عقد البرلمان الأوروبي "جناح اليسار" جلسة استماع داخل مبنى البرلمان ببروكسل يوم الأربعاء 16 أكتوبر حضرها 25 حزبا من جميع الدول الأوروبية وممثلين لبعض الأحزاب اليسارية في الدول العربية ، القى خلالها الرفيق معتز الحفناوي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري كلمة فيا يلي نصها:
في البداية .. اسمحوا لي أن أشكر باسم الحزب الشيوعي المصري واسمي السادة أعضاء البرلمان الأوربي على هذه الدعوة الكريمة ولحسن الضيافة, وأود أن ألخص لكم ما يحدث في مصر منذ 30 يونيو الماضي وحتى الآن. إن هذه الموجة الثورية الثانية لثورة 25 يناير 2011 وخروج الملايين من المصريين إلى الميادين العامة بالمدن والقرى لإسقاط حكم الإخوان المسلمين وحلفائهم من الرجعيين الدينيين، هذا الفعل الثوري أثبت بما لا يدع مجالا للشك الإدانة الشعبية والسياسية لهذا البرنامج السياسي الإرهابي، ولدور الولايات المتحدة الأمريكية وحكومات الاتحاد الأوربي المساندة له ولقياداته ضد مصالح الشعب المصري، حيث دعمت قوى الثورة المضادة التي سرقت الثورة المصرية في يناير 2011 وأقامت سلطة عميلة للإمبريالية بهدف تحقيق مخططاتها الخاصة بإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بما عرف باسم الشرق الأوسط الجديد.. وذلك بتقويض أسس الدول العربية وتفكيك جيوشها الوطنية وخلق ما سمي بالفوضى ألخلاقة كما حدث في ليبيا واليمن.. ومحاولاتهم في سوريا الآن. وهي مخططات معادية لمصالح الشعوب العربية التي تسعى إلى التحرر من التبعية والفساد وتحقيق تنمية شاملة بالإمكانيات النفطية المهولة وبتكامل سياسي واقتصادي عربي يمكن شعوبنا من مواجهة مخططات أمريكا وعملائها البارزين مثل تركيا وقطر، واللذين نشروا الأكاذيب والشائعات حول الموجة الثورية وقياداتها، وتمويل الأعمال الإرهابية والأنشطة الهدامة لقوى اليمين الديني المتخلف.
وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي مرت بنا والهجوم الضاري الذي شنه الإمبرياليون وعملاؤهم المحليين علينا لم يظهر الموقف المتميز الواضح من قوى اليسار والقوى الديمقراطية الأوربية والذي كنا نتوقعه لمساندة قوى الثورة المصرية في موجتها الثورية الثانية في 30 يونيو والذي ستكون له تبعات ثورية وديمقراطيه على مصر والمنطقة العربية بأسرها بل ومنطقة الشرق الأوسط وامتدادها الأوربي.. إننا ما زلنا ننادي ونطالب القوى الديمقراطية في العالم وعلي رأسها اليسار الأوربي لدعم ومساندة الشعب المصري ليحقق انتصاره الحاسم وينجح في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها لتحقيق أهداف ثورته وبناء مصر المدنية الديمقراطية الحديثة.
لقد كان نظام اليمين الديني الفاشي الذي قاده الإخوان المسلمون ومعهم الكثير من القوى الدينية الرجعية خطراّ حقيقيا على مصر والمنطقة العربية والعالم بشكل عام، وعلى شعوب أوربا بشكل خاص، لما تعانيه من وجود أعضاء هذه الجماعات على أرضها في هجرة شرعية أو غير شرعية، وممارساتهم الإرهابية التي راح ضحيتها المئات من الأوربيين.
