- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 13 كانون2/يناير 2015 19:47

ابنة سنجار، تلك المرأة الايزيدية التي فزعت ليلا لسماعها أصوات غربان "داعش" في قريتها، فلم تنهض لتجمع حليها وحاجياتها كبقية النساء، بل سارعت لحمل السلاح مع أشقائها للدفاع عن الأرض والأهل، فكان الجبل مقصدها.
هناك شاهدت اُمٌاً تُرضع صغيرها، وهكذا في اليوم الثاني وربما الثالث ولكن بعدها نفد الحليب من صدر الأم، بل نفد الغذاء، وبقيت الكمية قليلة من الماء يتقاسمونها بالتساوي فمات طفل عطشا، وآخر مات جوعا، وآخر وآخر.. فعاشت أيام ليست ككُل الايام وبعدها تم إنقاذهم وإيواؤهم في مكان آمن بعيدا عن جبل سنجار.
"أم دجلة الشنكالية"، كما عرفت عن نفسها، وصفت أحداث الثالث من آب الماضي، أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ العالم الحديث، فما تعرض له الايزيديون في سنجار على يد تنظيم داعش الإرهابي، من خطف لأكثر من ثلاثة آلاف امرأة وطفل، وقتل الشباب والشيوخ، ومحاصرة من تبقى منهم في الجبال كان عملاً إجرامياً كبيراً.
لم لكن لأسرة أم دجلة الشنكالية موقف رافض من مشاركتها في القتال إلى جانب الرجال، فهم "لن يشعروا بالأسى إن فقدوا أبنتهم وهي تقاتل داعش، فالموت لاجل سنجار، أفضل من أن لا تكون إبنتهم جارية تباع وتشترى وتغتصب".
وللحديث عن الصعوبات التي تواجه المرأة التي تشترك في القتال، نفت أم دجلة وجود صعوبات تذكر بعد أن اتخذت قرارها بمحاربة داعش. لكنها قالت: أن المرأة الأيزيدية لم يسبق لها المشاركة في معارك سابقة، وهي أيضا لا تمتلك اللياقة البدنية التي تؤهلها لخوض الحروب، ولم يسبق لها التدريب على أستخدام الاسلحة الحربية، بالاضافة لشراسة العدو الذي تواجه فهو ليس عدوا تقليديا بل هي تقاتل ضد أكبر تنظيم ارهابي على مستوى العالم.
وأضافت: لقد أبدت الايزيدية شجاعة وبسالة في القتال والمشاركة بالواجبات ضد العدو.. هي مفخرة للرجل الذي بجانبها وليس مساوية له فقط، والرجل يتعامل معها مثلما يتعامل الرجل مع الرجل في ساحات القتال فالاثنان يقاتلان نفس العدو ولديهما نفس الأهداف.
وختمت أم دجلة الشنكالية قائلة: كلمتي للمرأة الايزيدية في العالم أجمع، هي أنه ليس شرطاً عليك أن تأتي وتقاتلي في جبهات القتال، هنالك جبهة للدفاع عن قضيتنا بالقلم والاعلام والقنوات الاخرى، أوصلي صوت المرأة الايزيدية الى أعلى المستويات من منظمات المجتمع الدولي والمدني والحكومي فهذه هي مشاركتك للدفاع عن نساء سنجار.