هل تنجح الادارة التعليمية من دون كفاءة وخبرة؟ / نعمة عبد اللطيف

يحدد مفهوم الإدارة التعليمية، بأنه مجموعة من العمليات المتشابكة، التي تتكامل فيما بينها، سواء في داخل المنظمات التعليمية، أو فيما بينها . وهذا التكامل يهدف إلى تحقيق الأهداف التربوية المقررة . وبهذا المعنى تكون الإدارة التعليمية وسيلة وليست غاية، وتعرف الإدارة بشكل عام بأنها القدرة على الانجاز، ولهذا تستخدم الإمكانات المتاحة من اجل تحقيق الأهداف التربوية .
كذلك يمكن ان تعرف الإدارة التعليمية، من خلال الوظائف والفعاليات والأنشطة التي تقوم بها، في عمليات التخطيط والتنظيم والتوجيه والتنفيذ والرقابة والمتابعة والتمويل.
ويمكن ان ننظر الى الإدارة التعليمية، من خلال العمليات الإجرائية التي تسير فيها. فنقول ان الإدارة التعليمية تعني تحديد الأهداف. ثم يأتي بعدها تحديد الوسائل التي تحقق الأهداف. وبعدها نصل إلى الخطوة الثالثة، وهي اختيار الأشخاص الذين يقومون بالإعمال المناسبة لتحقيق الأهداف وهذه كلها، كما يراها وليد احمد سعيد في كتابه الإدارة التعليمية :"ينظمها إطار عام من العلاقات التنظيمية التي تحكمها وتوجهها وتنسق بينها."
والعوامل التي تساعد على انجاح الإدارة التعليمية عديدة ومتنوعة وأهمها المتعلقة بالمهارات الإدارية، التي تعني بها إدارة العمل بسرعة ودقة فائقة ومتطورة. وتمتاز المهارة بأنها مكتسبة من خلال خيرات الإنسان وتجاربه وممارساته، وهذا هو نمو المهارة باستمرار خلال سنوات العمل. ويتفق دارسو الادارة على تصنيفها الى ثلاثة أنواع من المهارات هي :
أولا: المهارات التصويرية :- هي مدى كفاءة رجل الإدارة التعليمية في ابتكار الأفكار والإحساس بالمشكلات التي تواجهه، والقدرة على الوصول الى الحلول الناجحة وبالسرعة الممكنة.
أهمية المهارات التصويرية :-
1- ضرورية لمساعدة رجل الإدارة التعليمية في النجاح في تخطيط العمل وتوجيهه الوجهة الصحيحة.
2- تساعد على ترتيب الأوليات، وتوقع مايمكن حدوثه في المستقبل.
3- مراقبة الإحداث، لتقليل المخاطر والخسارة، او تحقيق الفائدة المرجوة. ويستخدم رجل الإعمال هذه المهارات في ممارساته اليومية. وفي بعض المنظمات المتقدمة تقدم برامج خاصة لتنمية مهارات الإدارات التعليمية. وتعتبر المهارات التصويرية أهم المهارات اللازمة لرجل الإدارة التعليمية. وبنفس الوقت أصعب المهارات في تعلمها واكتسابها.
ثانيا المهارات الفنية :-هي مجموعة الأساليب والطرق التي يستخدمها رجل الإدارة التعليمية في معالجة المشاكل التي تعترضه في عمله. وتتطلب قدرا ضروريا من المعلومات والأصول العلمية والفنية ولهذا فالإدارة التعليمية بحاجة الى الأمور الآتية :-
1- تخطيط العملية التعليمية ورسم السياسة العامة.
2- إعداد الميزانية وتقدير الكلفة.
3- وضع نظام جديد للاتصالات والعلاقات العامة، وتنظيم الاجتماعات، وكتابة التقارير. 4- وضع أسس اختيار العاملين، وتحديد الاختصاصات.
5-وفي مجال الإشراف الفني بالذات يحتاج الأمر الى ان يوضع نظام للبحوث التربوية والتجديد التربوي وتطوير العملية التربوية.
ضرورة تطوير المهارات الفنية لرجل الإدارة التعليمية :- ان تنمية المهارات الفنية لدى رجل الإدارة التعليمية مسؤولية مشتركة بينة وبين المؤسسة التعليمية. فعلى رجل الإدارة التعليمية ان يعمل باستمرار على تنمية المهارات الفنية لدية، بتعميق الجانب العلمي للعملية الإدارية لديه، وتنمية مهاراته المعرفية والإدارية بصورة مستمرة بالتدريب الذاتي والنمو المهني الذاتي. وبنفس الوقت من الضروري ان تضع السلطات التعليمية البرامج الفعالة لتطوير رجال الإدارة التعليمية على النمو المهني بالتدريب إثناء الخدمة.