ورغم نجاح جماهيرنا بمساندة قواتنا المسلحة التي انحازت لها في توجيه ضربة قاصمة للنظام الديني وإقصاء قادته عن السلطة إلا أنهم ما زالوا، من خلال بقاياهم، يمارسون الإرهاب من خلال التفجيرات والقتل وإحداث الفوضى ومنع عودة الإنتاج لتعطيل تعافي اقتصادنا وعودته لتحقيق التنمية التي ننشدها. ونلاحظ بوضوح استماتة القوى الإمبريالية العالمية في دعمهم ومساندة الدعوة إلى مشاركتهم في الحياة السياسية للمرحلة القادمة، هذا الدور المشبوه الذي يقوم به مبعوثون دوليون من أمثال السيدة / كاترين أشتون وجون ماكين وغيرهما. بينما يطالب حزبنا مع قوى الثورة المصرية باعتبار الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي وقوى السلفية الجهادية منظمات إرهابية عالمياّ يجب ملاحقتها وتقديمها للمحاكمة في جرائمهم ضد الإنسانية، وهو ما صدر به حكم من القضاء المصري مؤخراً.
إن نجاح الطبقات الشعبية من قوى الثورة في الانتصار للمرة الثانية في أقل من ثلاث سنوات على قوى اليمين بأوجهه الفاسدة والدينية العميلة سوف يعيد التوازن المفقود إلى الصراع في المنطقة ويضع اللبنة الأولى لإقامة أنظمة ديمقراطية شعبية تحقق مطالب الشعوب العربية وشعوب الشرق الأوسط كلها ويسقط نهائياّ مخطط الإمبريالية في تقسيم البلاد العربية إلى دويلات ضعيفة وتدمير جيوشها لتنعم إسرائيل وتسيطر على المنطقة كلها. لكن المخطط سقط والآثار الايجابية بدأت في سوريا، وينتظر أن تتسارع خلال المرحلة المقبلة ليتمكن شعب سوريا في تحقيق أهدافه من خلال الحل السياسي وطرد كل المرتزقة الأجانب من الأراضي السورية، ومنع أي محاولات للتدخل العسكري ضدها.
السيدات والسادة
إننا في الحزب الشيوعي المصري نعمل ضمن التحالف الديمقراطي الثوري - القوى الاشتراكية والذي يعتبر عضواً نشطاً في جبهة الإنقاذ الوطني مع القوى الليبرالية الوطنية ومنظمات الشباب الثوري المصري مثل حركة تمرد وتنسيقية شباب 30 يونيو وشباب جبهة الإنقاذ رافعين أهدافاً محددة لاستكمال الثورة.
1- استكمال إسقاط المشروع اليميني الإسلامي في مصر والقضاء على كل مؤسساته وتقديم قادته الذين حرضوا على الإرهاب وتلوثت أياديهم بدماء المصريين والقضاء التام على كل بؤر الإرهاب في سيناء وباقي البؤر الصغيرة في بعض قرى مصر.
2- تكوين قيادة موحده من أحزاب اليسار وتنظيماته لتخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وتتمكن من تحقيق نتائج إيجابيه تمثل تأثير اليسار في المجتمع المصري وتشارك القوى الوطنية في تقديم شخصية وطنية ذات كفاءة يلتف حولها أغلب الشعب المصري في انتخابات الرئاسة القادمة في مواجهة مرشحين محتملين من قوى الثورة المضادة.
استكمال كتابة دستور مصر الثورة واستفتاء الشعب عليه يحقق المطالب الرئيسية في العدالة الاجتماعية وتمكين قوى العمال والفلاحين من تحقيق أحلامهم ورفع مستواهم اقتصاديا واجتماعيا، ويلغي شبهة الدولة الدينية ويمنع قيام دولة بوليسية أو عسكرية.. دولة تقود منطقتها العربية، وتؤثر في تنمية الشرق الأوسط وإخلائه من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وتساعد على تقدم ورخاء دول القارة الأفريقية وتشارك بقوة في تحقيق السلام العالمي.
إن ما حدث بالأمس القريب في احتفال الشعب بذكرى النصر في أكتوبر ومحاولة الإرهابيين لسرقة فرحة الشعب المصري لهو أكبر دليل على مدى فشلهم السياسي وبعدهم عن أي احتمال للنجاح البرلماني.
إن الثورة وقد حققت نجاحات كثيرة، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات كبيرة وخطيرة. وإننا نثق في مساندة كل قوى الديمقراطية والتقدم في العالم وتدعيم ثورتنا، وبالأخص في دول الاتحاد الأوروبي.