الرجل أم المرأة ؟ .. سؤال مازال يتردد / محمد موزان الجعيفري

ايهما افضل الرجل ام المرأة ؟ سؤال ما زال يتردد منذ القدم وحتى يومنا هذا دون العثور على الجواب الشافي الذي يحسم المسألة لصالح احد الطرفين.
فالرجل المجرب لا يجرؤ ان يجزم بانه افضل من المرأة نظراً لمعرفته الاكيدة بقدراتها الظاهرة وما تخفيه في داخلها من قوة كامنة. كما ان المرأة وان كانت قد تنازلت للرجل عن دفة القيادة الا انها لا تقر له بالافضلية بما يمثله الرجل في حياتها ومجتمعها من اهمية تؤهله الى تصدر المشهد الاجتماعي. فضلا عن ان للمرأة قدراتها المتعددة التي لا يمتلكها الرجل، وهي قدرات اثبتت الوقائع فاعليتها ودورها المهم في المجتمع، علماً انها تشكل نصف المجتمع والمكمل له. لقد طرحنا السؤال اعلاه على مجموعة من كلا الجنسين لمعرفة آرائهم بهذا ال?صوص، وكانت الردود كالتالي :
تقول السيدة وصال اسماعيل ( 28 سنة - معلمة) : المرأة ضحية تراكمات تاريخية وظروف وتقاليد موروثة نصبت الرجل وصيا عليها وجعلتها تابعة له، فقد مرت التجمعات البشرية باداوار عدة حسب رأي الدارسين، كان الرجل فيها يترأس القبيلة والاسرة وله الكلمة الفصل في كافة الشؤون والتصرف باسرته كيفما يشاء كما يحق له الزواج من اربع نساء وله حق ارتياد النوادي والاختلاط والتجارة والتصرف بالمال والاملاك والبيع والشراء بينما ظلت المرأة مكانها البيت ترعى الرجل وتحرس ممتلكاته وتنجب له الابناء وتخدمه، لكن الصراع الخفي بين الرجل والمرأة ?ل قائما متمثلا بسعي كل منهما في اظهار مهارته وجدارته وهما يجدان الخطى معا على درب الحياة، فقدرات المرأة الان لاتقل عن قدرات الرجل بل انها تفوقت عليه في مجالات كثيرة خاصة تلك التي تتطلب الصبر والمطاولة لبلوغ الغاية والنجاح، فالرجل لايمتلك صبرها ودقتها كما ليس بامكانه السيطرة على غرائزه واهوائه مثلها، المرأة تفكر بروحها وقلبها وعواطفها لكنها تتصرف بعقلها اما الرجل بصورة عامة فمندفع وراء غرائزه تتحكم به اهواءه حتى لو قادته الى التهلكة.
ويذكر السيد هاشم ظاهر (52 سنة - موظف) ان السؤال يذكره بقصة طريفة وهي انه في حفل ضم عدد من الرجال مع زوجاتهم وطلب عريف الحفل ان يرفع الازواج الخائفون من زوجاتهم ايديهم، فرفع الجميع ايديهم الا واحدا وحين ساله العريف الا تخاف من زوجتك فاجابه بلى فقال ولم لم ترفع يدك ؟ فرد عليه زوجتي امرتني الا ارفع يدي !، وهذه القصة الطريفة ان دلت على شيء فانما تدل على مدى اهمية المرأة في حياة الرجل ومدى تاثيرها على قرارته، ويتابع بقوله : من وجهة نظري اعتبر المرأة هي المهندس الذي يخطط لحياة الرجل وهو غالبا ما ينفذ هذا التخط?ط الرائع لحياته لما تمتلكه المرأة من قدرات، فحساباتها لا تشمل الواقع فحسب بل تتعداه الى المستقبل وعلى المدى البعيد وهذا ما تلمسه في مجالات كثيرة بعدما تغير العالم وتقدم العلم وتيسرت المعرفة، وانا اتقين بان للمرأة مستقبل افضل فيه المساواة حقيقية مع الرجل.
وتؤكد السيدة شذى جواد (45 سنة - ربة بيت) ان الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض الاخر ولايمكن لحياة احدهما ان تسير دون الاخر واستثني من ذلك البعض من الطرفين الذي قرر تعطيل جانبا مهما من غرائزه وقدراته واثر العزوبية والعزوف عن الحياة الزوجية والتي هي الحياة الطبيعية فانزوى وحيدا او اجبرته الظروف على هذا النمط من الحياة كالرجل الذي ظل دون زواج او العانس والارمل والمطلق من كلا الجنسين اللذان لفظهما قطار الرحلة عند محطة مهجورة ليكابدان في نهاية المطاف وحشة الوحدة والفراغ القاتل.
ويقول الطبيب محمد حسن صبيح ( 61 سنة) ان خشونة الرجل ومقدرته على مواجهة الظروف الصعبة التي مرت بها البشرية من حروب واقتتال وصراع مكنته من التفوق في مقابل نعومة المرأة وهشاشة بنيتها، كل هذا جسّد قيم تفوق الرجل التي تراكمت وتفاقمت حتى أصبحت واقعا ثابتا. لكن المستقبل سينهي أسطورة تفوقه ويجرف معه كل القيم والأعراف التي مكنته في الارض، فالتقدم المعرفي الهائل الذي بدأ يكتسح كل ماهو متعارف عليه من ثوابت، اضافة الى التقدم الالكتروني الذي يتجلى في عمل الآلة التي تحقق التعويض والاستغناء عن قدرات الرجل البدنية وربما ب?أت تتسبب في ضمور عضلاته واندثار خشونته، فتصبح المنازلة بين الرجل والمرأة على الاولوية والصدارة متكافئة. ويؤكد استاذ علم الاجتماع ضياء عبد الكريم ان ما تقوله الاديان بان المرأة والرجل خلقا من طينة واحدة فيه الكثير من الصحة، فالرجل والمرأة اذا ما تناولناهما من الناحية الفسلجية والتشريحية يتشابهان في كثير من الخواص مع وجود بعض الاختلافات التي حصلت اثناء مراحل النمو والتطور. اما من الناحية الاجتماعية فان الرجل والمرأة يؤديان معا رسالة واحدة هي استمرارية الحياة وتطويرها، ولكن لكل منهما دورا يؤديه بطرق مختلفة حس? تركيبتهما الجسدية، ولايمكن للحياة ان تستمر او تقوم بوجود احدهما دون الاخر، فهما يكملان احدهما الآخر ويمتلكان فرصة متساوية في الحياة.