"داعش" يلغي اسم العراق من المناهج الدراسية في الموصل

بغداد - طريق الشعب
عاد الطلاب، أمس الثلاثاء، إلى مدارسهم في مدينة الموصل، التي يسيطر عليها "تنظيم داعش الارهابي"، منذ حزيران الماضي، لكنهم سيجدون أنفسهم أمام سلسلة من المحظورات في المناهج على رأسها نظرية التطور لعالم الحيوان البريطاني الشهير، تشارلز داروين، كما سيجدون اسم دولة العراق محذوفا من المناهج لتحل محله اسم "داعش". ومع بدء العام الدراسي الجديد، أصدر تنظيم "داعش" تعليمات جديدة تخص المدارس، التي تخضع لسيطرته في مدينة الموصل، على رأسها إلغاء مواد يعتبرها "مخالفة للشريعة الإسلامية". وجاءت هذه التعليمات في مرسومين كتب في ?ولهما "بشرى من أمير المؤمنين، زعيم تنظيم، داعش أبي بكر البغدادي، وسعيا منه لرفع الجهل، وتعميم العلوم الشرعية، ومقاومة العلوم، والمناهج الفاسدة، واستبدالها بمناهج إسلامية صحيحة، فقد أمر بتأسيس ديوان التعليم في (داعش)". واتسمت التعليمات بالتأكيد على رفض المواد، التي تخالف الشريعة الإسلامية وإلغاء مواد الفن والموسيقى ومادة الوطنية والتاريخ والجغرافيا، بالإضافة إلى مادة الأدب، وإلغاء مناهج التربية الدينية المسيحية، التي اعتبرت أنها "تحمل فكرا معاكسا للشريعة ".كما تم حظر كافة المواد، التي تشير إلى نظرية التطور ?لتي قدمها داروين حول نشأة الإنسان . وتنص التعليمات أيضا على حذف اسم الجمهورية العراقية أو السورية من كافة المناهج التعليمية "أينما وجدت واستبدالها بـ(داعش)"، بجانب شطب كل الصور المنافية للشريعة. وطالب التنظيم المدرسين بمساعدة الطلاب على سد نواح النقص لديهم في تعاليم الإسلام، كما شدد على عزل الاناث عن الذكور، وأن يكون الدوام في المدارس وفقا للضوابط الشرعية التي تحددها داعش.
ووفقا للتعليمات، فإن أمس الثلاثاء 9 أيلول، يعتبر أول ايام العام الدراسي الجديد، وعلى جميع الكادر التدريسي الالتزام بالدوام والتعليمات التي أصدرها "داعش"، الذي هدد بمحاسبة كل من يخالف هذه التعليمات. ومن جانب آخر، أكد مصدر مسؤول يعمل في تربية محافظة نينوى، رفض الكشف عن اسمه، أن تنظيم "داعش" يفرض هيمنته على الكادر الاداري التعليمي في نينوى وانها قامت باستبدال عدد كبير من الكوادر الادارية في التربية، مبينة أن هيئة التربية هناك باتت رهن تعليمات التنظيم بعد أن فر عدد من المسؤولين العاملين إلى خارج مدينة الموصل. ?أضاف المصدر أن "داعش" اعتقلت عددا آخر من كوادر التدريس بعد جدالهم مع بعض المسؤولين في التنظيم حول المناهج التعليمية التي تم تغييرها ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، مبينا أن كل من يخالف تعليماتهم يتم اعتقاله وتصفيته جسديا.
وأشار إلى أن عددا كبيرا من كوادر التدريس غادروا مدينة الموصل بعد رفضهم هذه التعليمات التي اعتبروها مجحفة بحق العلم والتعليم. ومن جانبه قال محافظ نينوى، أثيل النجيفي، في تصريحات صحفية، إن ما يحاول أن يقوم به "داعش" من إجراءات تخالف بها السياقات الرسمية لنظام التربية في الدولة العراقية كإضافة مواد دراسية أو حذف بعضها أو اجراء امتحانات أو الغائها، لن تكون له أية قيمة ولن يؤخذ بعين الاعتبار في النظام التربوي العراقي. وأضاف أن كل الخدمات التي يحصل عليها المواطنون داخل مدينة الموصل "مقدمة من الدولة العراقية بمؤس?اتها ولم يستطع (داعش) أن يقدم غير أعمال القتل والنهب والسلب وإعدام المواطنين لأتفه الأسباب".