مؤتمر صحفي وندوة مفتوحة في سدني لوسائل الإعلام الأسترالية حول الأزمة في العراق

عقدت لجنة العمل المشترك لمنظمات الجالية العراقية في أستراليا يوم الأربعاء 16/7/2014 ندوة مفتوحة لوسائل الإعلام الأسترالية للتعريف بما يجري في العراق وانعكاسات ذلك على الجالية العراقية والعربية في استراليا ودور الصحافة ووسائل الاعلام في التعامل مع الحدث وانعكاساته. حضر الندوة عدد كبير من ممثلي المنظمات والجمعيات والأحزاب العراقية والعربية ووسائل الإعلام الأسترالية التي كان من بينها: قناة أي بي سي ABC Channel و بريس تي في Press TV و قناة العراقية الفضائية وصحيفة التلغراف وصحيفة العهد وصحيفة العراقية ومجلة النجوم وراديو 2000 أف أم بالإضافة الى عدد كبير من الحاضرين.

هذا وقد تألفت لجنة إدارة الندوة التي مثلت لجنة العمل المشترك لمنظمات الجالية العراقية السادة:
الدكتور أحمد الربيعي عن منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي
الأستاذ فهيم السليم عن اتحاد الجمعيات المندائية
الأستاذ نمرود صليوة عن الجمعية الآشورية الأسترالية
الأستاذ سمير يوسف عن الجمعية الكلدانية الأسترالية
الأستاذ حسام شكارة عن المنتدى العراقي الأسترالي
الأستاذ محمد حسين عن مركز الإعلام في سدني
إفتتحت الندوة بعرض شامل قدمه الدكتور أحمد الربيعي رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الذي أكد على أمرين حاسمين يتعلقان بالأزمة العراقية لحالية ، أولهما أهمية الفهم الدقيق والواقعي لما يحدث في العراق وثانيهما أهمية العمل على عدم وقوع أبناء الجالية العراقية بألوانها هنا تحت تأثير مايجري في العراق من صراعات طائفية وحزبية. كما بين الدكتور الربيعي أن العراق يمر حاليا بأحرج مرحلة في تأريخه منذ تأسيس دولته الحديثة عام 1921 ، حيث تستهدف الهجمة الأخيرة كيانه كدولة واحدة وتهدد النسيج المختلف الألوان لأبنائه الذين طالما عاشوا على أرضه بمحبة وتسامح لآلاف من السنين. كما أكد على أن الصراع الحالي ليس بين السنة والشيعة كما تبين بعض وسائل الإعلام الغربية ، بل هو صراع سياسي بامتيازعلى السلطة والثروات وقد جاء كنتيجة طبيعية لمابدأته قوى الاحتلال التي أسقطت نظام الحكم الكتاتوري لتترك خلفه فراغا سياسيا وموسساتي تلاه كارثة التأسيس لمبدأ المحاصصة وما أفرزه من فساد سياسي وإداري وسوء استخدام السلطة وضعف الخدمات وتدهور أداء الدولة على كل المستويات التشريعية والتنفيذية وبالتالي وقوع البلاد فريسة سهلة في أيدي الأرهابيين المتمثلين بداعش وحلفائهم من قوى داخلية كبقايا البعث البائد وقوى خارجية تهدف الى تمزيق العراق الى ثلاث كيانات مبنية على الكراهية لتعزيز الصراع القائم منذ أكثر من عشر سنوات حول السلطة وثروات البلاد.
تلى ذلك كلمات أعضاء لجنة العمل المشترك لمنظمات الجالية العراقية في أستراليا ، الأستاذ فهيم السليم والأستاذ نمرود صليوة والأستاذ محمد حسين والتي تناولت الأزمة العراقية بكل أبعادها السياسية والإجتماعية وأكدت على دعمها لعراق مدني موحد يكون ولاء أبنائه فيه لوطنهم الواحد بعيدا عن أية ولاءات طائفية وحزبية ضيقة ، فيما قدم الأستاذ سمير يوسف شرحا مكثفا عن آخر فصول مأساة الموصل وخاصة مسيحييها. ومن ثم تمت قراءة بيان لجنة العمل المشترك لمنظمات الجالية العراقية في أستراليا الذي ألقاه الأستاذ حسام شكارة .
ولتسليط الضوء على جرائم منظمة داعش الإرهابية تم عرض فيلم يحتوي على عدد من مقاطع الفيديو التي نشرتها المنظمة ذاتها على موقع اليوتيوب وهي تتضمن مشاهد دموية يندى لها جبين الإنسانية وأخرى تظهر تدمير داعش للكنائس المسيحية والمساجد والآثار في الموصل بالإضافة الى تدنيس المقابر المسيحية في حملة همجية لتغيير خارطة العراق البشرية ومحو كل صور التسامح والإخاء التي سادت بلاد الرافدين طيلة تأريخه منذ بزغت فيه أولى الحضارات الإنسانية.
تلى ذلك كلمة الإعلامي المعروف ورئيس تحرير صحيفة التلغراف العربية في أستراليا الأستاذ انطوان القزي عبر فيها عن حس الأديب المرهف الممزوج بالأمل والألم لما يجري على أرض الرافدين ، حيث يقول:
"ليس للعراق أن يعترف بالموت عنوانا ً وبالجرح تعويذة جديدة ، فأرض الرافدين حاكت سوار الغسق، ونسجت شال الأقباس ، وأفردت للعصور زادا ً من نجيع الإلهام والحب والعبقرية." ثم ينادي بغداد قائلا ً: "بغداد انهضي الآن ، لأننا لانريد أن يأتي الداعشي ، فلدينا من البلسم مايشفي جراح الكون ويطيب خواطر اليائسين ، لدينا من دمعك ِ مايفتت الجبال. لا لن نسمح للداعشي أن يمر ، إقفلي أبوابك السمحاء قاوميهم ، حاصريهم ، فنحن اشتقنا ، اشتقنا يابغدادُ...الى العناق."
هذا وألقى الأستاذ الشاعر وديع شامخ ، عضو الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي ورئيس تحرير مجلة نجوم الصادرة في أستراليا ، كلمة مؤثرة تناولت الكارثة المحيقة بالعراق ، وحث فيها الأطراف السياسية في بلدنا العزيز على نبذ الخلافات وتوحيد الكلمة للتصدي لأعتى هجمة يتعرض لها شعبه الذي عانى الويلات لعشرات من السنين تحت وطأة الدكتاتورية والإحتلال وما تلاه من تبعات.

وفي ختام الندوة تم فتح باب النقاش للحاضرين حيث تعالت الأصوات التي تدعو الى حشد الجهود وحث مواقع القرار العراقية والدولية لمواجهة هذه الهجمة الهمجية ، مع التشديد على مواصلة عقد الإجتماعات وتوجيه الرسائل بشتى الطرق الى أبناء الجالية العراقية في أستراليا للتنبه وعدم الإنجرار الى أي شكل من أشكال التعصب مع التمسك بمبادئ الأخوة الإنسانية بغض النظر عن الإختلافات الدينية والعرقية وهي القيم السامية التي نراها متمثلة بأسمى صورها في بلد التعددية الثقافية أستراليا. وقد تتابع على المداخلات السادة يونان يوسف عن الجمعية الكلدانية وقاسم عبود عن منظمة الحزب الشيوعي و ظافر الشمري عن حزب الشعب والدكتور عباس الطيف عن جمعية الثقلين الإسلامية والأستاذ التربوي سورو سورو والسيد عادل الرماحي عن الجالية الأسلامية في كامبلتاون والأكاديمي بول نادر.

تغطية لجنة الإعلام في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي