الحملة التضامنية في نيوزلاند مع أهلنا المسيحيين في العراق ضد عصابات الإرهاب وداعش

تُعلن لجنة العمل المشترك بين منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند وبكل مكوناتها القومية والدينية والأثنية , دعمها ومساندتها للأخوة المسيحيين في ربوع نينوى والموصل وباقي المحافظات لِما يتعرضون له من هجمة بربرية شعواء نالت حرياتهم الشخصية والعامة والتدخل بشؤونهم الدينية وتهجيرهم من مساكنهم الآمنة ومناطقهم التي كانوا يعيشون فيها منذ أكثر من ألفي عام وحتى قبل ظهور الأديان الأخرى في هذه المناطق , فهم أصحاب الأرض الأصليين وهم ملحها وماؤها وطينها وفسيفسائه الجميل وهم حمامات السلام التي ترفرف باجنحتها فوق وادي الرافدين .
وفي يوم الأحد المصادف 3 / 8 / 2014 توافد المئات من أبناء جاليتنا العراقية الكريمة في نيوزيلاند على قاعة الإجتماع ملبين النداء حيث إفتتح عريف الحفل الشاب ( أزل سداوي ) الوقفة التضامنية مرحباً بالحضور وداعياً إياهم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهدائنا في العراق .
بعدها مباشرة وقف المجتمعون على أنغام النشيد الوطني ( موطني موطني ) مرددين بحماس كلماته التي تدعو الى :
حماية الوطن والوقوف الى جانبه في محنته التي عصفت به من قبل أعداء الحرية والسلام والتعايش بين كافة مكوناته القومية والدينية والمذهبية .
إن تهجير المسيحيين والأقليات الدينية والثقافية الأخرى من الموصل
جريمة ضد الإنسانية حيث روع الرأي العام الوطني والعالمي، بالكارثة الإنسانية التي حلت في مدينة الموصل، بعد إقدام "داعش" الظلامية تنفيذ عمليات تطهير ديني لمكون تاريخي أصيل في العراق ولجماعات عرقية ومذهبية وثقافية أخرى.. ان المئات من العوائل المسيحية، هُجرت قسراً من أحيائها السكنية وجُردت من ممتلكاتها وسلبت أموالها.. ودُفعوا الى العراء خارج حدود محافظة نينوى.
أن الفعل الإجرامي لداعش وحلفائها إتجاه المسيحيين العراقيين يعد جريمة ضد الإنسانية وفق معايير القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.. وبموجبه تتحمل اولاً الدولة العراقية مسؤولية حماية مواطنيها وإذا ما أظهرت عجزاً أو اخفاقاً ، فان المجتمع الدولي يتحمل ايضاً المسؤولية القانونية والأخلاقية لتوفير الحماية والأمن الإنساني للعوائل المتضررة في مناطق الصراع المسلح.

