رضا الظاهر في نادي الكتاب بكربلاء يؤكد :الحراك الاحتجاجي حدث بفعل عوامل موضوعية

طريق الشعب
ضيّف نادي الكتاب في هذا الأسبوع الكاتب والإعلامي الأستاذ رضا الظاهر للحديث عن واحد من اهم المنعطفات التاريخية في التاريخ العراقي وهو الحراك المدني الذي بدأ في 31 تموز الماضي لينضم اليه مختلف شرائح المجتمع وكل اطيافه لإحداث تغيير في العملية السياسية واصلاحها، بعد أن عانت ولاتزال من العواقب الوخيمة لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية الذي يعد السبب الرئيس في الازمة الاجتماعية التي تعانيها البلاد.
مقدم الأمسية القاص والصحفي سلام القريني بيّن أن ما يدور اليوم في ساحات العراق يكشف بشكل جلي استعداد الانسان العراقي لمقاومة الظلم والاستبداد، واتباع مختلف الأساليب الكفاحية لنيل المطالب المشروعة.
الكاتب رضا الظاهر قسّم محاضرته الى قسمين رئيسين, في القسم الأول تحدث عن أسباب ومقدمات الحراك الذي قال عنه بأنه لم يكن وليد الصدفة انما حدث بفعل عوامل موضوعية وذاتية أهمها:
- الأزمات الناجمة عن نظام المحاصصة الطائفية والاثنية
- صراع القوى السياسية على النفوذ وعواقب هذا النفوذ
- دور الإرهاب في تأزيم الأوضاع
- تدهور الأوضاع الاقتصادية بالارتباط مع تعمق الأزمة السياسية
- تفاقم مشكلة الهجرة والمهجرين
واستذكر الظاهر الحراك الذي حدث عام 2011 والاحتجاجات المطلبية العمالية في عامي2013 و 2014، مشيراً الى أن العوامل والمقدمات المذكورة أدت الى التحركات الاحتجاجية في أجواء تعمق التوتر الاجتماعي والاحتقان السياسي.
وشخّص المحاضر السمات الأساسية للتظاهرات الجماهيرية، ملقياً الضوء على الطابع العفوي الذي كان سائداً في البداية والذي تقلص لاحقاً ارتباطاً بأشكال التنظيم المختلفة وأهمها التنسيقيات. وحذر الظاهر من الآثار السلبية للنزعة العدمية والمواقف المتطرفة والجزعة، مشيراً الى سلمية التظاهرات وواقعية شعاراتها، والمشاركة الشبابية الواسعة ودور النساء المتنامي، والتعامل الايجابي للأجهزة الأمنية بشكل عام رغم وجود بعض الاعاقات.
ونوه الظاهر بدعم المرجعية الدينية الذي يلعب دوراً مهماً في تصاعد الضغط الجماهيري واتخاذ الحكومة اجراءات اصلاحية مازال الناس ينتظرون تطبيقها ونتائجها الملموسة.
وتحدث المحاضر عن ردود الأفعال الايجابية والسلبية على الصعيد الداخلي وكذلك الخارجي، محذراً من نشاط القوى المعيقة المتضررة من الاصلاحات.
وطرح العديد من التساؤلات فيما يتعلق بقضايا عديدة بينها تأثير الحراك المدني في تنمية الوعي السياسي والاجتماعي، وتطوير آليات الاحتجاج، وآفاق استمرارية التظاهرات ...
وفي القسم الثاني تحدث الظاهر عن دور المثقفين المتعاظم في الحراك المدني، منوهاً بمشاركتهم المتسعة والفاعلة وارتباط هذه المشاركة بتعميق الوعي. وطرح عدداً من الأسئلة المتعلقة بدور المثقفين: ما موقف المثقف إزاء السلطة والنظام السياسي، والثقافة السائدة والوعي الزائف، وقيم التخلف وحقوق المرأة ... الخ من القضايا التي تشكل كوابح للمجتمع العراقي.
وإذ أكد الدور التنويري للمثقف تساءل عن مدى متابعته لحركة المجتمع، وتطويره لاتجاهات هذه الحركة، واسهامه في تحديد وجهة التطور الاجتماعي، وأشكال دعمه لقضية الاصلاح، وتواصل أجيال المثقفين والجسور التي تربطهم، فضلاً عن دور الدولة والمؤسسات الثقافية. وأكد على تجلي الطابع الاجتماعي للحراك، والهوية الوطنية للتظاهرات، مشيراً الى ميادين الاصلاح الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وملقياً الضوء الوجيز على موضوعة الاصلاح الثقافي.
كل هذه الأمور فتحت آفاقا لطرح جملة من المداخلات من جانب الحضور، وبينها مداخلات الباحث حسن عبيد عيسى والشاعر نوفل الصافي والشاعر ميثم العتابي والسيد عاصي دالي والأستاذ غانم عبد الواحد الجاسور والتشكيلي نعمة الدهش والحقوقي فاضل مناتي والباحث خليل الشافعي.