المجتمع وهيآته شركاء فاعلون في العملية التربوية التعليمية / نعمة عبداللطيف

ان تربية وتعليم التلاميذ امر لا يخص التربويين وحدهم ، وانما هي قضية مجتمعية تتطلب مشاركة المجتمع بكل منظماته، نظرا للتطورات العلمية والمعرفية والتكنولوجية المتسارعة في العالم وانعكاساتها على المدرسة ، والتي تجعلها غير قادرة على القيام بادوارها بمعزل عن المجتمع وهيآته. وهكذا فرض على المدرسة الانفتاح على المجتمع واقامة علاقات تواصل مع منظمات المجتمع المدني، والمدارس الاخرى في محيطها وأسر طلبتها.واستثمار فوائد الشراكة المجتمعية يتطلب انفتاح المدارس على المجتمع وما فيه من كوادر علمية وفنية وتكنولوجية وخبرات متنوعة واقامة تواصل فعال معهم تسهم في تحقيق الدعم المادي والمعنوي للمدارس. اضافة الى التفاعل مع مصادر التعلم المتنوعة وتطور نظام المعلومات بالمدارس والقضاء على الجمود والانغلاق الفكري. من اجل فتح الطريق على المدارس لتستمر في تأدية رسالتها، بتقبلها الافكار الجديدة. والبدء بخطوات نشطة لتحقيق شراكة فعالة والوصول الى التحسين المدرسي. ان هناك مبررات متعددة تؤكد بأن التطور المدرسي ضرورة حياة في مجتمعنا العراقي بعد ان وصل تعليمنا الى مراحل من التردي لا يحسده عليه احد واليكم بعض تلك المبررات:
* ان التطورات العلمية والمعرفية والتكنولوجية المتسارعة في عالمنا الان وتوافر الابداعات التقنية والاجتماعية والثقافية والتربوية، له آثاره على رسالة المدارس، وتفرض اعادة النظر في بنيتها وبرامجها وما يجري فيها من ممارسات سلوكية. بسب تدني مخرجات التعليم المدرسي، وانعدام قدراته على تلبية المتطلبات التنموية في الوطن. ولهذا اكد الادب التربوي على نشر ثقافة جديدة تبعد المدارس عن اساليب الحفظ وحشو ادمغة التلاميذ بالمعلومات الجافة البعيدة عن حاجاتهم و متطلبات مجتمعهم. وتركز على استخدام الاساليب الحديثة التي تركز على?التعليم البنائي النشط، والتعليم ذي المعنى والتعليم بروح الفريق، واستخدام الحوار والبحوث والاستقصاء وحل المشكلات. ومن الضروري ان نحول المدرسة من مكان منعزل في المجتمع الى منظمة تعليمية منفتحة على المجتمع، لها علاقات شراكة فاعلة مع مؤسسات المجتمع، وتجعل من المدرسة منظمة تعليمية منفتحة على المجتمع لها علاقاتها مع المؤسسات الاجتماعية الاخرى من أجل الوصول للاهداف المشتركة، لقد وصلت التجربة التربوية الى نقطة هامة وهي العناية بالتقويم الشامل للمدرسة حيث جرى التأكيد على مراجعة مسيرتها باستمرار وتقويمها داخليا وخارجيا وظهور معايير جديدة لاعتماد جودة المدارس اضافة الى تقويم تحصيل تلامذتها.وبسبب ظهور معايير جديدة لاعتماد جودة المدارس، تغيرت أدوار ومسؤولية المعلم من مصدر وحيد للمعرفة وملقن للمعلومات، الى موجه ومرشد وباحث ومنظم لمجموعات تعلم التلاميذ، اضافة لدوره في بناء مجتمعات المتعلم ودمج التكنلوجيا في عمليات التعليم والتعلم.
* ان برامج اعداد المعلمين تحتاج الى مراجعة لما تحويه من قصور في الاعداد والتدريب والتنمية المهنية ، وان برامج تنمية المعلمين تفرض من خارج المدرسة فتاتي بعيدة عن اجتماع المعلمين .
* اما بالنسبة للبيئة المدرسية فقد اكدت التجارب التربوية ، ان التعليم يحدث افضل في بيئة جاذبة ، وداعمة للتلاميذ ، تسودها الثقة والاحترام ، ويشعر فيها الجميع بالامان والمحبة والوئام وتشيع فيها الاساليب الديمقراطية والحنان الابوي والعمل بروح الفريق .
* اما المناهج الدراسية فتركز على المعلومات والتفاصيل التي تلقن للتلاميذ في جميع المراحل بطرق تدريس تقليدية يعتمد معظمها على الامتحان الذي يعتمد على الحفظ والتذكر . ولهذا ففروع المعرفة في المناهج المدرسية تتصف بعدم التكامل ولهذا فالتلاميذ لا يدركون وحدة المعرفة والعلاقة بين ما يدرسونه من مواد، وكذلك لايدركون التطبيقات العملية لهذا المواد في الحياة.
* يؤكد الادب التربوي المعاصر على ضرورة التحول في تقديم الخبرات من التجانس الى التنوع ، حيث يؤكد الادب التربوي المعاصر على فكرة التنوع باعتبارها حقيقة واقعة بين التلاميذ ، ولهذا يتطلب مراعاتها في عمليات التخطيط والتدريس والتقديم .
* لقد اكدت التجارب افتقار المدارس الى التخطيط الاستراتيجي واشارت الى ضرورة ان يكون لكل مدرسة رؤية ورسالة وخطة استراتيجية ، فبدونها تتعثر العمليات وتضيع الاهداف ، ويصبح تعامل المدرسة مع الفعل ورد الفعل بدلا من التعامل مع المتغيرات بمنهجية علمية ورؤية مستقبلية واضحة والمدرسة التي تقاوم التغيير والاصلاح وتوقف جهودها التطويرية بانتظار تعليمات الجهات العليا ، تعرض نفسها الى مخاطر كبيرة .
* ان غياب معايير الاداء المتميز في المدارس، او عدم اقرارها وتطبيقها ومتابعتها في مختلف مجالات العمل المدرسي يفقد المدرسة لدورها الحقيقي .
لان دور المدرسة في اعداد نوعية جيدة من البشر يتوقف على مدى تطبيقها معايير الجودة ومداخل التحسين المدرسي ، وتمثل مجتمعات التعلم احدى مداخل التحسين المدرسي ، لما لها من ادوار في 1- تعظيم نواتج التعلم . 2- تحسين الممارسات المهنية . 3- وتفعيل بيئة العمل التي يعمل فيها الاعضاء بروح الفريق، وفي ظل علاقات انسانية فيها الكثير من الثقة والشفافية وتشجع على البحوث والتجريب.