الأرجنتين.. خفض للديون وإلغاء للخصخصة وتقدم في المكتسبات الاجتماعية

رشيد غويلب
بمناسبة افتتاح آخر دورة برلمانية في فترة رئاستها، عرضت رئيسة جمهورية الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر حصيلة ايجابية لسنوات حكمها. ووسط تصفيق عاصف من قبل اكثر من 400 الف من انصارها تجمعوا داخل وخارج القصر الرئاسي، تحدثت رئيسة البلاد، الاحد الفائت، لثلاث ساعات، مؤكدة ان النجاحات المتحققة، جاءت نتيجة لعودة الدور القوي والمبدع للدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وأشرت رئيسة البلاد اهم انجازات حكومتها المتمثلة في حل مشكلة الديون، بواسطة اعادة هيكلة الدين العام، التي ادت الى تخفيض عبء الديون، وجعل الودائع الدولية في البنك المركزي بحالة جيدة. وبهذا الخصوص قالت كيرشنر: " لن نقترض ديونا جديدة لكي نسدد ديونا سابقة، وانما للاستثمار في البنى التحتية، وليس لمضاعفة ثراء القطاع المالي العالمي". في اشارة منها للسنوات التي كانت فيها الحكومة الأرجنتينية غارقة في دوامة الديون، وواقعة تحت إملاءات صندوق النقد الدولي.
ان تحقيق مكتسبات اجتماعية، كان ممكنا فقط، من خلال تغيير السياسة الحكومية. وقدمت رئيسة الجمهورية معطيات ملموسة بشأن تقليص الفقر والبطالة ومعدل الوفيات بين الأطفال.وذكرت كذلك بتأمين التقاعد للجميع بموجب القانون، وان السنوات الماضية شهدت زيادة منتظمة للرواتب التقاعدية. وجرى كذلك رفع الحد الأدنى للاجور، ومعدل التقاعد في الارجنتين حاليا هو الاعلى في امريكا اللاتينية.
وهناك نجاحات اقتصادية، وهنا يمكن الاشارة الى الغاء خصخصة الخطوط الجوية الارجنتينية، وشركات النفط والطاقة، مما ادى الى زيادة واردات البلاد، و تزويد افضل بالطاقة. ان خصخصة شركة YPF النفطية ادى الى انقطاع في التيار الكهربائي، والى الحاجة لاستيراد الديزل. وأعلنت كيرشنر وسط موجة من التصفيق، عودة مؤسسات السكك الحديد مجددا الى الدولة بعد خصخصتها من قبل الليبراليين الجدد في عقد التسعينيات، وكانت مهددة بالاختفاء نتيجة للالغاء المتوالي للعديد من خطوطها. والانجاز المهم الآخر هو الاستمرار في تطوير الصناعة، التي يجب ان تكون صناعة منتجة، وتؤدي الى تخفيض الاستيراد، ولهذا يجب استمرار متابعة 300 مؤسسة صناعية قائمة. بالاضافة الى ذلك ارتفعت معدلات السياحة في الارجنتين، في السنوات الفائتة، بنسبة 30 في المائة، بما في ذلك السياحة المحلية، وهو تعبير عن ارتفاع دخل المواطنين في الارجنتين. وعموما شهدت البلاد توزيعا عادلا للدخل، وهذا ما أكده البنك الدولي ايضا.
ومن نجاحات الحكومة الاخرى تم التذكير بتوسيع قطاعي التعليم والصحة، فمقابل مؤسسات القطاع الخاص الموروثة من السنين الماضية، تقف اليوم جامعات ومستشفيات الدولة. وتلعب اليوم المؤسسات المالية للدولة دورا نشطا، حيث توفر قروضا ميسرة، ولتمويل شركات متوسطة وصغيرة. وينبغي ان تمنع بطاقة ائتمان حكومي استغلال "مصاصي الدماء" للمواطنين.
ورد على انتقادات المعارضة للاتفاقية مع الصين، اكدت كيرشنر، ان المانحين السابقين، مثل صندوق النقد الدولي، اجبروا الارجنتين على القيام بالخصخصة، وتقليص الخدمات الاجتماعية. والصين لا تتبع سياسة الاستعمار الجديد.
وعانت الأرجنتين في اعوام 2000/2001 من انهيار اقتصادي ومصرفي. وازدادت معدلات الفقر والبطالة نتيجة لذلك. ومن خلال إعادة التفاوض مع الدائنين، والتخلص من ديون صندوق النقد الدولي، تمكنت الحكومة من تنفيذ سياستها بلا شروط او معوقات.