بغداد – فهد الصكر
بعد التدهور الأمني الخطر في البلاد إثر الهجمات الإرهابية التي شنتها عصابات "داعش" على بعض المدن والمحافظات العراقية، برزت ظاهرة الاتجار بالبشر، لا سيما بالمرأة والطفل، واتجهت نحو التفاقم والانتشار في الاماكن المسيطر عليها من قبل الإرهابيين.
وبهدف مكافحة هذه الظاهرة والحد من انتشارها ومحو آثارها، ومعاقبة مرتكبيها ووضع الآليات التي تكفل ضحاياها، أقامت مؤسسة عمار الخيرية الدولية بالتعاون مع رابطة المرأة العراقية، أمس السبت، على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد، ندوة بعنوان "من أجل وقفة جادة لمناهضة الاتجار بالمرأة والطفل وتعرضهم للاغتصاب في أوقات الصراعات العسكرية والحروب".
حضر الندوة العديد من منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الإنسان، وشخصيات من وزارات الداخلية والمرأة وحقوق الإنسان، وجمع من المثقفين والناشطين المدنيين والاعلاميين.
المشرف العام على برامج حقوق الانسان في مؤسسة عمار الخيرية، د. سعد فتح الله، افتتح الندوة بالقول "تحسبا لما تتعرض له المرأة والطفل إزاء النزاع المسلح الداخلي في بعض محافظات العراق أثر الهجمة الإرهابية، لا بد من مناقشة هذا الجانب الخطير ووضع معالجات للحد منه".
وأضاف إلى ذلك قائلا: "نحن نعرف أن الكثير من الدول تعرض لمثل هذه الظروف، وكان المستهدف الأول فيها المرأة والطفل، وعلينا أن نستنبط من تلك الدول الكثير من الدروس والعبر".
وقدم فتح الله محاور عدة جرت مناقشتها في الندوة، بدءا من الاعتراف بوجود الجريمة، وأهمية التعاطي معها بعيدا عن المجاملات، وانتهاء بوضع برامج تثقيفية للمواطنين من أجل زيادة الوعي فيها.
فيما تحدثت في الندوة رئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل، مشيرة الى ضرورة منح هذه القضية الاهتمام الأكبر، "لأنها تشكل جزءا مهما من انهيار البنية الاجتماعية للمجتمع". وقالت: "تولي رابطة المرأة العراقية اهتماما واضحا الى ظاهرة الاتجار بالبشر، وحالات الاغتصاب، عبر تقديم البحوث والدراسات التي تساهم في الحد منها والسيطرة عليها".
بعد ذلك قدم د. سعد فتح الله عرضا للعديد من القوانين المتعلقة بقضية الاتجار بالبشر، وفقا للقانون والدستور العراقيين، مع شرح أسباب الجريمة بعد العام 2003 وما آلت إليه لتكون ظاهرة استطاعت أن تشمل العراق كله.
ثم فتح باب المداخلات والمناقشات التي شارك فيها كل من اللواء هادي ارزيج مدير مكافحة الاتجار بالبشر في وزارة الداخلية، د. بشرى العبيدي، نجاة أنور، فوزية العطية، د. طاهرة داخل، ستار الناصر، هناء آدور، وانعام العامري. وقد شددوا جميعا على الإسراع في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة، وإلزام كل الوزارات ذات العلاقة بإنقاذ ومساعدة ضحايا الاتجار بالبشر، مع مراعاة الاحتياجات الخاصة بالمرأة والطفل.