دول أمريكية لا تينية تستقبل لاجئي الشرق الأوسط

رشيد غويلب
على رغم ان بلدان امريكا اللاتينية لا تتحمل اية مسؤولية اخلاقية او سياسية عن مأساة ملايين اللاجئين الفارين من جحيم الحروب والعنف والإستبداد، كما هو حال الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الرئيسيين في القارة الأوربية، المسؤولين الى درجة كبيرة عن من الدمار الذي تعيشه العديد من بلدان الشرق الأوسط والمنطقة العربية، والذي وصل خلال السنوات الأخيرة الى مديات مخيفة، ويعمل عدد من بلدان امريكا اللاتينية على استضافة مئات العوائل من اللاجئين السورين.
وقد شددت الحكومة التقدمية في الأرجنتين على أهمية وجود برنامج خاص لاستقبال لاجئي الحرب الأهلية السورية. وفي نفس الوقت صعدت حكومات أمريكا اللاتينية من انتقادها لتعامل الحكومات الأوروبية مع واحدة من أكبر الأزمات الدولية للاجئين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي اشارة منها الى صورة الطفل الغريق على السواحل التركية، نددت رئيسة جمهورية البرازيل ديلما روسيف بفشل البلدان الأوربية.
و في الأرجنتين بدأ العمل ، منذ العام الماضي، ببرنامج عنوانه الرسمي " "برنامج التأشيرات الإنسانية الخاص بالأجانب الذين تضرروا من النزاع في الجمهورية العربية السورية". وحسب تقارير وسائل اعلام امريكية لاتينية، فان البرنامج مفتوح للاجئي الحرب من سوريا، وكذلك لفلسطيني المنفى. وسيستمر العمل بالبرنامج بشكله الحالي حتى الحادي والعشرين من تشرين الأول المقبل، ويمنح بموجبه القادمون للأرجتين من مناطق الحرب والصراعات العنفية في الشرق الأوسط، الإقامة الدائمة بعد مرور ثلاث سنوات على تواجدهم في البلاد، اذا لم تكن هناك ?لفات جنائية ضدهم. وضمن الأسباب الموجبة لإقرار البرنامج ورد ما يلي: " توجد في الأرجتين جالية سورية ولبنانية كبيرة، تمتاز حياتها بالتنظيم الجيد، وتمتلك علاقات جيدة مع العديد من الإتحادات والمنظمات الإجتماعية، وبرهنت على جدية تضامنها مع ضحايا الصراع".وبهذا تتبع الأرجنتين مبادرة كل من الأورغواي والبرزيل اللتان استقبلتا، في الأشهر الأخيرة لاجئين من بلدان الحروب والأزمات في المنطقة العربية.
من جانبه اعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اول من امس الأثنين في اجتماع لمجلس الوزراء نقله التلفزيون المحلي مباشرة، انه كلف وزير الخارجية روديغيز بالعمل على استضافة 20 الف رجئ سوري، مشيرا الى وجود جالية سورية كبيرة في فنزويلا.
وقبل ايام اعلن وزير الخارجية التشيلي هيرالدو مونيوز ان حكومته تريد أن تدعم الجالية العربية في بلاده في جهودها لإستضافة لاجئي حرب سوريين.ونقلت الصحف التشيلية عن الوزير قوله: "ندرس هذه الإمكانية وحكومتنا قلقة جدا بشأن الوضع الإنساني للاجئين". وكخطوة اولى ستستضيف تشيلي 100 عائلة تقريبا.
وكانت البرازيل قد استقبلت يموجب برنامج مماثل 1700 لاجئ. وحصل 4 آلاف لاجئ اخرون، عبر طرق اخرى، على امكانية دخول أراضيها. وكانت رئيسة الجمهورية روسيف قد وجهت اتهامات خطيرة للبلدان الأوربية، بمناسبة حالات الغرق الجماعي بالقرب من سواحلها، وخصوصا مأساة عائلة الطفل الذي القت به الأمواج ميتا على الساحل: "لقد مات هذا الطفل ذو الثلاث سنوات لكونه غير مرحب به في اوربا. و لقي حتفه ، لأنه ترك وحيدا يواجه مصيره، ولأن الدول ألأوربية نصبت حواجز على حدودها تمنعه من دخول اراضيها".
واضافت الزعيمة اليسارية ان البرازيل منفتحة على الناس من جميع انحاء العالم، وشددت في الوقت نفسه على أن العيش المشترك في البرازيل كان دائما سلميا بين طيف متنوع من الجماعات العرقية والمهاجرين من جميع أنحاء العالم .