مئات آلاف الطلبة يواجهون مصيراً مجهولاً

علي عبد الخالق
مستقبل مبهم، هو كل ما ينتظر التلاميذ والطلبة الذين نزحوا وعائلاتهم من مدن اجتاحها تنظيم داعش الارهابي او الذين علقوا فيها.. ويكفي ان تتحدث التقديرات عن أن أكثر من مليون ونصف المليون تلميذ وطالب يواجهون مصيراً مجهولاً، جراء انتهاء الموسم الدراسي بقوة السلاح في عدد من المحافظات!
طلبة في المراحل الإعدادية والجامعات في تكريت مركز صلاح الدين قالوا لـ"طريق الشعب"، يوم أمس، أن مصيرهم "غير محسوم"، فهم "لم يبلغوا بموعد ومكان امتحانات الدور الأول للمؤجلين من سكنة المناطق الساخنة".
وتؤكد مصادر من مديرية التربية في صلاح الدين، أنها خصصت مراكز امتحانية بديلة في بعض المحافظات منها في كركوك، لكن عددا كبيرا من الطلبة النازحين غير مستعد للامتحان في ظل قطع الطرق من قبل مسلحي داعش، وغياب المستلزمات الدراسية التي تركها الطلبة النازحون خلفهم.
ويذكر "إبراهيم"، وهو طالب في السادس الإعدادي بمدينة تكريت لـ"طريق الشعب"، انه لم يكمل امتحان آخر مادتين من الامتحانات، بسبب اجتياح الإرهابيين للمدينة، وأنه غير مستعد لأداء أي امتحان بسبب عدم امتلاكه لكتب المنهج التي تركها في بيته ولجأ إلى سامراء.
اما حسين الذي هرب مع عائلته من تكريت إلى ديالى، فيقول انه لم يعرف نتيجته، وهو في كل الأحوال لا يستطيع الوصول إلى محافظة كركوك، التي يفترض أن يكمل امتحاناته فيها، لطول الطريق وصعوبة تخمين ما إذا كان مؤمناً وبعيدا عن سيطرة المسلحين.
فيما يؤكد علي، الذي نزح إلى محافظة السليمانية "أتمنى أن أؤدي الامتحانات.. ولكن ليست لدي كتب للمراجعة، فقد تركتها في تكريت".
وفي ظل الإغلاق التام للمدارس والجامعات في صلاح الدين، الرمادي ونينوى وغيرها من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، لا يمكن أن يعرف اغلب من أدى الامتحانات النهائية نتائجه، حتى أن من سألتهم "طريق الشعب"، قالوا أن "وزارة التربية لم تنشر النتائج لكافة المراحل الدراسية الكترونيا على موقعها".
أما في نينوى، تقول مصادر من داخل مديرية تربية المحافظة ان داعش فرضت تعليق الدراسة الى اشعار آخر، بينما قالت مصادر أخرى ان العام الدراسي المقبل سينطلق في موعد محدد.
الطالب خالد عبد العزيز الطالب في الصف الخامس العلمي في نينوى قال "اشعر بالضياع لأني لا اعلم متى ستبدأ السنة الدراسية المقبلة".
وكشف مصدر في مديرية تربية نينوى لـ"طريق الشعب"، ان "الدوام الرسمي سيمدد إلى نهاية شهر كانون الأول المقبل أو بداية العام القادم بسبب سيطرة المسلحين على اغلب مناطق نينوى".
المصادر التربوية تؤكد ان وزارة التربية لم توجه حتى الآن ببدء العام الدراسي، فيما هدد مسلحو داعش بقتل كل من يحاول فتح المدارس أمام الطلبة في العام الدراسي المقبل.
حال هؤلاء الطلبة ينطبق على أغلب الطلبة النازحين، الذين يواجهون مصيراً مجهولاً.