- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 13 أيلول/سبتمبر 2015 20:28
طارق حسين
قال الرفيق رائد فهمي ان وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا مهما في لملمة شتات الوعي الجمعي المبعثر وجمعه في الحراك الجماهيري الذي تشهده العاصمة بغداد ومعظم المحافظات العراقية، وحولته من نطاقه الافتراضي، الذي ابتدأ بدعوات فردية سرعان ما نظمت نفسها في " كروبات - مجموعات" ثم انطلقت الى فضاء أكثر اتساعا يعرف بـ "ساحات الحرية".
جاء ذلك في ندوة بعنوان "وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها المجتمعي" اقامتها
الخميس الماضي، "الجمعية العراقية لدعم الثقافة" بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب.
أدار الندوة التي أقيمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، الأديب والناقد على الفواز الذي افتتح حديثه بالقول:
"نحن اليوم أمام امتحان عسير ..أما نكون، أو لا نكون.. هل نحن قادرون على إنتاج أمة على أساس حضاري؟ ام نرجع بها الى زمن الحروب الجاهلية؟ لا بد للمثقف من الاسهام في مسؤولية الخروج من الظلمة.. لقد انتهى زمن الأبراج العاجية، انها اللحظة التاريخية".
وتحدث الرفيق رائد فهمي عن البعد السياسي في منتج وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: "الكل يتفق على ان انطلاق التظاهرات جاء استجابة عفوية واسعة وغير متوقعة لدعوة اطلقتها مجموعة في الفيسبوك، وان فضل الدعوة يكمن في كونها اطلقت مبادرة حركت التذمر المتراكم لدى قطاعات واسعة من المجتمع نتيجة توالي الازمات وفشل سياسات المحاصصة الطائفية. وكان للفيسبوك دوره في الترويج للتظاهرات بين مستخدميه وجلهم من الشباب"."
وشدد الرفيق فهمي على أهمية استثمار وسائل التواصل لتعبئة الرأي العام ضد الفساد الذي بات يهدد كيان الدولة.
وتحدث في الندوة الشاعر علي وجيه، الذي ركز على البعد الثقافي في وسائل التواصل، وقال ان الفيسبوك قلب المعادلة الأدبية بدرجة 180 ، "فمن كنا ننظر اليهم باعتبارهم رموزا هلامية لا يمكن الوصول اليهم، أصبحوا اليوم في متناول جميع الحواس. فأنا علي وجيه (على سبيل المثال ) يمكنني الآن أن أتحدث مع صلاح نيازي أو فوزي كريم من دون تردد، أو الأطلاع على أحدث الكتب الصادرة في أمريكا وفرنسا وكل العالم، بمجرد ان اضع اصبعي على الكيبورد ، مثلما باستطاعتي أن أحشد المئات من أصدقائي للقيام بمبادرة تحض الآخرين على القراءة، أو أقو? بحملة تساهم في الترويج لكتاب ما".
ولفت وجيه الى اهتمام العراقيين بالفيسبوك أكثر من اهتمامهم بوسائل التواصل الأخرى.
وكان المتحدث الثالث في الندوة د. مؤيد السعدي، الخبير في تقنيات شبكات التواصل الاجتماعي، الذي ركز في حديثه على البعد السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي، مستشهدا بالمواقع الارهابية التي تنشط فيها عصابات الإرهاب وتوسع نفوذها وتجند الشباب للانخراط في صفوفها.
ونصح د. السعدي بعدم التعويل كثيرا على هذه الوسائل ، لا سيما وانها - كما قال - قد تغلق ذات يوم.
هذا وشهدت الندوة عددا من المداخلات التي دللت على تفاعل الحضور مع ما طرح فيها من رؤى وأفكار.