ثالثا :- المهارات الإنسانية :- تتعلق المهارة الإنسانية، بطريقة تعامل رجل الإدارة التعليمية مع الآخرين بنجاح، فيجعلهم يتعاونون معه، ويخلصون في عملهم، ويضاعف قدراتهم على الإنتاج.
وإضافة لذلك فالمهارات الإنسانية تتضمن كفاءة رجل الإدارة التعليمية في التعرف على متطلبات العمل مع الناس إفرادا ومجاميع.
وتتصف المهارات الإنسانية الجيدة بالمواصفات الآتية :-
1- احترام شخصيات الآخرين، وتشكيل دافع قوي لهم للعمل بحماس ونشاط وإرادة.
2- تنمية الروح المعنوية الجماعية، وتحقيق الرضا النفسي عندهم، وتوليد الثقة والاحترام المتبادلين بينهم، وتوحيدهم في أسرة متحابة واحدة.
3- والمهارة الإنسانية ضرورية للعمل في كل المنظمات وبجميع مستوياتها. وهي ملحة للعمل بالإدارة التعليمية نظرا للتنوع الكبير بالنسبة للإفراد الذين يتعامل معهم.
الطريقة الناجحة لاختيار الإدارة التعليمية :-
1- يستحسن ان يتم اختيار رجال الإدارة التعليمية من بين المبدعين والكفوئين الذين مارسوا التعليم في مرافقه المتعددة ومستوياته المختلفة من المعلمين او المدرسين او المشرفين، او مدراء المدارس، ممن يمتلكون خبرات عالية في جميع جوانب العملية التربوية التعليمية.
2- ومن الأشخاص الذين يمتلكون روحا وطنية عالية، وشعورا رفيعا بالمسؤولية تجاه وطنهم وشعبهم، وممن ينظرون الى كل العراقيين كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، يجب ان يعمل التعليم بجميع مستوياته وتنوعاته، ويطور قدراتهم وطاقاتهم ويعدهم الإعداد المتكامل ليجعلهم عناصر فعالة قادرة على المساهمة في قيادة وطنهم نحو التقدم والرفاة. وعلى نشر السلام والأمن والمحبة والتآخي بين أبناء شعبهم وفي ربوع وطنهم.
3- من الأشخاص النشطين المندفعين ذاتيا لإعداد النشء الإعداد السليم الذي يجعل منهم قادة المستقبل، ويحقق قول المربي الفرنسي الجليل بول لاتجفان :" الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن."
4- من الأشخاص المؤمنين بضرورة التغيير والتجديد واهميتة بالنسبة لما يجري من حولنا في الإلف الثالثة من تطورات متسارعة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وللضرورات التي يتطلبها مجتمعنا في مجالات النمو والتقدم.فهم يملكون كفاءات علمية تشخيصية في تحديد احتياجات الواقع، يندفعون في إحداث التغييرات المطلوبة وينجزون المهمات المناطة بالتغيير او التجديد بلا تردد.
5- وأصحاب الخبرات بخبراتهم وإمكاناتهم وإدراكهم لمهمات التغيير او التجديد يحددون المهمات التي ستواجهم ويشخصون الاختصاصات المطلوبة الملائمة لها.وبذلك يرسمون الخطط الخاصة بالتغيير والتجديد المطلوب، ويهيئون مستلزماته بوعي وإدراك عميقين يضعانه على طريق النجاح. ويجعلون وطنهم بانتظار السمو والرفعة، وشعبهم بانتظار التقدم والرفاة. وأخيرا الا يحق لنا، ان نقول بعدما قدمناه، اننا قد وصلنا الى حقيقة ساطعة وهي ان الإداري التعليمي بدون كفاءات وخبرات ادارية في مجال التعليم، هو إنسان عاجز ومشلول، إمام أداء مهماته الإدارية. والسبب يرجع الى طبيعة العملية التعليمية والتي تجعل التعليم مختلفا عن كثير من الإعمال. اما اذا تسلح الإداري التعليمي بالخبرات الشخصية، والكفاءات فيمكننا ان نقول لقد وضعنا الشخص المناسب في مكانه المناسب.