الطلاق التعسفي من يتحمل وزره؟ / سالم الحميد

لا اعتقد أن هناك خطرا يهدد التماسك الأسري، كخطر انعدام التفاهم والانسجام بين الزوجين، حيث لا ينعكس ذلك على الزوجين فحسب، بل على عائلة الزوج و اهل الزوجة والتي غالبا ما تتخندق كل عائلة مع أولادها، وحقيقة الامر ان اكثر المتضررين في مثل هذه الامور هم الاولاد انفسهم و ابناءهم .
والزواج في اللغة معناه الاقتران والازدواج وجاء في المادة الثالثة من قانون الأحوال الشخصية ((إن الزواج عقد بين الرجل والمرأة تحل له شرعا ،وغايته إنشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل )) و بما أن النسل هو أحد الغايات الموجبة للزواج لذا فأن المولود يجب أن يعيش في كنف ورعاية والديه، لكن عندما ينفرط العقد تبرز مشاكل جمة اهمها وضعية الطفل و أحقيته في العيش الآمن ومن هو الاصلح لرعايته، وقد تكون مثل هذه المشاكل بسيطة أمام مأساة كبيرة ومن نوع آخر، وهي أثبات النسب والإقرار به من قبل والده.
عبد الكريم بهاء الدين الجشعمي طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، ونرغب بتسجيله في المدرسة أسوة باقرانه، لكن المشكلة تكمن في عدم امتلاكه لهوية الاحوال المدنية التي تثبت شخصيته ، فالمدرسة تتعامل بالأوراق الرسمية ،و تقول جدته ..(أبوه لا يرضى إن يسجل ابنه باسمه) ،ثم تضيف قائلة: لقد طلق زوجته ابنتي بعد أن كانت حاملا في الشهر الأول، ولم نعرف عنه شيئا، إلا بعد أن أرسل لها ورقة طلاقها دون علمها، والغريب في الامر ان امرأة اخرى انتحلت شخصية ابنتي وباتفاق معه لكي تمثل امام المحكمة وتطالب بتطليقها منه، و الاغرب ا? المحكمة وافقت على الطلاق دون التدقيق بهوية المرأة.
وتضيف الام الثكلى بقولها ، وقد أقمنا دعوة قضائية عليه وهو مطلوب للعدالة، كي يتم تطليق ابنتي بشكل رسمي أمام القاضي، وهو الآن يفاوضنا من اجل التنازل عن الدعوى المقامة ضده مقابل اعترافه بنسب أبنه، وتنازل ابنتي عن حقوقها الشرعية والقانونية .
وهي تناشد الجهات المعنية تسهيل مهمتها ومنح حفيدها هوية أحوال مدنية، و انصاف المرأة من طلاق تعسفي..