ما بين قمة لندن واستحالة الحلم في بلد المستحيل !/ سهاد ناجي

تلاشى حلم الطالبة «زينب محمد حيدر» ذات الخمسة عشر ربيعا في قضاء تلعفر، بعد ان فقدت ساقيها بشظايا صاروخ اختار بيت اهلها مكانا لاستقراره، كما اصيبت والدتها بساقيها وقتلت اختها الصغيرة، كما ان هول الصدمة افقد اخيها النطق. الانكى من ذلك انها كانت تستعد لتأدية امتحاناتها بتفاؤل كي تقترب من حلمها وتصبح طبيبة.
رغم المنا العميق بضياع حلم الطفلة زينب، لكننا لا نستغرب الامر ، لأننا نعيش في بلد المستحيل- فالحروب تحصد الآلاف لتخلف وراءها جيوشا من الارامل و اليتامى، و كان من ضمن المستحيلات حين راهن البعض استحالة زوال النظام الدكتاتوري بعد 35 عاما من الحكم، كذلك استحالة وأد الفتنة الطائفية التي استعر اوراها في 2006 -2007 لكن اللحمة الوطنية لابناء الشعب حققت المستحيل، كما راهن البعض على استحالة نجاح العملية الديمقراطية الانتخابية التي سعت القوى الارهابية افشالها بزيادة وتيرة العنف والتفجيرات في المدن الآمنة .
لقد تفاءلنا خيرا كـ «نساء» بانعقاد قمة دولية في العاصمة البريطانية لندن، يوم 10 حزيران الجاري بعنوان «مكافحة العنف ضد المرأة في مناطق الصراع « والتي من ابرز اهدافها تحطيم ثقافة الافلات من العقاب لجرائم الاغتصاب والعنف الجنسي التي ترتكب خلال الحروب والنزاعات عبر اطلاق بروتوكل دولي يوثق الانتهاكات والعنف في مناطق الصراع، إضافة إلى اخذ خطوات عملية لحماية النساء بما فيها تدريب الجنود في قوات حفظ السلام، وزيادة الدعم للناجين ونشطاء حقوق الإنسان، وتحقيق تغيير جوهري في السلوك تجاه قضية معترف بوجودها عالميا.
جاءت القمة بمبادرة بريطانية،ودعم من الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي، كما شارك فيها اكثر من مئة دولة، اضافة الى مئات الخبراء، المراقبون، القادة الدينيون، ممثلو منظمات المجتمع المدني، المنظمات الدولية. ومؤسسات عسكرية وقضائية وغيرهم ، حتى اعتبر الحدث الاكبر من نوعه على الاطلاق حول هذه القضية خلال عقود مضت.
الهدف من انعقاد القمة نبيل حقا، ولا غبار عليه ، بل نتضامن مع قوانين تشرع لصالح المرأة ، لا حصرا على مناطق الصراع وان كانت خاصية المكان والزمان تعطي اولوية للموضوع دون غيره.
انا اتساءل كيف سيضمن المبادرون للمشروع بمثول مرتكبي الجرائم امام القضاء؟
اعذروا تطفلي وتساؤلاتي فيما يخص شأن بلدي العراق وبخاصة الاحداث الاخيرة الجارية والمعارك الدائرة بين الجماعات المسلحة «داعش» وغيرها والقوات المسلحة العراقية.
اذ نقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان روبرت كولفيل قوله إن « أربع نساء انتحرن بعد تعرضهن للاغتصاب بعدما اجتاح متشددون إسلاميون مدينة الموصل العراقية»
وتناقلت وكالات الاخبار المحلية عن قيام الجماعات المسلحة « داعش» بقتل النساء والاطفال في كركوك ، وقاموا بتعليق جثة امراة ثلاثة ايام على احدة اعمدة الكهرباء بعد قتلها في قرية بشير جنوب كركوك، وقتل اربع مسيحيات في مدينة الموصل بسبب عدم الانصياع للاوامر وارتداء الحجاب الاسلامي والقائمة تطول في الايام القادمة.
فهل تتمكن قمة لندن من تحقيق الحلم لزينب واعادة الامل لنساء مناطق الصراع ببلد آمن؟ وهل ان استحالة الحلم، يجعله امرا مستحيلا؟