا ان "قواتنا المسلحة تمكنت من اخذ زمام المبادرة من العدو الداعشي المرتد بزحف مظفر تسندنا فيه قوات الحشد الشعبي البطلة وأبناء العشائر الغيارى لتطهير مدن العراق التي دنسها الدواعش".
وأضاف العبيدي أن "مصلحة العراق ينبغي ان تكون حاضرة فوق كل اعتبار، ولا ولاء الا للعراق ولا استقواء الا به"، مشيرا الى انه "بهذه العناوين فقط يمكن اعانة الجيش على اداء مهامه وبدون ذلك وخلافه، لا تنتظروا أمنا ولا استقرارا ولا بلدا موحدا ولا شعبا متحابا".
العبادي يضع أكليلا من الزهور
ووضع رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، أمس الثلاثاء، اكليلاً من الزهور على نصب الجندي المجهول في بغداد.
واقيمت مراسم وضع الاكليل بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي بحضور الوزراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في العراق.
كما حضر العبادي، أمس، حفلا بمناسبة عيد الجيش العراقي وتخريج دورة عسكرية في منطقة الرستمية جنوبي بغداد.
معصوم: تدهور الجيش من تدهور السياسة
وتوالت التهاني بهذه المناسبة من مختلف المواقع، حيث قال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "العراقيين يستعيدون بفخر واعتزاز الكثير من المآثر البطولية التي خاضها الجيش ورجاله المخلصون من أجل الكرامة والحرية والاستقلال الوطني"، مؤكدا "الحاجة إلى مواصلة بناء الجيش والقوات المسلحة لتكون بمستوى التحديات الكبيرة التي تواجه الشعب والبلاد".
واشار رئيس الجمهورية إلى "أهمية ترسيخ الصفة المهنية للجيش وتحريره من أي انحياز وولاء سواء لفرد أو لحزب أو لجماعة معينة بل يكون ولاؤه لصالح الوطن"، مبديا أسفه "لاقتران تدهور الجيش بتدهور الحياة السياسية في البلاد وانحرافها نحو الدكتاتوريات التي سلبت الجيش الكثير من خصائصه المعروفة وحين جرى توريطه بحروب عبثية ومعارك خارجية وداخلية أنهكته وحطمت بناءه المتين الذي وضعه مؤسسوه الأوائل".
الجبوري: الجيش يواجه الأصعب
وفي هذه المناسبة أيضا، يؤكد رئيس البرلمان سليم الجبوري في كلمة متلفزة، أن الجيش العراقي يواجه مرحلة هي "الاصعب في تاريخه والأكثر حساسية في مسيرته" بعد سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة نينوى في العاشر من حزيران.
ودعا الجبوري، القوات المسلحة الى التمسك بالعقيدة العسكرية والابتعاد عن الانتماءات الفرعية، كما طالب السياسيين بتجنيب المؤسسة العسكرية كل صور التدخل والانحياز والميول لصالح أحزابهم وتكتلاتهم.
ويرى رئيس البرلمان ضرورة الاستفادة من كل خبرات الجيش العراقي التي "تم استبعادها او الزهد في قدراتها لفترة طويلة"، وشدد على إعادة النظر بكل هذه الإجراءات "حرصا على مستقبل العراق".