لقد كان في مقدمة الجموع التي حضرت الأب ( فوزي حنا ) كاهن أبريشة مار أدي الرسول الكلدانية والذي القى بالنيابة كلمة نيافة البطريرك ( مار لويس روفائيل الأول ساكو ) بطريرك بابل على الكلدان في العالم والتي جاء فيها :
نتفاجأ بآخر المستجدات وهي توزيع الدولة الإسلامية بيانا تدعو فيه المسيحيين الى إعتناق الاسلام ، وأما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون اية امتعة, وافتت أن تعود ملكيتها الى الدولة الإسلامية.
وقد كتبوا على بيوت المسيحيين حرف (ن ) اي نصارى!!! كما كانوا قد كتبوا على بيوت الشيعة حرف (ر) أي روافض. ومن يدري ماذا بعد في الأيام القادمة حيث أن نظام الدولة الاسلامية مبني على ما يدعون أنه الشريعة ، ومن ضمنها إعادة تعريف الهويات على اساس ديني ومذهبي. والى تشويه سمعة الدين الأسلامي الذي يقول بأن "لكم دينكم ولي ديني"، و"لا إكراه في الدين"، وانها نقض لألف وأربعمئة سنة من تاريخ وحياة العالم الإسلامي وتعايش مع ديانات مختلفة وشعوب مختلفة شرقا وغربا وإحترام عقائدها والتآخى معها..
لذا نطلق نداءنا اليهم ، حاراً أخوياً وملحا وخطيرا، ونناشد أخواننا العراقيين الذين معهم ان يعيدوا النظر في استراتيجيتهم،
ويحترموا الناس الأبرياء العزل، من كافة القوميات والديانات والمذاهب. فيوصي القرآن الكريم باحترام الأبرياء ولا يدعو الى الإستيلاء على ممتلكات الناس عنوة، ويجير الأرملة واليتيم والمعدم والأعزل، ويوصي حتى الى سابع جار. كما نهيب بالمسيحيين في المنطقة اعتماد العقلانية والفطنة، وان يحسبوا حساباتهم بشكل جيد ويفهموا ما يخطط للمنطقة ويتكاتفوا بالمحبة ويتدارسوا معا وسوية وبتضامن سبل بناء الثقة بأنفسهم وبجيرانهم والالتفاف حول كنيستهم ويصبروا ويتحملوا ويصلوا الى ان تعبر العاصفة .

ومما جاء في كلمة لجنة العمل المشترك لمنظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند التي ألقاها
الدكتور ( حمدي مبارك ) رئيس جمعية الصابئة المندائيين في نيوزيلندا

" إتضح بان ابناء المكونات من الديانات والمذاهب يواجهون حملة إبادة جماعية بعد ان أصدرت سلطات عصابات داعش الغاشمة بيانها المشؤوم في الموصل وتحت غطاء الإسلام وبتهمة التكفير , يُخيرون أتباع الديانة المسيحية بين إعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو القتل , وقد حددوا يوم 19 / 7 / 2014 آخر يوم لتنفيذ ذلك . إن هذه الجريمة البشعة التي مارستها عصابات داعش ضد بنات وأبناء شعبنا في الموصل والمناطق المحيطة بها تعتبر جريمة بمعيار القواعد والقوانين المدرجة باللوائح العالمية لحقوق الإنسان .
كما تم تقديم الكلمة باللغة الإنكليزية من قِبل الشاب ( أحمد شاكر ) .

الشاعرة ( عواطف عبد اللطيف ) رئيسة جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة ألقت بعضاً من قصائدها الرائعة جاء فيها :
من أجل العراق ينبض حرفي .. ولأجل العراق .
بلادي
هي حلمي حين صحوي ورقادي ... وضيا قلبي تفرّى بسوادي
وهوائي في صباحي ومسائي ... هي مائي في لهيبي وإتقادي
هي مجدي هي عنوان شموخي ... هي إيماني وفكري ورشادي
هي شوقي في حنايا القلب يلظى ... ينفخ اليوم بنيران سهادي

بعدها كانت كلمة الأعزاء الميسحيين في نيوزيلاند القاها السيد ( سنان شوكت بوّا ) .. والتي جاء فيها :

