كوبا تعزز علاقاتها مع فرنسا وايطاليا والفاتيكان

رشيد غويلب
وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الاثنين الفائت، في زيارة هي الأولى من نوعها ، الى العاصمة الكوبية هافانا، منذ انتصار الثورة الكوبية سنة 1959. وتأتي الزيارة بعد الانفراج الذي تشهده العلاقات الكوبية الأمريكية. وقد التقى الرئيس الفرنسي نظيره الرئيس الكوبي راؤول كاسترو وقائد الثورة فيدل كاسترو، وشارك في المفاوضات ممثلون عن مجالات الاقتصاد والكنيسة، والتعليم العالي.
وأكد الرئيس الفرنسي ان الجانبين اتفقا على تعزيز العلاقات بين البلدين، فيما شدد الرئيس الكوبي على الدور المهم الذي يمكن ان تلعبه فرنسا لتطوير العلاقات بين كوبا والإتحاد الأوربي.
وتجري منذ نيسان 2014 مفاوضات بين كوبا وبروكسل على خلفية تقارب الأولى مع الولايات المتحدة الأمريكية. ودعا هولاند إلى إنهاء الحصار الأمريكي على كوبا، وقال في كلمة له في جامعة هافانا،انه سيعمل كل ما في وسعه "لرفع الإجراءات التي اثرت بشكل سيء على تطور كوبا". ومنذ عام 1992 تصوت فرنسا في الأمم المتحدة لصالح رفع الحصار عن كوبا.
وفي المنتدى الأقتصادي دعا الضيف الفرنسي كوبا الى الانفتاح الاقتصادي: "يسعدنا ان نرى حلحة في الاجراءات الاقتصادية، وتمكين شركاتنا من الحصول على الموارد بحرية". متعهداً بان تكون فرنسا "الشريك الذي يعتمد عليه" لكوبا في تحديث بنائها الاقتصادي.
وأقرت كوبا في السنوات الأخيرة قانونا جديدا للاستثمار، وأنشأت في اطراف هافانا منطقة اقتصادية خاصة، ودعت المستثمرين الأجانب الى الاستثمار فيها، واعلن التلفزيون الكوبي بدء مجموعة من الشركات النفطية الفرنسية التنقيب في السواحل الكوبية.
وتضمن برنامج زيارة هولاند افتتاح المركز الثقافي الفرنسي في مركز المدينة القديمة في هافانا. بالإضافة الى ذلك وضع اكليل من الزهور على النصب التذكاري لبطل النضال التحرري خوزيه مارتي.
ويرى مراقبون ان زيارة الرئيس الفرنسي وجهت رسالة دعم للسياسة السلمية التي بدأ البيت الابيض بانتهاجها تجاه كوبا، وهي إشارة للكونغرس الأمريكي ان بلدانا مهمة في اوربا تدعم هذا النهج. وما عدا ذلك تبحث فرنسا عن دور ريادي في علاقات الاتحاد الاوربي مع كوبا، في وقت لا تزال فيه حكومة اليمين المحافظ في اسبانيا بعيدة عن نيل ثقة هافانا، والحكومة الألمانية هي الأخرى مترددة في الانفتاح على كوبا.
وتجدر الإشارة الى ان العلاقات الفرنسية الكوبية ذات تقاليد ايجابية منذ عهد الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول الذي دعا الى سياسة فرنسية مستقلة تجاه كوبا، وكان معروفا بموقفه السلبي تجاه الحصار الأمريكي الجائر ضد الجزيرة، إضافة الى العلاقات الثقافية القوية بين البلدين.
واستقبل قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو في منزله في هافانا الرئيس الفرنسي، في زيارة شخصية، أراد منها فيدل تقديم الشكر للرئيس الفرنسي على مواقف بلاده الايجابية من كويا. وخلال توديع الضيف الفرنسي اعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو ان العلاقات الدبلوماسية بين بلده والولايات المتحدة الأمريكية ستستأنف رسميا في نهاية ايار الحالي.
كاسترو في جولة أوربية
وسبقت زيارة الرئيس الفرنسي لهافانا جولة ناجحة للرئيس الكوبي راؤول كاسترو في أوروبا. وخلال ذلك شارك في مراسيم احتفالات الذكرى 70 للانتصار على الفاشية الألمانية التي جرت السبت الفائت في موسكو.
كذلك سافر إلى روما، والتقى مع رئيس الوزراء ماتيو رينزي، اكد كاسترو على العلاقات الجيدة بين كوبا و إيطاليا، وفي الواقع فأن الشركات الايطالية تعمل في كوبا منذ 1990، وخاصة في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، اذ تلعب إيطاليا حالياً دورا هاما جدا في المفاوضات الجارية مع الاتحاد الأوروبي.
وأعرب كاسترو عن أمله في أن المحادثات يمكن أن تكتمل بنجاح قبل نهاية هذا العام. وقال رينزي ان "ايطاليا تريد ان تكون بطل الرواية في هذا الفصل الجديد من التاريخ."وانها تريد النضال جنبا إلى جنب مع كوبا ضد الظلم والفقر".
ونالت الزيارة التي قام بها راؤول كاسترو الى الفاتيكان اهتماما خاصا ، وقد التقى خلالها البابا فرنسيس، وقال بعد اللقاء "لقد قرأت جميع خطابات البابا"، وسيقوم البابا المعروف بمواقفه المنفتحة بزيارة في ايلول المقبل الى كوبا، وستكون هذه ثالث زيارة لبابا الفاتيكان الى كوبا، بعد زيارة البابا باول الثاني في عام 1998 وزيارة البابا بنيدكت السادس عشر في عام 2012.