الصدر يشدد على مواصلة التظاهرات السلمية ويهدد بمقاطعة الانتخابات في حال بقاء قانونها والمفوضية الحالية

طريق الشعب
دعا زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، العراقيين الى عدم التصويت "للفاسدين" في الانتخابات المقبلة، وفيما هدد بمقاطعة تلك الانتخابات في حال بقاء مفوضية الانتخابات وقانونها دون تغيير، شدد على استمرار "ثورة الإصلاح السلمية" للقضاء على الفساد.
وفي حين كشف الصدر عن تلقيه تهديدات بالقتل، اتهم المتحدث باسمه جهات داخلية وخارجية قال انه يعرفها وراء التهديدات بتصفيته، بينما تظاهر المئات امس السبت، امام منزل الصدر، استنكارا لـ"محاولات اغتياله".
تهديد بالمقاطعة
وقال الصدر في كلمه له أمام المتظاهرين في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد صباح الجمعة، وتابعتها "طريق الشعب"، إن "كل محب للوطن يجب ان لا يعطي صوته الثمين للفاسدين في الانتخابات المقبلة فصوته هو من ينقذ الوطن"، مشيراً الى أن "استمرار التظاهرات يعني زوالهم (الفاسدين) شلع قلع من خلال تغيير أُسُسهم التي من خلالها وصلوا الى سدة الحكم والتي أعني بها مفوضية الانتخابات".
وأضاف الصدر، "يجب إعطاء تلك الأصوات الى الخيرين فقط ومن يتحلى بالوطنية بعيدا عن الطائفية، بالاضافة الى ضرورة ان لا ينتمي الى احزاب قد اقتسمت الكعكة"، لافتاً الى أنهم "سيحاولون (الاحزاب التي اقتسمت الكعكة) العودة الى بناء امجادهم من جديد الا اني اثق بالله عز وجل وبكم".
وأوصى الصدر المتظاهرين قائلاً، "يجب أن تقفوا وقفة رجل واحد لتهبوا اصواتكم ليس لي ولا الى من ينتمي لي بل لكل كفوء ومحب للوطن وانا بانتظار وقفتكم الأخيرة هذه وثورتكم من خلال صناديق الاقتراع التي يجب ان تكون بايادي مستقلة"، مهدداً بالقول، أن "بقاء المفوضية وقانونها ذلك يعني سنقاطع الانتخابات والخيار للشعب ليس لي او لغيري".
ودعا الصدر الجماهير، بـ "مساندة الجيش والقوات الأمنية ولكي تكون هي ماسكة للأرض لا غيرها سواء القوات الأجنبية او غيرها"، مؤكداً "سنبقى معهم في سوح الجهاد".
التهديد بالقتل
وذكر الصدر في كلمته، "ما قدمناه سوية ليس إلا قطرة في بحر العراق الذي يستحق التضحية بالغالي والنفيس"، معتبرا أن "خير العبادة حب الوطن".
وأردف "أيها الشعب العراقي العظيم لم تهزكم عاصفة الإرهاب ولا مخمصة الجوع والفقر وما زلتم شامخين ولم تركعوا إلا لله"، مؤكدا بالقول "كنا وما زلنا نحيا من أجلكم وفي خدمتكم ولم نحيد أبدا مهما حاول المفسدون ومهما تآمر المتآمرون ومهما كاد الأعداء".
وقال الصدر، "لسنا ممن يخافون من التهديد بالقتل أو الموت كما دأب الكثير منهم بإيصال رسائل التهديد ولم يرقبوا فينا إلا إحدى الحسنيين"، مشيرا الى أن "الرسائل باتت واضحة وجلية إن نجحوا في قتلي أو اغتيالي أسألكم الفاتحة والدعاء".
وتابع الصدر، "ثورة الإصلاح بكل تفاصيلها وتظاهراتها أثمرت أمرا مهما جدا، وهو اننا زرعنا حب الوطن وبغض الفساد مهما كان انتماؤه أو عقيدته، تلك البذرة التي أقضت مضجع الفاسدين، فهم ممن صنعتهم المناصب وارتفعوا بجمع الاموال وزرع الخوف في قلوب الناس ولا بد لتلك البذرة أن تسقى بماء معين لتكبر".
استمرار التظاهرات
وشدد الصدر قائلا، "أوصيكم باستمرار الثورة الإصلاحية بلا كلل ولا ملل إن نجحوا باغتيالي والمحافظة على سلمية المظاهرات، سلمية والى النهاية"، مشدداً على أنه "لن يرضى بتحولها الى غير ذلك".
