- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 24 كانون2/يناير 2015 19:58

تمر اليمن بأوقات عصيبة تعمها الفوضى والعنف والفراغ الحكومي، في حين يبقى المستقبل مجهولاً بشأن هذه الدولة التي تحطيها حدود دول الخليج
ويعيش الشارع اليمني حالة ترقب قبل عقد جلسة استثنائية للبرلمان المقررة اليوم الأحد، لمناقشة الاستقالة التي تقدم بها رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي، مع وصول نفوذ الحوثيين إلى مقرات تابعة للرئاسة.
واضطر هادي إلى تقديم استقالته الخميس الماضي، بعدما قاده الصراع مع الحوثيين إلى طريق مسدود، إذ سيطرت الجماعة المسلحة على صنعاء في أيلول الماضي، ثم مدت نفوذها إلى مدن عدة، حتى احتلت قبل أيام مقر إقامة هادي ذاته.
ورغم أن المادتين 115 و116 من الدستور اليمني تنظمان حالة الفراغ السياسي إذا تقدم الرئيس باستقالته، فإن المادتين غير قادرتين على إعادة الاستقرار إلى البلد الغارق في الفوضى منذ سنوات.
وتنص المادة 115 في الدستور اليمني على أنه في حال قدم رئيس البلاد استقالته، فإن تلك الاستقالة تخضع للتصويت في البرلمان، ولا تقبل إلا إذا حظيت بموافقة الأغلبية.
وإذا لم توافق الأغلبية عليها، وهو الأمر المتوقع خلال جلسة الغد، فإنه يتوجب على الرئيس إعادة تقديمها خلال 3 أشهر من رفضها في المرة الأولى.
وكانت مصادر يمنية أكدت بعيد تقديم هادي استقالته، أن البرلمان سيرفض استقالة هادي خلال الجلسة، المشكوك أصلا في انعقادها، إذ أن مبنى البرلمان لم يستثن من الخضوع لسيطرة المسلحين الحوثيين.
أما المادة 116 فمن شأنها أن تطيل أمد الفراغ السياسي في اليمن، حيث تنص على أنه في حال استقالة رئيس الجمهورية يؤول المنصب إلى نائب الرئيس، غير الموجود أصلا حاليا.
والحوثيون هم التحدي الأكبر للسلطات اليمنية الهشة، لكنه ليس التحدي الأوحد، إذ على الحكومة القضاء على مسلحي القاعدة المنتشرين في مساحات شاسعة جنوبي البلاد.
كما أن صنعاء مطالبة بتسوية المطالب الجنوبية بالانفصال عن البلاد، لاسيما بعد إعلان عدة محافظات جنوبية بالفعل عصيانها لأوامر العاصمة.
تشكيل أقاليم وعصيان ضد الدولة
وأعلن إقليم سبأ اليمني انفصاله عن الدولة المركزية اليمنية وانضمامه لإقليمي عدن وحضرموت، وتفيد مصادر يمنية، بتوجه إقليم الجند إلى اتخاذ موقف مشابه.
ويحدث هذا عقب إعلان قادة في الحراك الجنوبي انفصال اليمن الجنوبي ونشر قوات من اللجان الشعبية على الحدود السابقة بين شطري البلاد، احتجاجا على ممارسات الحركة الحوثية وسيطرتها على العاصمة صنعاء، الأمر الذي أدى الى استقالة الحكومة و الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وكان القيادي في الحراك الجنوبي ناصر النوبه قد أعلن انفصال جنوب اليمن عن الدولة المركزية اليمنية في صنعاء ليشكلا إقليمين هما إقليم عدن وإقليم حضرموت.
وجاءت هذه الخطوة احتجاجاً على ما وصفته قيادات في الحراك الجنوبي بانقلاب الحوثيين على الرئيس عبد ربه منصور هادي ومحاصرة الحوثيين للوزراء و مسؤولي الدولة في صنعاء ووضعهم قيد الإقامة الجبرية.
وكان وزير الداخلية اليمني السابق اللواء عبده حسين الترب قد دعا محافظي محافظات إقليمي الجنَد وسبأ لإعلان الانضمام إلى إقليمي المحافظات الجنوبية.
وإعتبر اللواء الترب أن إقليم آزال الذي يضم محافظات صعده وعمران وصنعاء وذمار يخضع حاليا لما وصفه "احتلال بقوة السلاح" .
كما دعا اللواء الترب لتشكيل مجلس عسكري خاص بأقاليم الجنوب وسبأ والجند برئاسة وزير الدفاع الحالي اللواء محمود الصبيحي.
اليمنيون يتظاهرون
و تظاهر آلاف اليمنيين في شوارع صنعاء أمس، في أكبر تجمع ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة في ايلول. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا تلبية لدعوة من حركة "رفض" التي اعلنت مؤخرا في عدد من المحافظات اليمنية ضد جماعة الحوثي "يسقط يسقط حكم الحوثي" و"حرية حرية نريد دولة مدنية".
وحاول عشرات من أنصار الحوثيين وقف التظاهرة مما أدى إلى مناوشات لفترة وجيزة قبل ان يغادروا المكان بعد تزايد عدد المشاركين في التجمع، حسبما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وتجمع المتظاهرون في ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء قبل ان يتوجهوا الى القصر الجمهوري في وسط صنعاء، بحسب منظمي التجمع.
والقصر هو مقر اقامة رئيس الوزراء خالد بحاح الذي غادر الأربعاء الى وجهة غير محددة. الا ان المتظاهرين عدلوا وجهتهم وساروا نحو مقر الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي للتعبير عن "رفضهم لاستقالته" بحسب المنظمين.
وطالب المتظاهرون هادي بـ"فرض سلطة الدولة" أمام الطوق الذي يفرضه الحوثيون على العاصمة.