أهالي مدينة الصدر الغاضبون يسيطرون على دوائرها / خضر الياس ناهض

شهدت مدينة الصدر يوم أمس، احتجاجات شعبية غاضبة نظمها أهالي ضحايا جريمة تفجير مجلس العزاء في المدينة قبل أيام، فيما شهدت مدينة الحويجة هجوماً إرهابياً على مجلسها المحلي. ويشهد العراق تدهوراً أمنيا كبيراً، تمثل في تزايد العمليات الإرهابية، وتصاعد نشاط المجاميع المسلحة والميليشاوية.
وأفادت مصادر امنية، أمس الأربعاء، بأن مواطنين غاضبين من مدينة الصدر سيطروا على بعض الدوائر الحكومية في المدينة، مطالبين بإعدام ثلاثة مشتبه بتورطهم بتفجير مجلس العزاء السبت الماضي.
وطرد المواطنون الغاضبون موظفي الدوائر التي اقتحموها وقاموا بإغلاقها، دون التلاعب بممتلكاتها، وغادروها بعد ساعات.
ويطالب المواطنون بإعدام ثلاثة اشخاص يشتبه بتورطهم بتفجير مجلس العزاء يوم السبت الماضي، ألقي القبض عليهم من قبل الأهالي، مساء أمس الأول.
وبينت المصادر أنه "بعد احتفاظ الفرقة 11 التابعة للجيش باثنين من المشتبه بهم، اندلعت اشتباكات بينها وبين المواطنين المطالبين بإعادة المشتبه بهم إليهم".
من جانبه، أكد غالب الزاملي، عضو مجلس محافظة بغداد، أمس الأربعاء، أن أهالي مدينة الصدر اعتمدوا على الطابع العشائري والـ"شعبية"، في إمساكهم بالمجرم الذي وضع عبوة ناسفة بجانب مجلس العزاء، وساعدهم في هذا ارتباك الجاني.
وقال الزاملي في تصريح لـ"طريق الشعب"، أمس الأربعاء، إن "مدينة الصدر يسودها الطابع الشعبي، وأن أفرادها يعرف بعضهم البعض، ما سهل لهم الامساك بالإرهابي الذي نفذّ تفجير مجلس عزاء مدينهة الصدر"، مبيّنا أن "الاستياء الشعبي الذي حصل من جراء التفجيرات الذي ضربت المدينة، انعكس سلبا على الشارع، كون من اعتصموا هم ذوي الشهداء والجرحى".
وأضاف أن "وفدا مكونا من محافظ بغداد علي التميمي وأعضاء مجلس المحافظة زاروا مدينتي الصدر والدورة، على خلفية التفجيرات التي طالت مجالس العزاء في كلتا المنطقتين"، مشيرا إلى أن "ما تعرضت اليه مدينة الصدر يعتبر هجمة إرهابية شرسة راح ضحيتها 168 شهيدا وأكثر من 250 جريحا في قطاع واحد".
ولفت إلى أن "المعتصمين أكدوا انهم لم ينهوا اعتصامهم الا بعدما يتم إعدام الجناة في مكان التفجير"، مستدركا بالقول إن "المواطنين فقدوا الثقة بالأجهزة الأمنية والقضاء، ما دفعهم إلى قطع الطرق".
وبيّن أن "اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد كونت غرفة عمليات لمتابعة الأحداث الأخيرة ولمناقشة الأوضاع ومعالجتها".
ووعدت وزارة الداخلية، يوم أمس الأربعاء، أبناء مدينة الصدر بإنزال أقصى العقوبات بمفجري مجلس العزاء، مؤكدة أنها تؤيد مطالبهم الخاصة بهذا الشأن.
وقال المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن في تصريح صحفي إن "خروج أبناء مدينة الصدر بوقفة احتجاجية جاء كرد فعل على الفيديو الذي تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي"، مؤكداً أن "الوزارة تؤيد مطالبهم بالقصاص من المنفذين".
وأضاف معن أن "التحقيقات مستمرة مع المعتقلين وسيتم إنزال أقصى العقوبات بالمنفذين عند استكمال التحقيق"، مشيراً إلى أن "الفيديو غير رسمي وسيتم التأكد منه بعد استكمال التحقيقات".

هجوم إرهابي في الحويجة

إلى ذلك، أعلنت دائرة صحة محافظة كركوك أمس، أن حصيلة الهجوم على مجلس قضاء الحويجة انتهت عند 13 قتيلاً و23 جريحاً.
وانفجرت قبل ظهر أمس الاربعاء، سيارتان مفخختان، امام مبنى مديرية شرطة قضاء الحويجة جنوب محافظة كركوك، كما سقطت عدة قذائف هاون، تلى ذلك هجوم مسلح نفذه مجهولون على مبنى المديرية، بحسب مصدر في شرطة الاقضية والنواحي في كركوك. وذكر قائد الفرقة 12 من الجيش العراقي في محافظة كركوك محمد خلف عقب الهجوم ، أن الوضع الامني في قضاء الحويجة تحت السيطرة .
وأوضح أن "قواتنا تمكنت من قتل 3 من المهاجمين والاستيلاء على 4 بنادق كلاشنكوف وعدد من الرمانات اليدوية"، مضيفا أن "الوضع في الحويجة تحت السيطرة"، من دون ذكر تفاصيل اخرى.