إدانة اعدام الصحفي العزاوي واتهام الحكومة بالتقصير والثقافة: ضرورة مواقف حازمة وليس اصدار البيانات!

طريق الشعب

دانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، امس السبت، اعدام تنظيم داعش الإرهابي المصور الصحفي رعد محمد رمضان العزاوي، متهمة الحكومة بـ"اللا مبالاة" ازاء مصير الصحفيين الذين يختطفهم التنظيم.
ونددت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، بـ"الجريمة البشعة" وبالفكر الذي يحكم سلوك هذا التنظيم داعية مختلف هيئات الدولة والهيئات الثقافية والاجتماعية الى تعزيز الحملة المناهضة لهذا التنظيم وفكره ودعم التحالف الدولي المنخرط في الحرب ضده.
واعتبرت وزارة الثقافة، امس، جريمة قتل الصحفي العزاوي وشقيقه على يد مسلحي داعش بأنها محاولة لطمس الحقائق والتستر على جرائم التنظيم ضد المدنيين، فيما دعت إلى مغادرة لغة الإدانات والاستنكارات والانتقال إلى تبني مواقف حازمة و مسؤولة.
وقالت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، مقرها في بغداد، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "قيام تنظيم داعش بإعدام المصور الصحافي رعد محمد رمضان العزاوي، فعل إجرامي شنيع ارتكبه التنظيم"، مبينا ان "داعش قام خلال الفترة الماضية بملاحقة الصحفيين في المحافظات التي يستولي عليها واختطافهم ومن ثم إعدامهم، ومن بينهم الصحفيان احمد الوطني وطارق شنكالي، اللذان لا يعرف مصيرهما لغاية الآن".
وعبرت الجمعية عن شديد "استهجانها لعدم مبالاة الحكومة العراقية بمصير هؤلاء الصحفيين".
وعبر مرصد الحريات الصحفية، في السابع مع ايلول الماضي عن "قلقه البالغ" على سلامة العزاوي الذي اختطفه تنظيم داعش، مع شقيقه، شرقي صلاح الدين، لرفضهما وجود التنظيم في المحافظة، داعياً الحكومة والبرلمان والقوات الأمنية إلى اتخاذ الإجراءات "الممكنة" كافة لمنع المسلحين من تنفيذ حكم الإعدام بذلك الزميل وإنقاذ حياته ومواطني قريته المحتجزين معه.
ونقلت الجمعية في بيانها عن مدير عام قناة سما صلاح الدين مروان ناجي جبارة قوله، إن "الفقيد رعد العزاوي اعدم نتيجة ممارسة عمله الصحفي في محافظة صلاح الدين قبل دخول تنظيم داعش"، مشيرا الى ان "العزاوي لم ترد منه أي أخبار عن مكان اختطافه، سوى مقطع فيديو قصير يظهر فيه اعترافا له تحت تهديد السلاح بأنه ساعد طيران الجيش العراقي في تحديد مواقع داعش، وعليه جرت محاكمته من قبل المسلحين".
من جهتها، قالت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، امس، "مرة أخرى يرتكب تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي واحدة من جرائمه المروعة بحق أحد زملاء المهنة، مقدماً دليلا آخر على همجية هذا التنظيم وهمجية الفكر السلفي المتطرف الذي يدين به".
واضافت "تندد نقابتنا بهذه الجريمة البشعة وبالفكر الذي يحكم سلوك هذا التنظيم الذي يمثل خطرا ماحقاً للشعب العراقي وسائر شعوب العالم، وتدعو مختلف هيئات الدولة والهيئات الثقافية والاجتماعية الى تعزيز الحملة المناهضة لهذا التنظيم وفكره ودعم التحالف الدولي المنخرط في الحرب الاممية ضده".
من جانبه، قال وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "جريمة قتل الصحفي رعد العزاوي وشقيقه على يد عصابة داعش محاولة لطمس الحقائق والتستر على جرائم التنظيم ضد المدنيين والتغطية على اتساع دائرة الرفض الشعبي له في صلاح الدين".
وأضاف الحمود أن "قتل صحفي اعزل، كشف بالدليل القاطع أن الكلمة الحرة مستهدفة من قبل عصابات داعش مثلما يستهدف الإنسان العراقي"، لافتاً إلى أن "الجريمة المروعة هي جزء من مسلسل إجرامي متواصل يحاول طمس الحقائق والتستر على جرائم القتل والاغتصاب والتهجير التي ترتكب يوميا ضد المواطنين في المحافظات التي تعاني من سطوة الإرهاب".
وتابع الحمود "أننا في الوقت الذي نفخر بالشهيد رعد العزاوي الذي فضّل الشهادة على أن يكون بوقاً زائفاً لتلك العصابات، فان أفضل وسيلة لتكريمه هو توحيد الجهود لمواجهة العصابة التكفيرية والاقتصاص من قتلته وقتلة أبناء الشعب العراقي".
واكد أن "تلك الجرائم لا يمكن أن تفت في عضد الحكومة العراقية والجهد الشعبي، بل تزيدهما تصميما على مقاتلة عصابة داعش وتطهير ارض العراق من دسائسها"، مشيرا إلى أنه "حان الوقت الذي يجب فيه أن نغادر لغة الإدانات والاستنكارات والانتقال إلى تبني مواقف حازمة ومسؤولة".
ودعا الحمود وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى أن "ترتقي بمستوى الحدث وجسامته وتتخلى عن انتماءاتها وارتباطاتها السياسية لمواجهة الهجمة الشرسة لعصابات داعش وفضح أساليبها الإجرامية إعلامياً".
يذكر أن تنظيم داعش أعدم الإعلامي رعد العزاوي وشقيقه واثنين من أبناء منطقته بعد شهرين من اختطافهم شرق تكريت.
يشار إلى أن العزاوي متزوج ولديه أطفال، وسبق أن عمل في المكتب الإعلامي لمحافظ صلاح الدين، فضلا عن عمله في قناة "سما صلاح الدين".