شعوبنا العربية ستخرج من بئركم مهما عمقتموه/ حيدر سعيد

سياسة الفوضى والارتجال والكيل بمكيالين التي تتبعها الادارة الامريكية كسياسة جديدة اعتمدتها خارجيا ، مجربة اياها على منطقتنا العربية ، مهدت الطريق امام قوى الإرهاب والظلام ان تنفذ مشروعها الفكري الموجه ضد الشعوب وحقها بالحياة والحرية ، يدفعها في فاشيتها وغلوها في سفك دماء الابرياء ، الدعم والمساندة الذي تتلقاها من جهات غربية وعربية ، وهذا ما نراه في سوريا والعراق بشكل خاص ، حيث دأبت تلك الادارات وبعض الانظمة العربية والاقليمية على تقديم السلاح والمال ،معتبرة تلك القوى الارهابية ( داعش ، وجبهة النصرة )قوى معارضة !للنظام في سوريا منطلقة من مبدئها القديم الجديد ( التعاون مع الشيطان ) من اجل مصالحها !!( نقول ان المعارضة الحقيقية للأنظمة المتسلطة هي التي تحركها الارادة الوطنية منطلقة من الجماهير الشعبية) . هيأت هذه الإدارات بالإضافة الى امدادات السلاح المتطور والذي يتجاوز في حداثته السلاح الذي تملكه الحكومات، هيأت الارضية الدعائية واللوجستية والتشجيع للانخراط في صفوف الإرهابيين، تحت غطاء محاربة النظام السوري ، مغدقة الهبات والاموال عليهم . متسترة على ذلك حتى الامس القريب لتأتي اليوم لتعترف به و بأرقام مخيفة تقدر بآلاف المرتزقة، فأين كانت هذه الإدارات الغربية وبعض الإدارات العربية و الإقليمية من هذا ؟!! هذا السؤال سيجيب عليه المستقبل .

هذا التشجيع دفع مجاميع ارهابية سبق لها ان مارست الارهاب في افغانستان ومناطق اخرى ان تلتحق بهذه القوى الفاشية في سوريا ثم العراق وكانت النتيجة تدمير سوريا والعراق شعبا وارضا واحلال الخراب فيهما وايقاف عجلة الاقتصاد والاعمار ونشر الفوضى والعنف .

وبعد ان سارت الاوضاع في هاتين الدولتين بالاتجاه الذي يصعب التحكم به من قبل الادارات الإدارات الغربية وبعض الانظمة العربية والاقليمية الداعمة للإرهابيين لاحقاً. دفع حفاري ( البئر ) !! في سوريا والعراق ،الذي يرمى به ابناء الشعبين الابرياء بعد تقطيع اوصالهم حقداً وتشفياً ليقولوا لأسيادهم اننا سائرون في تحقيق ما اردتم !! . دفع هؤلاء ان يراجعوا سياستهم المبنية على الفوضى ، لا حبأ حباً بشعوب هذه المنطقة ، وانما وجدوا ان المجاميع المتطرفة الفاشية التي تطوعت من بلدانهم ( امريكا وفرنسا وبريطانيا ) لدعم داعش وجبهة النصرة الفاشيتين ، بعد تسهيل مهامهم بالسفر الى سوريا والعراق، بدعم مادي من العربية السعودية وقطر وتركيا .

قد يعودون الى اوطانهم وهم مشبعين بالأفكار التدميرية الفاشية ليقوموا بالعمليات الإراهبية هناك !! اضافة الى الضغوط الجماهيرية على القرارات السياسية في بلدانهم وما شكلته من قوة للحد من ذهاب المتطوعين الإرهابيين الى البلدان ( سوريا ، العراق ) ، ولذر الرماد بالعيون راحت الإدارات الغربية والعربية المقصودة ، تنعت اصدقاء الامس ( جبهة النصرة ) ّ! بالارهابين بعد ان كانوا معارضين للنظام السوري !! ، وذهبت هذه الإدارات ابعد بوضع هذه الجبهة على لائحة المنظمات الارهابية !! وهذه ليست المرة التي تنعت الادارة الامريكية بعض المنظمات بالإرهابية ومن ثم بالمعارضة والعكس صحيح!!!

اما داعش الارهابية فلم يأتي الوقت لأمر في نفس الادارة الأمريكية والغربية وحلفائها في المنطقة ، الذين يريدون للعراق وطنا ضعيفاً تعم الفوضى والخراب كل اجزائه ، يسهل افتراسه ، وهذا ما تجيب عليه مساعدات العراق ، وخاصة الحصول على السلاح المتطور ،و محاولة التضييق على نظامه بالحصول على السلاح من جهات اخرى ( لاانطيك ولا اخلي رحمة الله تجيك ) . !!

تبقى المنظمات الارهابية خطراً يهدد الشعوب جميعها مما يتطلب تضامناً دولياً شعبياً لايقاف لإيقاف مخاطره ، ويبقى من يحفر بئراً للشعوب مهما اخذ وقت تعميقه ، سينهض من وضع فيه يوما بوجه حافريه، وهذا الشعب المصري قد اوصل رسالته الى من احتضن القيادات الارهابية الإرهابية تحت واجهات اسلامية ( الاخوان المسلمين ) . وبدا العملية الديمقراطية من خلال الانتخابات الاخيرة والتي حدد المصريون طريقهم فيها الى بناء دولتهم ، دولة العدالة الاجتماعية والسلم الاجتماعي والحرية والاستقلال الحقيقي ، اما هؤلاء الذين رفعوا شعارات الاسلام سياسياً فقد عزلهم الشعب المصري وعرى نهجهم التدميري ، واثبت انه شعب يستحق الحياة لايقبل بغيرالمشروع الوطني طريقا يرسم مستقبله ويكرم شهداءه ، اما اعداء الشعب المصري على اختلاف صنوفهم فان مزبلة التاريخ مكانهم الطبيعي .