بسام محيي لأهالي "أبو دشير": المحاصصة وراء تلكؤ المسار السياسي في البلد

طريق الشعب
قال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق بسام محيي، ان التغيير الذي حدث في العراق عام 2003 بسقوط النظام المقبور عن طريق الحرب والاحتلال, وبناء العملية السياسية على أسس المحاصصة الطائفية والأثنية، وراء تلكؤ المسار السياسي والأزمات المتواصلة بمختلف انواعها واشكالها في البلد.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية جماهيرية عقدتها منظمة الكرخ للحزب الشيوعي العراقي في مقرها بمنطقة أبو دشير يوم الجمعة الماضية، وتحدث فيها الرفيق بسام محيي عن آخر تطورات الوضع السياسي في البلد، وعن ما خلص إليه اجتماع اللجنة المركزية للحزب المنعقد في 17 نيسان الماضي.
وبعد أن رحب مدير الندوة، سكرتير منظمة الحزب الرفيق رعد كامل بالحضور، تحدث الرفيق محيي عن الأزمات التي عصفت في البلد، وقال: "سبق لحزبنا الشيوعي ان حذر في مناسبات عديدة من الوضع وتداعياته, الا ان الاطراف المتنفذة لم تكترث لمصالح البلد والشعب, وكانت منشغلة بصراعاتها مع بعضها من اجل المزيد من المغانم والمصالح".
وأضاف قائلا: "شخّص حزبنا منذ البدء المنعطفات الخطيرة التي تنتظرها البلاد، والتي لا تحمد عقباها نتيجة سوء الادارة والاستئثار بالسلطة وتهميش الاخرين, وضعف اداء مؤسسات الدولة، وتنكر الحكومة لمطالب المواطنين في المناطق الغربية والشمالية، فضلا عن هشاشة الوضع الامني وضعف المنظومة العسكرية والامنية، وتفشي ظاهرة البطالة والفساد السياسي والمالي والاداري، وقلة الخدمات ومعاناة الجماهير المعيشية".
وتحدث عضو المكتب السياسي عن العلاقة المتشنجة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وبقية المحافظات, وعن حالة التوتر بين التشكيلات العسكرية وابناء المناطق الغربية والشمالية، والتآمر الداخلي المدعوم من قوى اقليمية ودولية.
وتابع الرفيق محيي قائلا: "بعد أحداث حزيران 2014 ، وتمدد داعش واحتلالها العديد من المحافظات، دخلت بلادنا مرحلة جديدة ومختلفة وبرزت الى الصدارة مهمة وطنية لا تقبل التأجيل، تتمثل في وقف توسع داعش وقهرها، ومباشرة معركة قد تطول لاقتلاع جذور الارهاب من وطننا, ولم تكن اسباب ذلك بعيدة عن تصورات حزبنا ما دام النظام المحاصصي الطائفي الاثني هو المتحكم بالعملية السياسية وما رافقها من استعصاء في العلاقة بين الكتل السياسية الحاكمة والمتنفذة، التي غلّبت مصالحها الخاصة على مصالح الوطن، تاركة البلد فريسة تنهشها قوى الإرهاب"وأعوانها".
وتطرق الرفيق محيي إلى الدور الذي لعبته منظمات الحزب الشيوعي في دعم القوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة بأشكال مختلفة، وقال: "تطوع رفاق كثيرون في العديد من اللجان المحلية للحزب، وتشكلت فصائل الانصار في كردستان والمناطق التي جرى احتلالها من قبل داعش، وسقط العديد من رفاقنا شهداء دفاعا عن الوطن"، مشيرا إلى ان منظمات الحزب أسهمت في تقديم الدعم للعائلات النازحة، ووفرت لها الكثير من احتياجاتها.
وشخص الرفيق محيي أهم مستلزمات الانتصار الحاسم على داعش، ومن بينها ضبط حركة الفصائل المسلحة، وعزل العناصر المسيئة والمثيرة للنعرات الطائفية، وان يكون عمل تلك الفصائل في سياق الخطة العامة للدولة والحكومة. كذلك الاسراع في تشريع قانون الحرس الوطني لتنظيم حركة المتطوعين التي فرضتها ظروف المعركة، واعتماد خطة متكاملة متعددة الجوانب سياسية واقتصادية واجتماعية واعلامية وثقافية ونفسية تنسق جهود الاطراف والجهات كافة، وتتصدرها قيادة موحدة وفقا للدستور، فضلا عن توظيف عناصر الدعم والاسناد الدوليين على نحو افضل وبحسب قرائات مجلس الامن. هذا وطرح عدد من الحضور أسئلة على الرفيق بسام محيي، الذي أجاب عنها بصورة ضافية.