3.7 مليون متظاهر في باريس ومدن أخرى

«طريق الشعب»
قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، إن عدد المشاركين في المظاهرات ضد الإرهاب بلغ نحو 3.7 ملايين في كافة أنحاء فرنسا. وشارك قادة أكثر من 45 دولة، بينهم قادة عرب، واحتشد مئات الآلاف من الفرنسيين في باريس، في مسيرة حاشدة للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا الهجمات الأخيرة، والتنديد بالإرهاب.
هولاند: باريس عاصمة مكافحة الارهاب
فرانسوا هولاند، أنجيلا ميركل، العاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس وغيرهم شكلوا سلسلة رمزية وقادوا المسيرة الكبرى الى ميدان الجمهورية في العاصمة الفرنسية
عائلات ضحايا مأساة مجلة شارلي ايبدو وبعض العاملين الذين نجوا من الهجوم شاركوا في المسيرة وهم يذرفون الدموع حزنا على مقتل زملائهم.
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند حاول مواساتهم في لحظات كانت مؤثرة، وأكد أن باريس اليوم هي عاصمة مكافحة الإرهاب.
مواجهة الإرهاب بإستراتيجية
وأكد وزير الداخلية برنار كازنوف أن مظاهرة باريس لوحدها شهدت مشاركة 1.6 مليون متظاهر، فيما شهدت المدن الفرنسية الأخرى مشاركة 2.5 مليون شخص.
وقدرت وسائل إعلام فرنسية أعداد المشاركين في مسيرة باريس بمليون متظاهر، فيما عرفت المدن الفرنسية الأخرى مشاركة 350 ألف متظاهر.
وقال كازنوف إن "ظاهرة المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا ساعدت على انتشار الإرهاب وعلينا مواجهته بإستراتيجية".
وأكد كازنوف في اجتماع مع عدد من وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في باريس أن الدول الأعضاء ستشدد من مراقبتها للحدود كما سترفع درجة التأهب في مجال التعاون الأمني.
وأضاف كازنوف أن "مراقبة محلات بيع الأسلحة النارية ستتم بدرجة أكثر تشددا في المستقبل في دول الاتحاد الأوروبي".
وشدد وزير الداخلية الفرنسي على أهمية مراقبة شبكة الإنترنت التي استخدمت من طرف الإرهابيين في تنفيذ عدد من الهجمات، حسب قوله.
إجراءات أمنية مشددة
وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد اكدت أن الحكومة ستوظف كافة القدرات الأمنية بعد إنجاح مسيرة التضامن مع ضحايا الهجمات الإرهابية.
وقالت إنه "سيتم نشر5500 شرطي لتأمين المسيرة، بالإضافة إلى 1150 شرطيا سيؤمنون حراسة المرافق الحية في العاصمة باريس".
وأعلنت قيادة أركان الجيوش الفرنسية نشر مئات العسكريين الإضافيين في العاصمة والمنطقة الباريسية لتعزيز آلاف الشرطيين المنتشرين في إطار خطة مكافحة الإرهاب (فيجي بيرات) التي رفعت إلى الدرجة القصوى منذ الأربعاء الماضي.
ونظمت "مسيرة الجمهورية" وسط انتشار قناصة النخبة على سطوح البنايات ومراقبة وسائل النقل العام والمجاري.
وشهدت عدد من المدن الفرنسية السبت مسيرات مناهضة للإرهاب شارك فيها 700 ألف متظاهر وكان أضخمها في مدينة تولوز حيث خرج نحو من 100 ألف متظاهر.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان أن فرنسا ستنشر عشرة آلاف عسكري اعتباراً من الثلاثاء، لضمان أمن "النقاط الحساسة في البلاد" بعد اعتداءات باريس.
وقال في ختام اجتماع حول الأمن الداخلي عقد في قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "طلب من القوات المسلحة المشاركة في أمن النقاط الحساسة في البلاد"، مشيراً إلى "حجم التهديدات" التي لا تزال تواجهها فرنسا.
جون كيري يزور باريس بعد الهجمات
وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه سيزور باريس لاحقا هذا الاسبوع لإجراء محادثات مع القادة الفرنسيين بعد الهجمات الدامية التي نفذها اسلاميون الأسبوع الماضي.
وقال كيري للصحافيين خلال زيارة للهند "سوف أتوجه الى باريس الخميس وسأكون هناك الجمعة".
وأعرب كيري عن رغبته في "اظهار الرابط بين الولايات المتحدة وأقدم حلفائها" بعد الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية الاسبوع الماضي واوقعت 17 قتيلا بينهم 12 في الاعتداء على صحيفة شارلي ايبدو الساخرة، وقال كيري "ان العلاقة مع فرنسا ليست مرهونة بيوم او بلحظة خاصة".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في ولاية غوجارات على الساحل الغربي للهند "أنها علاقة متواصلة، تمد جذورها عميقا في القيم المشتركة وخصوصا الالتزام بحرية التعبير".