- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الخميس, 05 شباط/فبراير 2015 17:57

عاد داعش من جديد ليظهر لنا، احد وجوهه القبيحة، وبعد مسلسل تبادل الرهائن والذي كتب السيناريو له مسبقا اسدل الستار على مفاوضاته مع الاردن وقبلها مع اليابان بصور وشريط تظهر قتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا وباسلوب ابتكره التنظيم اذهل العالم لوحشيته بوصفه جريمة لا تقل عن مستوى الجرائم الانسانية، ومبرره في ذلك فتوى لابن تيمية والذي يعد المرجع الاول للسلفية والذي يقول (من غرضنا غرضناه ومن حرقنا حرقناه) وهذا ما استنكرته جهات دينية اسلامية عديدة كالازهر الذي استهجن فتواهم هذه وعدها باطلة وان الحرق حرام حتى للحيوان. وكان التنظيم قد اطلق تهديده على لسان رهينته الياباني الصحفي غوتو في انهم ما عادوا يطلبون المال لإنقاذ حياته، ولكنهم يريدون الإفراج عن "أختهم" الريشاوي وامهلوا الحكومة الاردنية 24 ساعة لانقاذ حياة الكساسبة. وساجدة الريشاوي الارهابية العراقية المدانة بعملية تفجير فنادق الاردن عام 2005 والمحكوم عليها بالاعدام تم التداول في تحريرها مؤخرا وسط صمت عراقي، وقد شككت الحكومة الاردنية بمضمون هذا التهديد الذي لايقدم دليلا واضحا على حقيقته، لكن ضغوط عائلة الطيار الاردني اضافة الى اتهامات من نواب اردنيين بعدم جدية الحكومة في هذه المفاوضات، دفع الاردن الى قبول هذا التبادل بشرط تقديم تنظيم داعش دليل واضح على ان الطيار لايزال على قيد الحياة، الا ان داعش لم يقدم دليله ولم يفعل حتى لو اراد فهو لا يملكه بالأساس، وهو الامر الذي كانت تدركه الحكومة الاردنية او على الاقل لديها شكوك فيه، فبعد اعلان خبر قتل الكساسبة حرقا اعلنت الحكومة الاردنية ان الكساسبة اعدم في الثالث من كانون الثاني اي بعد عشرة ايام على اسره.
ان هذا الاعلان يؤكد ان عمان كانت على دراية به ولم تشأ الاعلان عنه، وقد سبق ان تم حظر الشريط الذي يظهر فيه الرهينة الياباني في مواقع شبكة الانترنيت في الاردن، وفي ذات الحين كان زعماء القبائل يخوضون مفاوضات مع داعش لتحديد شروطه في عملية التبادل هذه، وكما يبدو ان تغير موقف داعش في خفض سقف مطالبه الى الاكتفاء بالريشاوي عزز هذه الشكوك لدى عمان. وكما يبدو جليا ان داعش كان ومنذ البدء ينتج سيناريو اراد منه زعزعة الداخل الاردني بتحميل الحكومة مسؤولية مقتل معاذ الكساسبة بعد ان تماهلت ولم تلتزم المهلة التي حددها لها التنظيم، مما لاشك فيه ان داعش لم يكن ينوي الافراج عن الرهينة الاردني، وقد استغل داعش اسره لعدة مارب خبيثة لعله نجح في تحقيقها منها اشعال فتنة وخلاف داخل الاردن حول جدوى مشاركة الاردن في التحالف الدولى لمحاربة الارهاب وما حدث من حرق لمؤسسات حكومية في مسقط راس الطيار الاردني بعد يوم من اعلان قتله ياتي في هذا الاطار ولكن بالمقابل اكد الاردن على تعزيز مشاركته في التحالف الدولي ضد داعش متوعدا "برد مزلزل" بعد ان اعدم الريشاوي والكربولي.
كما ان لداعش غاية اخرى اراد منها الاستمرار في نهج الرعب والذي اعتمده ومنذ البدء بنمطية جديدة تثير الخوف والرهبة يحفظ فيها ماء وجهه بعد انكساره في كوباني وقد نشهد في الايام القادمة حوادث مماثلة وباساليب اخرى اكثر وحشيه ولم نعتدها منه.