بيان الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي – الأسترالي: الدواعش وتهديم الشواهد الحضارية

يوما بعد يوم تُمعن خفافيش الظلام في غيها وجنونها وبشكل سافر في قتل الإنسان وتخريب الطبيعة وتلويث الهواء النقي بسموم فكرها ، حتى بلغ بشذاذ الآفاق المدى الى التطاول على رموزنا الحضارية السامقة في مجزرة كبرى شهد العالم مأساتها في واقعة تحطيم شواهدنا الحضارية العراقية في متحف الموصل .
إن هذه الشواهد هي ملك الانسانية جمعاء وهي محصلة لنتاج الفكر العراقي في حقبة غائرة في التاريخ ومشرقة في تراث الإنسانية الخالد ، لذا فأن ما فعله الدواعش هو تحدٍ للإنسانية جمعاء .
لم يتوان هؤلاء عن إبتكار أساليب متنوعة في قتل العراقيين في مدينة " الحدباء" الموصل التاريخية ، وثاني مدن العراق وذات التاريخ والحاضر الأبيضين في الحياة العراقية .. فلقد تفننوا في سبي النساء والاطفال وبيعهم في سوق النخاسة كما حصل مع طوائف المجتمع الموصلي الأصيلة كالمسيحيين والأزيديين والشبك وكما حدث مع الاكراد في دفاعهم عن المدينة والعرب في مجزرة سبايكر .
إن تحطيم الشواهد التاريخية والحضارية العراقية في متحف الموصل شكّل وسيشكل خطرا محدقا على تراث الإنسانية جمعاء .. لذا نحن أعضاء الصالون الثقافي نطالب الحكومة العراقية وكل المسؤولين لتحمل مسؤولياتهم كاملة في التحرك السريع لإنهاء إحتلال الموصل وطرد الدواعش الجاثمين على صدور أهلنا في الموصل أولا ، ثم الشروع الفوري في حماية آثارنا في كل شبر من العراق .
كما إننا نناشد المجتمع الدولي في مجلس الامن والجمعية العمومية ومنظمة اليونسكو تحديدا بتحمل مسؤوليتها الكاملة في حماية وصيانة آثارنا وعدم السماح لوقوعها ثانية بين ايادي المجرمين والقتلة .
لم تكن داعش نباتا فطريا او كائنات هبطت علينا من السماء .. بل انهم جماعات منظمة لها فكر تكفيري دموي ومرجعيات معروفة وأليات عملية و حاضنات عراقية ودعم لوجستي من دول عربية وأقليمية وسماح دولي واضح .
لذا نحن نحّمل كلّ الأطراف المتورطة في صناعة داعش وتسويقها ورعايتها من مغبة التهور بالاستمرار مع الدوعش لتنفيذ مآربهم ، فالعراق ليس مختبرا للتحارب ولا الشعب العراقي ولا حضارته مادة للدواعش ومن خلفهم .
الصالون الثقافي العراقي سيتبع السبل المتاحة لفضح وتعرية القتلة وإدانتهم بالتنسيق مع الجهات الاعلامية الوطنية والأسترالية .
الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي – الأسترالي