نعم للبديل / د . إبراهيم إسماعيل

كي يبدد الحيرة التي أتعبته وهو يفاضل بين مرشحي الإنتخابات النيابية، طلب الشاعر مساعدة صديق ! قلت له : لست أدري ، لكني سأخبرك بالاشتراطات التي إحتكمتُ اليها حتى أطمأن قلبي و اخترت !
ففي التماثل الممل حد الفجيعة ، الذي رأيته في غابة الصور و الشعارات ويافطات الدعاية ، اشترطت أن أمنح صوتي للأيادي البيضاء ، تلك التي لم تسفك دماً ، و لم " تحوسم " مالاً ، ولم تدنُ مما إكتنز في بيت المال أو مما أغدقه الجيران والأخوة الأعداء من عطايا !
أشترطت أن أمنح صوتي لمن يريد أن أن يعيد للهوية الوطنية ألقها، ويمهد ساحة للحوار الوطني، بديلاً عن الريبة والقلق و التشّظي . لمن يريد أن ينّحي الحجب والقمع والعبودية وإستلاب العقل ومشاعر التعصب والجمود والعزلة ، و يستبدلها بثقافة التحديث والتغيير. لمن يريد أن يحرر الأديان من سدنتها المزيفين، ويعيد لها دورها التاريخي كداعية أعلى لقيم الحرية والعدالة، وللكفاح ضد كل ما ينتهكهما من قهر وظلم وإستغلال.
وفي بلد يعيش نصف سكانه عند أو تحت مستوى الفقر، ويفتقد 60 بالمئة من ناسه للرعاية الصحية، و 50 بالمئة للسكن المريح ، 25 بالمئة للماء الصالح للشرب و 75 بالمئة لخدمة الصرف الصحي و 65 بالمئة للخدمات البلدية، في بلد تكاد تفقد فيه المرأة آدميتها، سأمنح صوتي لمن يؤمن فعلاً لا إدعاءً بمساواتها مع الرجل، لمن يدرك إن لا ديمقراطية حقيقية بدون عدالة اجتماعية، لمن يعيد للعراقيين حقوقهم بثروات وطنهم عبر إعادة منصفة لتوزيع تلك الثروات.
سأمنح صوتي لمن يتصدى لمساعي تقييد الفكر والإبداع وتهميش المثقفين والمبدعين والهيمنة على المؤسسات الثقافية وتفريغ فكرة اعلام الدولة المستقل من محتواها الديمقراطي . لمن يريد أن تتلاحم الأكف لتؤسس على التنوع ، غدٍ يكون فيه جمعنا إختياراً لا إمتثالاً.
لهذا كله، سأصّوت لقائمة التحالف المدني الديمقراطي (232) ، كي يستعيد العراق بهاءه المفتقد، وُيستبدل الأسى الذي أثقل أرواحنا، بمذاق الغبطة النابضة وبالمقدرة على إجتراح المستحيل، كي نحيل سماواتنا الهرمة ومدننا المصطبغة بالدم الى متكئ ظليل.
سأصّوت لقائمة التحالف المدني الديمقراطي، لأنها حقاً بديل لكل ما نعيشه من خراب!