- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 08 أيار 2016 20:03
رشيد غويلب
استعدادا للانتخابات البرلمانية المبكرة، التي تقرر إجراؤها في 26 حزيران المقبل، نظم اليسار الأسباني المتحد، الذي يشكل الحزب الشيوعي الأسباني جزءاً اساسياً منه، استفتاء عاماً تمخض عن تأييد اكثرية من اعضاء الحزب ومناصريه للدخول في تحالف انتخابي مع حزب بودوموس (نحن قادرون) اليساري.
وحسب ما أعلنته قيادة اليسار المتحد فان 84,5 في المئة من المشاركين صوتوا للتحالف مع بودوموس وقوى اليسار الجذري الأخرى. وشارك في الاستفتاء 20 ألفا. ووعدت قيادة اليسار المتحد قواعدها بتنظيم استفتاء آخر على مضمون اتفاقية التحالف، وهو ما يجب التوصل اليه خلال هذه الأيام، حيث يعقد المجلس السياسي لليسار المتحد اجتماعه، لحسم مسألة إقرار التحالف، او دخول الانتخابات بقائمة منفردة. علماً ان مهلة تقديم القوائم الانتخابية تنتهي في الثالث عشر من ايار الحالي.
وخلال حفل الذكرى الأربعين لتأسيس جريدة "البايس" استقبل قائدا الحزبين بعضهما بالأحضان، في إشارة واضحة الى تقاربهما السياسي، والى قرب ولادة تحالف اليسار المنشود. وعبر البرتو غارثون المرشح الأول لليسار المتحد على موقعه في "تويتر" عن أمله في ان ينقل التحالف قوى اليسار من قوة قوية الى القوة الأقوى، وان هذا التحالف سيمثل فرصة لتغيير واقع البلاد.
ومن المعروف ان قيادة بودوموس كانت قد رفضت في الانتخابات الأخيرة الدخول مع اليسار المتحد بقائمة وطنية موحدة، وهو ما كان الأخير في حينه قد اقترحه. وقد أشاد بابلو اغليسياس رئيس حزب بودوموس، الخميس الفائت، بالمرونة التي يقود بها البرتو غارثون المرشح الرئيس لليسار المتحد المفاوضات الجارية بين الطرفين.
ومعلوم ان النظام الانتخابي في اسبانيا مصمم لخدمة الأحزاب والقوائم الكبيرة، ولهذا استطاع الحزب الاشتراكي (وسط) الحصول بعد الانتخابات الأخيرة على مقعدين أكثر من حزبي بودوموس واليسار المتحد، على الرغم من ان الحزبين حصلا على 900 ألف صوت أكثر من الاشتراكين. وواضح ان التوصل الى قائمة انتخابية موحدة بين حزبي اليسار الرئيسين وقواه الأخرى سيقلب المعادلة، ويحرم الاشتراكي من ادعاء حق قيادة اليسار.
من جانب آخر كانت مايتي مولا القيادية في الحزب الشيوعي الأسباني، ونائب رئيس حزب اليسار الأوربي، في كلمة لها في فعالية أقامها حزب اليسار الأوربي الخميس الفائت في مدينة ميونخ الألمانية، قد بشرت الحضور بقرب توصل بودوموس وحزب اليسار المتحد، ومجموعات يسارية أخرى الى تحالف مشترك.
وبهذا سيتحقق اهم شرط لتحقيق اغلبية برلمانية لتشكيل حكومة التغيير ذات التوجهات اليسارية. واضافت ان الوضع في اسبانيا معقد، فقد تم في انتخابات كانون الأول الفائت إنهاء نظام الحزبين، ولكن لم يتم تشكيل حكومة التغيير. والآن يمكن لتحالف قوى اليسار ان ينهي بالتعاون مع الأخرين السنوات الاسوأ التي عاشتها البلاد منذ نهاية دكتاتورية فرانكو، سنوات الجوع والهجوم على حقوق المرأة، والفقر. سنوات هجرة الشبيبة الى خارج البلاد، وسنوات الفساد الهائل. وان هذه الوحدة قريبة، وهي خطوة مهمة جدا لتنفيذ سياسة فاعلة.
وفي ختام كلمتها ذكرت القائدة الشيوعية ان ما يحدث الآن يأتي في الذكرى الثمانين لمشاركة الألوية الأممية في الدفاع عن الجمهورية الاسبانية ضد الفاشية في عام 1936، حين قدم آلاف من النساء والرجال حينها من 50 بلدا، ليؤكدوا ان الأممية هي السلاح الأمضى في مواجهة الإمبريالية. وهذه الخلاصة تتمتع اليوم باهمية قصوى، فاليوم ايضا يمكن مكافحة الراسمالية العالمية بواسطة التضامن الأممي بين الشعوب.
وتعطي استطلاعات الرأي تحالف اليسار المرتقب ما يتراوح بين 20,8 و 25,2 في المئة من الاصوات. وبهذا يمكنه ان يترك الحزب الإشتراكي خلفه.
ويبقى خارج تحالف اليسار "الحزب الشيوعي لشعوب اسبانيا" وهو حزب دوغمائي صغير حصل في الانتخابات السابقة على 0,12 في المئة. ويزعم الحزب، الذي يسير على خطى الحزب الشيوعي اليوناني، ان بودوموس واليسار المتحد "سيشكلان الحكومة التي يحتاجها الراسمال"!