وأضاف الصدر، أن "الخيمة الخضراء كانت بداية نهايتهم ودخول الشعب الى المنطقة كان كذلك، لا نريد ان نكون سببا بإرجاع العراق الى نقطة الصفر"، مشيرا الى أن "أغلب السياسيين الفاسدين لن يعودوا بالفساد فحسب بل صار اغلبهم أصحاب مال وسلاح وسيحاولون إخضاعكم كالسجين بين يدي الجلاد ولن نركع إلا لله".
وحذر الصدر، "سيحاولون بكل ما أوتوا من قوة الاستمرار بالحروب وبعضهم لن يكتفي بتحرير الموصل بل يزج بكم في معارك هنا وهناك لتنفيذ مخططهم الدولي وكونوا على حذر وحافظوا على الوطن ولا تفرطوا به".
وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد، الجمعة، تظاهرة كبيرة دعا إليها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، التي شارك فيها للمطالبة بإجراء الإصلاحات والقضاء على الفساد والفاسدين.
وكان الصدر دعا في وقت سابق الى تظاهرة مليونية، مشيراً الى انه سيشارك في تلك التظاهرة ويلقي كلمة له أمام المتظاهرين، للمطالبة بإجراء الإصلاحات والقضاء على الفساد والفاسدين.
من يقف وراء التهديدات؟
من جهته، قال المتحدث باسم السيد الصدر، جعفر الموسوي، امس، في تصريح نشره موقع الهيئة السياسية للتيار الصدري، واطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر حمل راية الاصلاح وأعلن عن وقوفه في وجه الفاشلين والفاسدين الذين اغرقوا البلاد بالأزمات"، مبيناً ان "ذلك الامر دفع المنتفعين من الوضع الحالي إلى إطلاق تهديداتهم بتصفية الزعيم العراقي لتصديه لعمليات الفساد وكشف الفاسدين ورفع راية الاصلاح الشامل بجميع مفاصل الدولة والإصلاح السياسي من خلال تغيير مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات المجحف للشعب".
وأضاف الموسوي، "اننا على اطلاع ببعض تفاصيل التهديدات الجدية بالقتل التي وصل بعضها الينا وهي من أطراف داخلية وخارجية"، لافتاً إلى انه "يعرف الجهات التي تقف خلف تلك التهديدات ومن يريد ان يسير بالبلد الى الهاوية".
وتابع الموسوي، أن "الفاسدين ارادوا ان يكون الزعيم العراقي بعيداً عن الجماهير إلا انه اثبت عدم اهتمامه بالتهديدات وأكد وقوفه مع الشعب لتحقيق الاصلاح"، داعياً الحكومة والبرلمان الى "الخضوع لصوت الشعب ابتداء من تغيير المفوضية وقانون الانتخابات المجحف".
واوضح المتحدث الرسمي باسم زعيم التيار الصدري، ان "من يرفع راية الاصلاح سوف لن يروق للكثير من الفاسدين في الحكومة ومجلس النواب خصوصاً وانه ضرب الفاشلين الذين اصبحوا يدافعون عن مصالحهم الشخصية عبر قتل ابناء الشعب العراقي"، مشددا على ان "الكتل السياسية التي تدعي وقوفها مع الاصلاح، عليها التخلي عن مصالحها الحزبية وتلبية وتقديم المصالح العليا للبلاد".
واكد الموسوي، ان "المظاهرات ستستمر حتى تحقيق المطالب المشروعة"، لافتا الى "ضرورة تحقيق الاصلاح الشامل من اجل إنهاء مأساة الشعب العراقي والقضاء على الادارة الفاشلة واصلاح ما يمكن اصلاحه".
تظاهرة امام منزل الصدر
تظاهر المئات من شيوخ عشائر وشخصيات ومواطنين من اتباع التيار الصدري، صباح امس السبت، امام منزل زعيم التيار في منطقة الحنانة بمحافظة النجف الاشرف استنكارا لمحاولات اغتياله التي تحدث عنها في ساحة التحرير.
واكد المتظاهرون عزمهم على حماية الصدر بأرواحهم ان تطلب الامر والاعتصام امام منزله ان طلب هو ذلك
الصدر يشدد على مواصلة التظاهرات السلمية ويهدد بمقاطعة الانتخابات في حال بقاء قانونها والمفوضية الحالية