تشير دراسات اليونسكو حول مستقبل التعليم في القرن الجديد : « ان نجاح الدور الانمائي للتعليم ,مرتبط بقدرته من صيغته التقليدية التي تركز على التلقين والكم المعرفي , الى صيغة جديدة. تمكن الافراد من التعلم الايجابي وتثير لديهم الرغبة في الاكتشاف العلمي , وتنمي قدراتهم على التحليل والبحث والمقارنة .»
لقد شهدت حياتنا مع دخولنا الالفية الثالثة نقلة نوعية متميزة متسارعة في المجال المعلوماتي والمعرفي , وفرض على المؤسسات التعليمية ضرورة مواكبة هذا التطور الهائل , وحولت اساليبها من التلقين الى الاساليب الحديثة لتساعد المتعلم على اكتساب كفايات التعلم التي تمكنه من قيام بدور ايجابي قادر على مواجهة الحياة باستخدام التفكير العلمي الناقد والمبدع . ومساعدته على استخدام تقنيات المعلومات وشبكاتها المتطورة. وقد ظهر ان للانشطة والمهارات التعليمية اهمية كبيرة في بناء شخصية المتعلم , واثراء معلوماته التي حصل عليها من معلمية ومن مضامين الكتب المدرسية .
فقد ركزت الكتب المدرسية والتقنيات الحديثة على الانشطة التي تتطلب من المتعلمين القيام باداء عمل معين . وان معظم الكتب والبرمجيات تضمنت انشطة متنوعة منها
أ- ما ينفذ داخل الغرفة الصفية ومنها خارجها .
ب- هناك العديد من الانشطة الموجهة للطلبة وفقا لطبيعة البيئة التي يعيشونها
ت- ومن هنا يقع على عاتق المعلمين الاهتمام بميول الطلبة وقدراتهم وتنميتها من خلال التركيز على استخدام خامات البيئة واختيار الانشطة المرغوب فيها .
مفهوم الانشطة التعليمية هي الممارسات التعليمية التعلمية التي يؤديها المتعلمون داخل المدرسة وخارجها , كجزء من عملية التعليم والتعلم تحت اشراف المعلم . القصد منها بناء الخبرات واكتساب المهارات في المجالات المعرفية , والنفس حركية , والوجدانية والاجتماعية .
وبمعنى اخر هي البرامج والانشطة التي تهتم بالمتعلم وتعني بما يبذله من جهود عقلية وبدنية عند ممارسته النشاطات التي تتفق مع قدراته وميولة واهتماماته , وهذا يساعد على تطوير الخبرات واكتساب العديد من المهارات التي تخدم النمو البدني والذهني ولمتطلبات تقدم المجتمع . انها البرامج والتمارين والتدريبات التي تهتم بالمتعلمين وبصقل مواهبهم وتنظيم جهودهم العقلية والبدنية في ممارسات تتناسب مع قدراتهم واهتمامتهم وميولهم . وتساعد على اثراء الخبرة واكتساب مهارات متعددة تطور نموهم وتحقق مطاليبهم .
ومن اجل ان يكون ماطرحناه واضحا نضع اركان المنهج مع رابعهم « الانشطة التعليمية « ونستخلص لكل منهم الاجابة على سؤال محدد وقصير وهو :
- الاهداف تجيب عن سؤال : لماذا نعلم ؟
- المحتوى يجيب عن سؤال ماذا نعلم ؟
- والتقويم يجيب عن سؤال ما نتيجة التعلم ؟
- الانشطة التعليمية تجيب عن سؤال كيفة نعلم ؟ وكيفة نتعلم ؟
وهنا يظهر لنا ان الانشطة التعليمية تكون ضمن اتجاهات التعليم الفعال وجودته .. اي انة نمط من التعليم يفعل دور المتعلم في عملية التعلم , فالمتعلم يكون مشاركا وباحثا على المعلومات بكل الوسائل .
والانشطة التعليمية هي نمط من التعليم يعتمد على النشاط الذاتي والمشاركة الايجابية للمتعلم الذي يقوم بالبحث وباستخدام نشاطات متعددة وعمليات علمية متنوعة مثل الملاحظة والقياس والاستنتاج ووضع الفروض وقراءة البيانات , وهذه كلها عوامل تساعد المتعلم في التوصل على المعلومات بنفسه وتحت اشراف المعلم وتوجيهه .
ويرى المربون ان الانشطة التعليمية ستمكن المتعلمين من ممارسة قدراتهم الذاتية الواعية ,ورفع مستوى ارادتهم وتعميق وعيهم وتوسيع طموحاتهم لحل مشكلات مجتمعهم وتطويره , وهذا يتطلب من المتعلمين ان يكونوا متمكنين من التحليل والبلورة والفهم وبذلك تحول الانشطة التعليمية عملية التعلم الى نوع من الشراكة بين المعلم والمتعلم ويؤدي بالتالي الى التغيير المطلوب ويحقق الاهداف المرسومة للمادة المعرفية والوجدانية والمهارية وتبني شخصية متوازنة للمتعلم.