المسيحيّون كانوا ومازالوا يفتخرون بإنتمائهم للعراق وأوفياء لكل قطرة من ترابه... المسيحيون مع تعددّهم العرقي من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن إلاّ إنتماءاتهم كانت مع العراق وإختلطت دماءهم مع دماء المسلمين والأكراد واليزيديين والشبك... كما كانت تختلط أفراحهم ايضًا مع بعضهم البعض...
المسيحيّون عاشوا وعايشوا كل شعب عاصَروه ورفدوا الحضارات والشعوب بعلوم الكتابة والترجمة والرياضيات والطب والهندسة والعمارة والفن سواء ايام السلم او في ايام الإحتلال وإغتصاب الحريات لأنهم يؤمنون بتعاليم المسيح في السلم والتآخي والعطاء ومحبة القريب."
بعدها تم عرض مقاطع من فيديو تخص تهجير المسيحيين العراقيين في الموصل وأماكن أخرى من البلاد كان قد أعدها مشكوراً الناشط الإعلامي السيد ( حيدر العراقي ) , أثارت إهتمام الحاضرين .
الدكتور أمين المظفر عن التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند القى كلمة جاء فيها :
يعز علينا أن يَنفَضَّ جمعنا والحزنُ يعصر قُلوبنا , والدمع يملأ مآقينا , فهذا هو ما تصبوا إليه عصابات داعش الإجرامية ومن سار بركابهم من حثالات خرجت من ظلمة النسيان . لكننا نقول لهؤلاء الغرباء أن يومهم لقريب , وليكن لهم من التأريخ عبرة , هذا إن إعتبروا ! فلطالما مرّت شعوب العالم بنكسات مرّه , ومنها شعبنا العراقي العظيم . ونقول لهم كم مرّه ومرّه غزا الدخلاء الهمج شعوبنا الآمنة , ولكن بعد كل غزوة وقتل وتشريد للآمنين يُطرد الغزاة أو يُدفنوا في أرضنا غير مأسوف عليهم .
وفي الختام قدمت السيدة ( زهراء الطحان ) الكلمة الختامية للجنة العمل المشترك بين منظمات المجتمع المدني في نيوزيلاند :
ان ما يجري من تطهير للشعب ألمسيحي في ألموصل وضواحيها حيث أصدرت سلطات عصابات داعش بياناً في ألموصل وتحت غطاء ألإسلام وبتهمة ألتكفير يخيرون أتباع ألديانة ألمسيحية بين إعتناق ألإسلام أو دفع ألجزية أو ألتهجير أو ألقتل وقد حددوا يوم ألتاسع عشر من تموز 19/7/2014 آخر يوم لتنفيذ ذلك. خيارات أحسنها مرّ ، فلم يبق أمامهم غير ألنزوح.

لهذا نوجه نداءنا للحكومة ألنيوزلندية ولأحزابها ألسياسية نناشدهم فيها ألدفاع عن ألشعب ألعراقي في محنته هذه وخاصة أبناء ألشعب ألمسيحي ألأصيل ألذي يعاني ألتهجير ألقسري وألتهديد بألإبادة ألجماعية نناشدكم للضغط على ممولي داعش وايقاف تمويل ألبترودولار وتجهيزهم بشتى أنواع ألأسلحة ألحديثة وتكنلوجيا ألحرب ألعصرية ، وبألإعلام ألمكشوف وألمغلف ألذي تحضى به داعش من عشرات ألفضائيات وغيرها من وسائل ألإعلام ، وألتي تصور لمشاهديها إن ألصراع مع داعش هو صراع بين ألشيعة وألسنة . كلا أنه صراع بين ألحضارة وألتخلف وألإجرام.

لقد حضر الوقفة التضامنية العديد من الجاليات الأجنبية في نيوزيلاند وفي مقدمتهم السيد ( ديفد شيرر ) رئيس حزب العمال النيوزيلندي الأسبق , والقى كلمة تضامن رائعة سنقوم بنشرها لاحقاً .
كما تم نشر العديد من الكلمات والوثائق باللغة الإنكليزية , وكذلك بوسترات باللغتين العربية والإنكليزية التي إزدانة بها القاعة .
لقد أدار الشاب الرائع ( أزل سداوي ) عريف الحفل والذي يتقن اللغتين العربية والإنكليزية بطلاقة , أدار الندوة بشكل مهني وجميل .
كما تخلل الوفقة التضامنية حملة تبرع لصالح المتضررين من جرائم " داعش" من مواطني الموصل.
لجنة العمل المشترك
لمنظمات المجتمع المدني العراقية
نيوزيلاند