اليونيسف: أرقام مروعة لانتهاكات جنسية ضد النساء والاطفال في العراق

دبي- وكالات
نشرت منظمة اليونيسيف، التابعة للأمم المتحدة، بياناً الثلاثاء الماضي نقلت فيه "شهادات مفصلة من حالات القتل والخطف والعنف الجنسي التي ارتُكبت ضد النساء والأطفال و باعداد مروعة " على أيدي ما أسمتها بـ "المجاميع المسلحة"، وفقاً للبيان.
ووصف ممثل اليونيسيف في العراق، مارزيو بابيل الجرائم التي ترتكب بحق الاطفال والنساء العراقيات في البيان وقال: إن هذا النوع والمدى من الانتهاكات ضد الأطفال والنساء والأقليات في العراق في الاسابيع الماضية يُعد أحد أسوأ الانتهاكات في القرن الجاري، وهو غير مقبول إطلاقاً وفقاً لأية معايير أو مواثيق للشرف التي تحكم أي صراع.
وقد أضاف بيان منظمة اليونسيف الصادر بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل الانساني وتزامنا مع الذكرى الحادية عشر لتفجير فندق القناة في العراق،" من المؤسف القول بأن المدنيين الهاربين من الهجوم الأخير الذي قامت به المجاميع المسلحة في منطقة سنجار في شمال غرب العراق قد أدلوا بشهادات مفصلة كشفت عن أعداد مروعة من حالات القتل والخطف والعنف الجنسي التي ارتُكبت ضد النساء والأطفال."
فضلا عن اشارة المنظمة في البيان نفسه إلى أن الفرق المتخصصة بحماية الطفل "وثقت عددا من الحالات المنفصلة للجرائم التي ارتكبتها المجاميع المسلحة عندما هاجمت الايزيديين ومجاميع الأقليات الأخرى التي تسكن في محافظة نينوى وفي المناطق القريبة للحدود مع سوريا. اذ بلغ عدد الانتهاكات التي جرى التحقق منها من قبل منظمة اليونسيف لحد الآن، قرابة 80 حالة ووفقاً لعملها ضمن آلية المراقبة وإعداد التقارير عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل في حالات النزاعات المسلحة."
وقال ابراهيم سيسي، اختصاصي حماية الطفل في منظمة اليونيسف إن: "العذاب الذي تعاني منه هؤلاء الفتيات والنساء نتيجة للمحن والظروف القاسية التي يعشنها تتطلب زيادة عاجلة في توفير الرعاية المتخصصة للصحة النفسية، والدعم الطبي كجزء من الاستجابة الأوسع لهذه المأساة"، وأضافت المنظمة بأنها قدمت الى حد الآن الدعم والرعاية النفسية والاجتماعية "إلى أكثر من 3000 طفل لاجئ يحتمون الآن في محافظة دهوك."
من جانب آخر قالت رئيسة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي في بيان لها "الاضطهاد والانتهاكات الممنهجة الموثقة من قبل الأمم المتحدة من قبل مسلحي داعش في العراق ترقى بمقتضى القانون الدولي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية"، واصفة اياها بالجرائم "المروعة واسعة الانتشار، بما في ذلك القتل والرق والجرائم الجنسية بحق النساء و الاطفال لأسباب عرقية أو دينية".
ودعت بيلاي الحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى حمايتهم وسط مخاوف من مذبحة محتملة وشيكة للتركمان والايزيديين".
و حول ذات الموضوع يؤكد عضو مجلس المفوضية المستقلة لحقوق الانسان العراقية فاضل الغراوي ان بعض الاطفال النازحين يعيشون مع عائلاتهم بدون مأوى، و ان عددا منهم قد توفوا بسبب اشتداد الحر ونقص الدواء والعيش في ظروف صحية صعبة للغاية، مؤكداً انه على الرغم مما قدمته المنظمات الدولية والمحلية والمرجعيات الدينية من مساعدات للنازحين الا ان احوالهم ما زالت سيئة. وانتقد الجهد الحكومي في اطار تقديم الدعم للعوائل النازحة اذ ما زالت الاجراءات الحكومية تخضع للروتين ما تسبب بمضاعفة معاناة النازحين.
و للاشارة فان النزوح يتسبب بمشاكل ديموغرافية واقتصادية واجتماعية وتربوية لاسيما بالنسبة للاطفال.
وفي هذا الصدد تؤكد استاذة علم الاجتماع بكلية الآداب في جامعة بغداد الدكتورة ناهدة عبد الكريم، ان الهجرة والنزوح سيؤثران بشكل مباشر على نفسية الاطفال خصوصا بالنسبة للاطفال من عمر الخامسة والسادسة، حيث يشكل هذا العمر مرحلة مهمة للطفل تتشكل على اساسها شخصية الطفل و ان اية مشاكل عائلية واجتماعية ونفسية يتعرض لها ستبقى ملاصقة لشخصيته.
و اخيرا فان مشكلة النازحين والمتضررين من جرائم مسلحي (داعش) سيتم الترويج لها دوليا، إذ اكد عضو مجلس المفوضية المستقلة لحقوق الانسان فاضل الغراوي ان المفوضية اعدت ملفا كاملا يتضمن ادلة وبراهين وبيانات و افادات تؤكد قيام (داعش) بارتكاب ابشع الجرائم بحق المدنيين العزل خاصة النساء و الاطفال. وسيتم تقديمها كشكوى الى محكمة حقوق الانسان في العراق ومن ثم الى مفوضية حقوق الانسان و الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.