ناشطون: الإجراءات الحكومية لا تلامس جوهر الأزمة في النظام السياسي

طريق الشعب
أكد ناشطو التظاهرات، أمس الأحد، أن الدعوة إلى ضرب المفسدين واستعادة الاموال المنهوبة تعدُّ مطلباً في غاية الأهمية ويكاد يكون العصب الرئيس للعمل الإصلاحي اذا ما كانت الحكومة العراقية جادة في إصلاح النظام السياسي.
وفيما بينوا أن المتظاهرين لم يتلمسوا أي مسعى جدي من مجلس الوزراء للوقوف عند مطالب المتظاهرين والاستجابة لها، لفتوا إلى أن كل ما أتخذ من إجراءات حكومية لا يلامس جوهر الأزمة في النظام السياسي المطالبين بإصلاحه.
وذكر بيان أصدره ناشطو التظاهرات في بغداد، وتلقت "طريق الشعب" نسخة منه، أنه "بكل فخر واعتزاز وبعيون ملؤها السرور والبهجة، ننظر إلى جموع أبناء الشعب التي تحث الخطى نحو ساحة التحرير في بغداد وساحات التظاهر الأخرى في محافظاتنا العزيزة، ونحيي الروح الحيّة لهذه الجموع التي تجدد في كل يوم جمعة؛ المطالبة والدعوات التي انطلقت منذ أكثر من سبعة اسابيع لإصلاح النظام السياسي وتخليصه من داء المحاصصة الطائفية التي تسببت بإفشاء الفساد المالي والإداري الذي نخر أسس الدولة وجعلها عرضة للانهيار".
وأشار البيان إلى أن "هذه الجموع الخيّرة من ابناء الشعب العراقي آثرت التواصل في كل جمعة من أجل اطلاق الصوت عاليا والدعوة إلى ضرب المفسدين واستعادة الاموال المنهوبة، وهذا المطلب يعدُّ في غاية الأهمية ويكاد يكون العصب الرئيس للعمل الإصلاحي اذا ما كانت الحكومة العراقية جادة في إصلاح النظام السياسي"، لافتاً إلى أن المتظاهرين "لم يتلمسوا "أي مسعى جدي من مجلس الوزراء للوقوف عند مطالب المتظاهرين والاستجابة لها، فكل ما أتخذ من إجراءات حكومية، وإن كانت مهمة وضرورية، إلا أنها تبقى لا تلامس جوهر الأزمة في النظام السياسي الذي نطالب بإصلاحه".واشاد البيان بـ"الموقف الوطني للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، لما تبديه من مواقف داعمة للمتظاهرين متبنية لمطالبهم المشروعة والحرص الكبير على وحدة وسيادة العراق"، داعياً "الحكومة العراقية والقوى السياسية الى الاصغاء جيدا لدعوات الشعب والمرجعية الدينية، وألا تكون هذه القوى الممثلة بالحكومة منفصلة عن الواقع، ما قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد والدخول في سجال غير مثمر ولا منتج، سوى محاولة إبقاء الوضع على ما هو عليه بمواقف يغلفها العناد وعدم الإنصات لصوت الشعب وإرادته".
كما حيّا الناشطون "المواقف الخيرة التي تبديها الكثير من الفعاليات السياسية والمجتمعية، والتعاطي الإيجابي مع التظاهرات الحاشدة في بغداد والمحافظات العزيزة".
وأنتقد البيان "التعاطي السلبي من قبل الإعلام الممول من أموال الشعب العراقي، والمتمثل بشبكة الإعلام العراقية ومحاولة القائمين على هذه المؤسسة التقليل من شأن التظاهرات والمتظاهرين وتشويه حقيقة الحراك الشعبي المنادي بالإصلاح وتقوية الدولة من خلال تخليصها من الفساد والمفسدين".
وقال الناشطون في بيانهم "يحزننا أن نرى بعض القوى السياسية تحاول تشويه صورة المتظاهرين بأبشع الأوصاف وبالتهم الرخيصة التي تحدثت عن اتصالات يجريها عدد من الناشطين بسفارات أجنبية حصلوا من خلالها على تمويل. وندعو من اطلقها الى اثبات اتهاماته بوثائق تدين أي ناشط تورط بهذه الاتصالات، كما نؤكد أن إدانتنا هذه تأتي استكمالا لإدانات سابقة لاتصالات أجرتها بعض القوى السياسية مع سفارات أجنبية وعربية وفضحتها وثائق ويكليكس، في حين ننتظر الموقف الرسمي بحق مرتكبي هذه الاتصالات من قبل لجنة التحقيق التي شكلها مجلس النواب وغييبت نتائجها".
وأكد البيان أن "المتظاهرين في ساحة التحرير وبقية الساحات في المحافظات العزيزة، يثمنون الانتصارات البطولية للقوات المسلحة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، ونقف إجلالاً وإكباراً لتضحياتهم الكبيرة في الدفاع عن أرض العراق وطرد عصابات داعش الظلامية من مدن العراق الغالية، ونعاهدهم على أن نكون سنداً لهم في استحصال حقوقهم بالتسليح الجيد والدعم المعنوي واللوجستي لتحقيق النصر النهائي بطرد أعداء العراق والإنسانية".