رسالة لجنة المرأة في منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة

تحتفل الامم المتحدة والاخيار في العالم في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة تمجيدا لذكرى الاخوات ميرابال الناشطات في جمهورية الدومنيكان اللواتي تم اغتيالهن بوحشية في العام 1960- بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو.
ان القفزات الهائلة للبشرية صوب ذرى التقدم والانجاز الغير مسبوق في الفيتها الثالثة لم تترافق للاسف بأنجاز مماثل في القضاء على العنف ضد واهبة الحياة اذ ظل هذا العنف قدرا ملازما للمرأة في اصقاع شتى من كوكبنا تشمل بلدان التخلف وبلدان الوفرة على حد سواء وان بدرجات واشكال مختلفة .
وأذ تتنوع اشكال العنف هذه فأنها لاتقتصر على العنف الجسدي او العنف اللفظي بل تمتد لتشمل المصادرة الفظة للكثير من حقوق الانسان والتمييز ضد النساء في الاجور وفرص العمل وصولا الى الاملاق والافقار الذي تكتوي بناره اعدادا متزايدة من النساء(70% من فقراء العالم هم من النساء).
وفي العراق حيث الارث البغيض من اشكال عبودية المرأة وحيث جبال المعاناة التي ناءت بحملها وسط المسار العسير الذي جرت اليه بلادنا عبر تأريخ متواصل من الدكتاتوريات والحروب والاضطهادات فأن اللوحة تبدو اكثر عتمة .فرغم ان حقوقا عدة قد سطرت على ورق الدستور والعديد من القوانين التي خصت المرأة حتى انها حظيت بكوتا للتمثيل في البرلمان الا ان حقيقة الامر ان المرأة العراقية انتهت الى حال اسوأ حيث ضاق عليها اكثر هامش الحريات الضيق اصلا وخسرت مواقع اجتماعية وشخصية اكثر حيث جرت وتجري محاولات متواصلة للالتفاف على ماتحقق لها من حقوق ,وبخاصة في قانون الاحوال الشخصية رقم 88 للعام 1959 .
ومع التدهور الحاد الذي طرأ مع الهجمة البربرية لقوى الارهاب ورأس حربتها داعش فأن دركا غير مسبوق جرت اليه المرأة بلغ معه العنف الذي تتعرض له اقصى مدياته وعادت معه الى غياهب القرون الوسطى حيث السبي واسواق الجواري والاغتصابات الجماعية.
ان هذا اليوم لهو مناسبة اخرى لتذكير البشرية ان الاوان قد أن لوضع حد,مرة والى الابد, لما تتعرض له المرأة من اشكال الاضطهاد والعنف وان ذلك هو مهمة الجميع رجالا ونساءا ,حكومات ومنظمات ,افرادا وجماعات.
ان تجارب التاريخ الحديث تشير بما لايدع مجالا للشك ان القضاء على العنف ضد المرأة وتحقيق مساواتها الحقيقية لايمكن ان يتحقق الا في ظل دولة مدنية تعتمد المواطنة اساسا للحكم وتنظيم العلاقة بين الناس بغض النظر عن الدين او العرق او المذهب او الجندر الخ

لجنة المرأة
منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي