بغداد – طريق الشعب
احتفل المسيحيون في العاصمة بغداد، أمس الاحد، بعيد القيامة، مؤكدين انه عيد يبشر بالحياة بالرغم من المآسي التي يمر بها العراق.
وفيما دعوا الى "عدم هجرة العراق" والتمسك به، اعرب السفير الاماراتي في العراق عبد الله ابراهيم عن امله بان يتحقق الامن والاستقرار في العراق ليعم جميع الطوائف دون استثناء.
وقال ولي كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك البسنيور قاشخ لوكالة "المدى برس" على هامش احتفال كنسية مار يوسف الكائنة في منطقة المنصور، غربي بغداد، إن "هذا العيد يبشرنا بالحياة، والجميع يبحث عن هذه الحياة رغم المآسي التي تمر بنا لكن ما زال الرجاء والأمل فينا وهذا ما تعلمناه من المسيح ان نكون أحياء من اجل الآخرين في الخدمة والعطاء ونعطي السلام، كما هي في القرآن الكريم والإنجيل السلام عليكم".
واضاف قاشخ "سأنتهز هذا اليوم من اجل ان أصلي لان تكون انتخاباتنا العراقية المقبلة انتخابات حرة يتواجد فيها الأكفاء لخدمة بلدنا العزيز"، مشيرا إلى أن "زيارة ممثل زعيم المجلس الأعلى الاسلامي عمار الحكيم وحضور السفير الإماراتي ووفد من وزارة الثقافة والهلال الاحمر يعطي اموراً عدة باننا نتناسى القوميات سنّة وشيعة ومسيح، وصابئة وغيرها من القوميات وان نتذكر شيئا واحدا، وهو عراقيتنا ووطننا"، داعيا جميع المسيحيين في العراق إلى "التمسك بالعراق وعدم الهجرة لاننا ابناء هذا البلد الغالي". من جانبه، قال ممثل مكتب رئيس ال?جلس الأعلى الاسلامي احسان الحكيم لوكالة نفسها، "تعودنا دائما ان نحضر هذه المناسبات الدينية المهمة لنعطي رسالة التعايش في هذا البلد، الذي يحمل مجموعة كبيرة وألوانا منوعة من المذاهب المختلفة التي تمثل باقة الورد العراقية" ، لافتا الى انهم "يزوروننا ونزورهم ونتواصل ويتواصلون معنا لأننا تحت سقف وطن واحد واسم واحد هو العراق".
وتابع الحكيم "هذا الوطن يحتاج لسواعد جميع ابنائه من اجل ان ننهض وإيصال سفينته الى بر الامان".
بدوره، قال السفير الإماراتي الشيخ عبد الله ابراهيم، لوكالة "المدى برس"، إن "هذا الجمع الطيب بحد ذاته ومن مختلف المذاهب يعطي انطباعا مريحا وبالخصوص للمواطن العراقي والألفة لكل هذه الأديان والمذاهب هي المطلوبة الآن"، مبينا ان "التقارب بين الأديان امر مطلوب ونحن اليوم سعدنا بلقائنا مع إخوتنا العراقيين من المسيح والمسلمين الذين حضروا احتفالات عيد القيامة"، متمنيا أن "يتحقق الأمن والأمان لجميع العراقيين من دون استثناء طائفة معينة".
ويبدأ المسيحيون الشرقيون التحضير لعيد القيامة بالصوم الكبير، يليه الأحد الذي يسمى بأسبوع الشعانين، والذي ينتهي بسبت لعازر الذي يشارف زمن الصوم الكبير على الانتهاء بحلوله، وبعد سبت لعازر يأتي أحد الشعانين، الاسبوع المقدس أسبوع الآلام ويتوقف الصوم بعد الاحتفال الكنسي "اللتورجي"، ويلي عيد القيامة أسبوع النور أسبوع الحواريين.
اما المسيحيون الرومان الكاثوليك واللوثريين والانجليكان فيحتفلون بقيامة المسيح في ليلة سبت النور في أهم احتفالية كنسية من السنة كلها، تبدأ في الظلام وحول لهب النار الفصحية المقدسة، حيث يتم إيقاد شمعة كبيرة تدل على قيامة المسيح وتنشد الترانيم ثم تقرأ أجزاء من العهد القديم من الكتاب المقدس، كقراءة قصة الخلق وتضحية اسحق، وعبور البحر الأحمر والتنبؤ بقدوم المسيح، تتبعها تلاوة ترنيم الهليلويا وقراءة إنجيل القيامة.