مواطنو الموصل: تعبنا من رؤية "الأجانب".. ومنظمات دولية قلقة على النازحين

بغداد – طريق الشعب
قال مواطنون من الموصل، امس السبت، إن الوضع بالمدينة بات أشبه بالمقبرة، مؤكدين أن المدينة اصبحت تفتقر للخدمات مثل الكهرباء والماء، فيما ابدوا تذمرهم من رؤية الأجانب والعرب الذين "يتبخترون" بالمدينة وكأنها "إرثاً لأجدادهم" في اشارة الى مسلحي داعش.
وأوضح المواطن عمر نذير من أهالي الموصل، وفقا لما نقلته وكالة "الغد برس"، "لم اكن اتوقع حتى بالأحلام ان أرى بالموصل هذه الوجوه القذرة التي ملأت مدينتنا الجميلة بالرعب"، متسائلا "من وراء هؤلاء وما الذي يريدونه ومن الذين يدعمونهم وإذا كانوا يسمون أنفسهم مجاهدين لماذا لا يذهبوا إلى فلسطين المحتلة منذ اكثر من نصف قرن؟".
بدوره، طالب المواطن صلاح الدين النعيمي الحكومة الاتحادية، بـ"التدخل لوقف هذا الاعتداء على بقعة مهمة من العراق"، مستغرباً "صمت الدول عن الحالة التي في الموصل والتي تعكس حالة الحقد على العراق بأكمله".
من طرفه، أكد الضابط المتقاعد بالجيش السابق احمد الحيالي، للوكالة نفسها، أن "عصابة داعش ومن يأويهم ويلف لفهم اليوم مشتتين خائفين والفرصة سانحة للقضاء عليهم"، مضيفاً "لو كان بالموصل الآن 1000 جندي مقاتل مدرب لما بقي منهم جرذاً واحداً وهذا واضح من خلال طريقة تنقلهم فهم لا يدخلون للمناطق بالداخل ولا الشوارع الفرعية ومتواجدون فقط بالشوارع الرئيسة وعند الدوائر".
و اكد "امتعاض اهالي الموصل بشكل عام منهم وهم منتظرون للساعة التي تطهر فيها الموصل من دنس هؤلاء الأجلاف".
من جانب آخر، افادت وكالات انباء محلية، عن نزوح جماعي من قضاء بيجي، بسبب العمليات العسكرية بين المسلحين والقوات الحكومية.
الى ذلك، وجهت المنظمة العالمية للهجرة، نداء، امس الاول الجمعة، لفتح ممرات انسانية من اجل الوصول الى عشرات الآلاف من العراقيين الذين فروا من المعارك في شمالي البلاد ونزحوا الى مناطق آمنة.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للهجرة كريستيان برتياوم في مؤتمر صحفي "لماذا من الصعب جدا الوصول الى النازحين؟ بسبب الاضطراب الامني وحواجز الطرق. وتمنع مئات من حواجز الطرق الناس من الوصول الى مراكز التوزيع".
من جانبها، قالت ماندي الكسندر، منسقة المساعدة الطارئة للمنظمة العالمية للهجرة في بغداد، ان "المنظمة العالمية للهجرة وبرنامج الغذاء العالمي و اليونيسيف، قادرة على توزيع مساعدات لحوالي 10 آلاف شخص هذا الشهر، لكن هذه نقطة ماء في بحر، حيال عشرات آلاف الاشخاص الذين هربوا من المعارك في الموصل وتلعفر وتكريت وعلى الطريق الجنوبي لبغداد".
واضافت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للهجرة ان "الوسيلة الوحيدة لتلبية حاجات النازحين، هي "فتح ممرات انسانية"، كما يؤكد العاملون في مجال المساعدة الانسانية.
واوضحت ان المنظمة العالمية للهجرة تطلب من جهة اخرى اعلان المدارس والمساجد والمستشفيات "اماكن محايدة وآمنة" حتى يتمكن النازحون من اللجوء اليها. وقالت ان "اكبر مستشفيين في الموصل قد دمرا".
وكشفت الكسندر ان "العراق لم يعد البلد الذي نعرفه، والعراق الذي كنا نعرفه لن يعود ابدا. وهو الآن بلد مختلف تماما".
واضافت "عدنا الى فترة الاوضاع الطارئة في 2003 و2006 وما لدينا الآن هو حالة طارئة انسانية معقدة جدا مع عقبات كبيرة يتعين تجاوزها".
كما أعربت منظمة الصحة العالمية "اليونيسيف" عن قلقها من تفشي الأمراض بين الأطفال النازحين من المناطق التي تشهد توترا في العراق خاصة مع حلول فصل الصيف، مبدية مخاوفها من إجبار أطفال آخرين على حمل السلاح للقتال.
ولفت ممثل اليونيسيف في العراق مارزيو بابيل في بيان له، امس السبت، واطلعت عليه "طريق الشعب"، عقب زيارة بلدة "تلكيف" الواقعة شمال مدينة الموصل " الانتباه إلى إن الأسر النازحة التي التقى بها كان الرعب واضحًا على أطفالها، مشيرا إلى أن هناك تقارير مقلقة حول دفع الأطفال للانخراط في القتال في تجاهل صارخ لسلامتهم وفي خرق للقانون الإنساني الدولي ، مجددا دعوته إلى جميع الأطراف للتمسك بالتزاماتها نحو حماية الأطفال.